انتخابات الرئاسة الليبيّة: دول غربيّة تطالب بتحديد موعد جديد "دون تأخير"

طالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك أصدرته الدول الخمس، اليوم الجمعة، بالإسراع في تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية في ليبيا، بعد الإخفاق في إجرائها في الموعد الذي كان محددا لها.

انتخابات الرئاسة الليبيّة: دول غربيّة تطالب بتحديد موعد جديد

محتجّون في العاصمة طرابلس (أ ب)

طالبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا في بيان مشترك أصدرته الدول الخمس، اليوم الجمعة، بالإسراع في تحديد موعد جديد للانتخابات الرئاسية في ليبيا، بعد الإخفاق في إجرائها في الموعد الذي كان محددا لها، اليوم الجمعة. في المقابل، طالب مئات المتظاهرين الليبيين في مدينة بنغازي، بإجراء الانتخابات بالموعد الذي اقترحته المفوضية العليا للانتخابات في 24 كانون الثاني/ يناير المقبل.

وقالت الدول الخمس في بيانها: "ندعو السلطات الليبية المعنية إلى احترام تطلعات الشعب الليبي نحو انتخابات سريعة عبر الإسراع في تحديد موعد نهائي للانتخابات ونشر القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة من دون تأخير".

وشددت على "أهمية الحفاظ على الزخم" بهدف انتخاب حكومة جديدة، و"تعزيز استقلال ليبيا وسيادتها ووحدة أراضيها ووحدتها الوطنية".

وجددت الدول دعوتها إلى تسوية "الخلافات حول القضايا السياسية أو العسكرية من دون اللجوء إلى العنف".

وأبدت "استعدادها لمحاسبة من يهددون الاستقرار أو يقوضون العملية السياسية والانتخابية عبر العنف أو الحض على العنف".

لندن ستواصل الاعتراف بحكومة الوحدة لحين إجراء انتخابات

في السياق، قالت بريطانيا، اليوم، إنها ستواصل الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية كسلطة مكلفة بقيادة ليبيا إلى الانتخابات، وإنها لا تؤيد "إنشاء حكومات أو مؤسسات موازية".

وقالت سفارة لندن لدى طرابلس في بيان نشرته عبر "تويتر"، إن المملكة المتحدة تدعم بقوة العملية الانتخابية بقيادة وملكية ليبية وتدعم عمل المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني وليامز.

وأضاف البيان: "يجب أن نحافظ ونبني على التقدم نحو السلام والاستقرار الذي تم تحقيقه من خلال اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 2020، وخارطة طريق منتدى الحوار السياسي الليبي (جرى في تونس تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 وأفرز حكومة الوحدة بقيادة، عبد الحميد الدبيبة)".

وتابع: "ستواصل المملكة المتحدة بالاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية كسلطة مكلفة بقيادة ليبيا إلى الانتخابات، ولا تؤيد إنشاء حكومات أو مؤسسات موازية".

مظاهرة تطالب بإجراء الانتخابات في 24 كانون الثاني

وطالب مئات المتظاهرين في مدينة بنغازي، الجمعة، بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالموعد الذي اقترحته المفوضية العليا للانتخابات، وذلك في مظاهرة نظمتها مؤسسات مجتمع مدني وعدد من الناشطين في "ساحة تبستي" بالمدينة.

ورفع المشاركون في المظاهرة لافتات كتب عليها "الاستحقاق الانتخابي 24 (كانون الثاني) يناير 2022 موعدنا مع الانتخابات الرئاسية من حقي ننتخب"‎، و"نعم للانتخابات لا للتمديد"، و"نعم للانتخابات لا للتكليفات".

وفي وقت سابق الجمعة، قال عضو المجلس الرئاسي الليبي، عبدالله اللافي، في كلمة بمناسبة الذكرى 70 لاستقلال ليبيا، إن إعلان المفوضية تأجيل الانتخابات شهرا آخر لصعوبات قانونية هو مفاجأة أثارت مشاعر الغضب والحزن لدى معظم الليبيين.

من جانبه، قال عضو المجلس الرئاسي، موسى الكوني، في تغريدة عبر "تويتر": "الليبيون فاتتهم فرصة اختيار من يحكمهم لأول مرة... نعتذر للشعب ونؤكد أن الأوان لم يفت بعد".

مشروع خارطة طريق

ويعقد مجلس النواب الليبي جلسة رسمية الإثنين المقبل، لبحث تداعيات تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان مزمعا إجراؤها اليوم الجمعة، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء، نقلا عن مصدر برلمانيّ لم تسمّه.

وأوضح المصدر أن المجلس كلّف لجنة برلمانية من عشرة نواب، بوضع مشروع خارطة طريق للمرحلة المقبلة.

وتقدمت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا باقتراح إلى مجلس النواب لتأجيل الانتخابات الرئاسية شهرا عن موعدها المقرر في 24 كانون الأول/ ديسمبر الجاري بحيث تتم في 24 كانون الثاني/ يناير المقبل.

وتزامن اقتراح المفوضية مع إعلان لجنة نيابية "استحالة" إجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي، بسبب ظروف مرتبطة بتقارير فنية وقضائية وأخرى أمنية.

وأمس الخميس، طالبت المستشارة الأممية الخاصة لدى ليبيا، في بيان نشرته البعثة الأممية، بألا تؤدي التحديات الراهنة المتعلقة بالعملية الانتخابية إلى تقويض الاستقرار الذي جرى إحرازه بالأشهر الماضية.

وأبدت المستشارة الأممية استعدادها "للعمل مع المؤسسات الليبية المعنية ومجموعة واسعة من الأطراف المعنية لمواجهة هذه التحديات من خلال المساعي الحميدة وجهود الوساطة".

ووفق مراقبين، فإن تحديد 24 كانون الثاني/ يناير لإجراء الانتخابات يعد أمرا صعبا، إذ لا يكفي شهر واحد لإقراره من قبل مجلس النواب وإغلاق باب الطعون ونشر القائمة النهائية وبدء الحملات الانتخابية.

ويأمل الليبيون أن تساهم الانتخابات بإنهاء صراع مسلح عانى منه بلدهم، جراء قيام مليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة أجانب، بقتال حكومة الوفاق الوطني السابقة.

التعليقات