القاهرة: اعتقال 500 شخص على الاقل في مصر اليوم

قال شاهد ان قوات الامن المصرية حاصرت قرية سوق الثلاثاء في محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل اليوم الاربعاء وتضربها بالقنابل المسيلة للدموع.

القاهرة: اعتقال 500 شخص على الاقل في مصر اليوم

افادت مصادر امنية ان 500 شخص على الاقل اعتقلوا في مناطق مختلفة في مصر اليوم الاربعاء اثر تحذيرات السلطات الامنية من انها لن تسمح بتجمعات مماثلة لتظاهرات الثلاثاء التي لم تشهد مصر مثيلا لها منذ عقود.

وكانت وزارة الداخلية اكدت في بيان اصدرته في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء انه "لن يسمح بأي تحرك اثاري او تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او تظاهرات". واضافت: "سوف يتخذ الاجراء القانوني فورا وسيتم تقديم المشاركين الى جهات التحقيق".

وتنفيذا لهذا التحذير قامت قوات الامن باعتقالات في عدة مناطق.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن مصدر امني انه "تم توقيف 90 شخصا حاولوا التجمع الاربعاء بميدان التحرير لمواصلة التجمعات التى نظمت الثلاثاء".

واوضح المصدر انه تم توقيفهم "فور وصولهم لميدان التحرير على مجموعات صغيرة متفرقة تراوحت ما بين ثلاثة وخمسة افراد قبل انضمامهم الى بعضهم بعض".

واعلنت جماعة الاخوان المسلمين ان 121 من اعضائها اعتقلوا في اسيوط (400 كيلومتر جنوب القاهرة).

واوقفت الشرطة اعدادا اخرى من المتظاهرين عندما حاولوا التجمع في مناطق متفرقة من مصر.

وكان 200 شخص تقريبا اعتقلوا خلال تظاهرات الثلاثاء.

ومساء اليوم الأربعاء، قال شاهد ان قوات الامن المصرية حاصرت قرية سوق الثلاثاء في محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل اليوم الاربعاء وتضربها بالقنابل المسيلة للدموع.

 

وقال في اتصال هاتفي مع رويترز ان محاصرة القرية تلت دعوة سكانها من مكبرات صوت في مساجد الى قطع الطريق الدولي القريب منها في نطاق الاحتجاج الذي بدأ أمس  الثلاثاء باسم "يوم الغضب" والذي طالب منظموه والمشاركون فيه بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك.

 

وأضاف الشاهد أن قوات الامن تمنع دخول القرية حتى للصحفيين.

 

على صلة، قال مصدر أمني وشهود عيان ان عشرات المحتجين المصريين تجمعوا في وسط القاهرة ومدن المحلة الكبرى ودمياط وأسيوط اليوم الاربعاء لكن أعدادا كبيرة من قوات الامن أسرعت بتفريقهم وألقت القبض على عشرات منهم. وذكرت مصادر حقوقية ان قوات الأمن اعتقلت المئات من المتظاهرين.

 

وحاول مئات النشطاء تجديد احتجاج واسع النطاق شهدته البلاد أمس الثلاثاء وقتل فيه أربعة بينهم رجل شرطة لكن وزارة الداخلية نشرت أعدادا كبيرة من قواتها في الاماكن التي رجح تجدد الاحتجاجات بها قائلة انها لن تسمح بالتظاهر.

 

واستهدف الاحتجاج الذي دعا اليه نشطاء الانترنت انهاء 30 عاما من حكم الرئيس حسني مبارك.

 

وقال المصدر الامني ان المحتجين تجمعوا لفترة قصيرة أمام دار القضاء العالي في وسط القاهرة قبل أن تفرقهم قوات الامن. ودار القضاء العالي هو نفس المبنى الذي نظمت أمامه بعض المظاهرات في بداية الاحتجاج أمس الثلاثاء.

 

وما زالت الاجراءات الامنية مشددة في شتى أنحاء العاصمة وقالت وزارة الداخلية انها لن تسمح بتجدد المظاهرات.

 

وشوهد رجال أمن في الزي المدني ورجال مباحث يستجوبون المارة المشتبه بهم في ميدان التحرير اكبر ميادين القاهرة. كما ألقت قوات الامن القبض على كل من توقف بالميدان.

 

وقال مصدر أمني اخر ان محاولة لتنظيم احتجاج جديد في مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل أحبطت أيضا اليوم الاربعاء. وكانت المدينة شهدت اضطرابات عام 2008 .

 

وذكر شاهد عيان في مدينة دمياط الساحلية أن قوات الامن أسرعت بالقاء القبض على أربعة محتجين لدى وصولهم الى ميدان الشهابية في المدينة لاستئناف التظاهر.

 

وأضاف أن قوات أمن كبيرة العدد انتشرت في الميدان.

 

واجتذبت الدعوة الى مظاهرات الاحتجاج على الفقر والبطالة والقمع الالاف الذين خرجوا الى شوارع القاهرة وعدد من المدن الاخرى في موجة منسقة من المظاهرات غير المسبوقة المناهضة للحكومة منذ تولي مبارك السلطة عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين اسلاميين.

 

وقالت مصادر أمنية في مدينة أسيوط عاصمة محافظة أسيوط التي تبعد نحو 400 كيلومتر الى الجنوب من القاهرة ان قوات الامن ألقت القبض على 40 من النشطاء لدى وصولهم الى ميناء المجذوب في وسط المدينة للتظاهر.

 

وأفاد شهود عيان في مدينة السويس التي تقع الى الشرق من القاهرة بأن مئات المحتجين تجمعوا أمام مشرحة بالمدينة توجد بها جثة محتج ورددوا هتافات مناوئة لقوات الامن.

 

وذكرت مصادر أمنية وسكان أن جثتي محتجين اخرين قتلا يوم الثلاثاء دفنتا في الساعات الاولى من صباح يوم الاربعاء تحت حراسة الشرطة بحضور أفراد من أسرتيهما.

 

وقال شاهد ان اشتباكا بالايدي وقع بين الشرطة وأقارب القتيل الثالث.

 

وأضاف أن أهالي القتيل الذي توفي اليوم الاربعاء متأثرا بجروحه تجمعوا أمام المشرحة مطالبين بتشريح جثته من قبل الطب الشرعي.

 

وقال الشاهد ان نشطاء وأقارب مصابين يساندون أقارب القتيل.  وقالت الشرطة ان أحد أفرادها لقي حتفه أمس في القاهرة بعد اصابة في رأسه بسبب حجارة تم القاؤها.

 

حجب مواقع الكترونية

 

أكدت شركة تويتر أن موقعها الذي يقدم خدمات التراسل والاتصال عبر شبكة الإنترنت حجب في مصر حيث خرج الآلاف إلى الشوارع أمس للاحتجاج على حكم الرئيس حسني مبارك الذي مضى عليه ثلاثون عاما.

 

وكتبت الشركة في رسالة أكدت فيها حجب خدمتها، وقالت "نعتقد أن التبادل الحر للمعلومات ووجهات النظر يفيد المجتمعات ويساعد الحكومات على التواصل بشكل أفضل مع شعوبها".

 

وكان موقع تويتر إحدى الوسائل الرئيسية التي استخدمها المتظاهرون لتنظيم احتجاجات أمس في مصر. وفي وقت لاحق علم ان السلطات المصرية حجبت ايضاً موقع فيسبوك.

 

ولعبت المواقع الإلكترونية والاجتماعية منها خاصة مثل توتير وفيسبوك دورا مهما في تعريف العالم بالاحتجاجات التي اجتاحت تونس، وأدت إلى الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي قبل نحو أسبوعين.

 

ورغم حجب السلطات التونسية مواقع إلكترونية وإخبارية مهمة, تمكن متصفحو هذه المواقع من اختراق الحظر. وبث العديد من التونسيين تسجيلات مصورة لمشاهد من الاحتجاجات, أتاحت للملايين عبر العالم مراقبة تطورات الاحتجاجات التونسية.

 

والتقطت معظم تلك الصور بكاميرات هواتف محمولة, وجدت طريقها إلى مواقع إلكترونية كموقع فيسبوك ومواقع أخرى, ونجح مرتادوها في اختراقها رغم حجبها, وأظهرت للعالم أحداثا ما كان ليتمكن من مشاهدتها قبل التطور الهائل في ثورة الاتصالات.

 

وكانت السلطات التونسية تدرك مدى خطورة المواقع الإلكترونية والمدونات في تأليب الرأي العام مستخلصة العبرة من الاحتجاجات التي شهدتها إيران بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009، لذا حجبت تونس مواقع ومدونات في أبريل/ نيسان الماضي, وكأنها كانت تتخوف مما هو قادم.

 

التعليقات