شبابٌ من مصر لعـ48ـرب: مستمرّون في الاحتجاجات حتّى تحقيق مطالبنا

قوات الامن هاجمت المواطنين المصريين بشكل عنيف وحاد، مستعملة الهراوات، والغاز المسيل للدّموع، وخراطيم المياه، والرصاص المطاطي، وقد تم اعتقال وإصابة المئات من المتظاهرين، واستشهاد ثلاثة مواطنين

شبابٌ من مصر لعـ48ـرب: مستمرّون في الاحتجاجات حتّى تحقيق مطالبنا

المناخ ملتهب في مصر حتى بعد نجاح قوات الامن المصرية في تفريق آلاف المتظاهرين الذين اعتصموا في ميدان التحرير وميدان سميراميس في القاهرة حتى ساعات فجر اليوم الأربعاء، وذلك بعدما أمرت السلطات المصريّة قوات الامن الساعة الثانية صباحا بتفريق المعتصمين بالقوة، وبشتى الوسائل.

الدّعوة ليوم الغضب بدأت ونظّمت من خلال "الفايس بوك"

المشاهد التي ترى في القاهرة ومحافظات عدة تتشابه مع تلك التي حصلت منذ أيّام في تونس، حتى أن البعض وصفها بأنها أشد من "ثورة الخبز" التي حصلت في مصر عام 1977، وأن مصر اليوم بعد يوم الغضب ليست مثل مصر من قبل، خصوصا أن هناك كثير ممن توقعوا حصول مثل هذه الأحداث، لكن بقي السؤال متى؟ وها هي تحصل اليوم.

هذا وجاءت الدعوة "ليوم الغضب" المصريّ من شباب عبر الموقع الاجتماعى الشهير الفيس بوك، والذي أصبح اليوم في العالم العربي بقوم بدور سياسيّ بامتياز،  وقد نادت الدّعوة إلى جعل يوم الـ 25 من يناير/كانون ثاني، وهو يوم عيد الشرطة،  يوما للغضب الشعبى ضد ممارسات الشرطة المصرية، وضد نظام مبارك، وضد الحكومة وما يعانيه الشعب المصريّ من البطالة، والاحتكار السياسيّ للحزب الواحد، وعدم وجود ديمقراطية سياسية، وعدم وجود مناخ ديمقراطي، كما وبدا ظاهرًا للمتابع للأحداث مدى قوة تنظيم الشباب لأنفسهم، ونجاح التحرك الاحتجاجي في اليوم الأول الذي قدر بأكثر من 80 ألف مشارك.

مئات الشّباب المصريّ يرصدون كلّ تحرّكات الشّارع بالصّور والأفلام عبر "رصد"

وقامت مجموعة من الشباب بإنشاء صفحة على الفيسبوك بعنوان "رصد"، وهي ترصد كل التحركات الاحتجاجية والمظاهرات، وتنقل الصور والفيديوهات والحدث فور وقوعه، حتى قبل أن تقوم وسائل الاعلام الكبرى بتغطيته، وقد وصل عدد المشاركين في هذه الصفحة في يومها الأول أكثر من 170 ألف مشارك حتى الآن خلال 24 ساعة فقط، ويبدو من الصّفحة أنّ هناك المئات من الشباب العاملين في هذا المنبر الاعلامي الأقوى على الساحة، خصوصا أنه ما زال مستمرا في العمل بالرغم من محاولات منع الفيسبوك من السلطات المصرية، والتشويشات الحاصلة في  شركات الخليوي وقطع الكهرباء على المواطنين، وإعلان حجب خدمة تويتر نهائيّا في مصر.

وفي حديث مع أحمد عبد الواحد الكيال، أحد المنظمين الميدانيين ليوم الغضب، وعضو لجنة تنسيق مركزية بحزب الكرامة (وهو حزب قومي ناصري تحت التأسيس، ترفض السلطات المصرية باستمرار اعطاء تصريح بإنشائه)، قال: "لقد بدأت شرارة الاحتجاجات فى عدد من محافظات مصر، وأيضا في العاصمة القاهرة الساعة 2 ظهرا، وقد توافد الآلاف من الناس في عدد من المحافظات، بينما في عدد من المحافظات الأخرى كانت المشاركة بالمئات، وكان للقاهرة النصيب الأوفر من حيث عدد المشاركين في المظاهرات والوقفات الاحتجاجيّة، وقد وجدت في عدد متفرق من مناطق القاهرة الكبرى، مثل منطقة امبابة، وشبرا، والمهندسين، وهو أحد الأحياء الراقية في القاهرة."

الأحزاب المعارضة تشارك في الاحتجاجات بكثافة، والأربعاء إضراب عام

وأضاف الكيال: "لقد شارك في الاحتجاجات عدد من أحزاب المعارضة، أمثال حزب الوفد، والكرامة، وعدد من الحركات السياسية مثل حركة كفاية، و6 إبريل، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، وحركة عدالة وحرية،  وحملة دعم حمدين صباحي، وحملة دعم البرادعي أيضا، وقد تغيبت عن المشاركة جماعة الاخوان المسلمين، أكبر حركة سياسيّة بمصر."

 الكيال الذي اعتقل على خلفية مشاركته في إحدى الوقفات الاحتجاجية في محافظة "قنا"، وهي إحدى محافظات الصعيد، قال لموقع عرب 48: "إن قوات الامن هاجمت المواطنين المصريين بشكل عنيف وحاد، مستعملة الهراوات، والغاز المسيل للدّموع، وخراطيم المياه، والرصاص المطاطي، وقد تم اعتقال وإصابة المئات من المتظاهرين، واستشهاد ثلاثة مواطنين."

وأكد لنا الكيال أن الشباب المصري اليوم، "عازم على الاستمرار في التظاهر حتى إسقاط النظام، إذ أن قوة المظاهرات التي كانت في اليوم الأول تُبشر بالخير"، على حدّ قوله، إذ يتوقع أن تكون المشاركة اليوم الأربعاء بلأعداد كبيرة جدا، خصوصا وأنه تم الاعلان عن إضراب عام، وأنباء عن قرار اتخذته جماعة الاخوان المسلمين بالالتحاق للمظاهرات، والمشاركة الواسعة بها.

التعليقات