الغضب المصري: مصر تصر على رحيل نظام مبارك

رغم حظر التجول المظاهرات تعم القاهرة والإسكندرية والسويس ودمنهور والمنصورة وحلوان وبورسعيد وكفرالشيخ وأسوان والأقصر والشرقية * قوات الأمن تطلق النار على معتقلين * القرضاوي يطالب مبارك بالتنحي

الغضب المصري: مصر تصر على رحيل نظام مبارك
تجددت المظاهرات الغاضبة في أنحاء مصر رغم إعلان الرئيس المصري حسني مبارك إقالة الحكومة، ورغم الانتشار المكثف لقوات الأمن والجيش بينما ارتفع عدد القتلى والجرحى. واتسعت رقعة المظاهرات لتشمل القاهرة والإسكندرية والسويس ودمنهور والمنصورة وحلوان وبورسعيد وكفرالشيخ وأسوان والأقصر والشرقية.
 
وردد المتظاهرون "ارحل ارحل" وهم يتجمعون في ميدان التحرير في ظل تواجد الجيش الذي نشر في المدينة لتهدئة الوضع، وردد المحتجون "سلمية سلمية"، وهم يطالبون الرئيس مبارك بالتنحي ومحاكمة رموز النظام.
 
وكان رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، قد دعا مبارك إلى إخلاء منصبه استجابة لمطالب الشعب المصري.
 
وانتشرت قوات الجيش المنتشرة في الشوارع وعند المواقع الحساسة ومن بينها محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي حاول المتظاهرون اقتحامه أمس.
 
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الألمانية بأن هناك حالة من الانفلات الأمني تسود ميدان التحرير، وأن هناك مناوشات بين لصوص حضروا لنهب المحال التجارية مسلحين بالأسلحة البيضاء والعصي، ومتظاهرين شكلوا دروعا بشرية لحماية الممتلكات العامة.
 
وكشفت صور القاهرة في صبيحة الاحتجاجات حجم الدمار وسيارات الشرطة المحترقة وما تعرضت له العديد من المنشآت العامة والخاصة وكان أكثرها تضررا المقر الرئيس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حيث أُحرق المبنى ونهبت محتوياته. 
 
ونقل عن شهود عيان أن 18 شخصا قتلوا في اشتباكات مع الشرطة في ميدان المطارية.  
 
وذكرت مصادر أن سقوط عشرات الجرحى في منطقة التوفيقية بالقاهرة وسط مناشدات لإسعافهم إلى المستشفيات.
 
وفي الإسكندرية جاء أن مظاهرات حاشدة للتنديد بخطاب مبارك والمطالبة بتنحيه تجوب شارع المحافظة الذي شهد إحراق مبنى المحافظة أمس فضلا عن إحراق أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.
 
وتحدثت مصادر عن سقوط 23 قتيلا في مواجهات الإسكندرية يوم أمس الجمعة.
 
وذكر مراسل الجزيرة نت أن مواطنين يحاصرون مقر أمن الدولة في منطقة الفراعنة في الإسكندرية وعناصر الأمن المتواجدة داخله تطلق الرصاص الحي.
 
كما اقتحم متظاهرون مصانع حديد عز والدخيلة التابعة لرجل الأعمال أحمد عز وهو شخصية نافذة في النظام واستولوا على كامل محتويات المصنع.
 
ونقل عن مصادر في الإسكندرية مطالبتها الجيش بالتدخل لصد أعمال النهب. وفي الوقت نفسه فإن ضباط في المنطقة العسكرية الشمالية يرفضون تنفيذ الأوامر بضرب المتظاهرين في الإسكندرية.
 
وفي السويس جاء أن المئات تجمعوا أمام قسم شرطة الأربعين مرددين هتافات ضد مبارك بينما يسيطر الجيش على معظم شوارع المنطقة ويحاول أن يحمي المؤسسات الحكومية.
 
وأشارت مصادر طبية في مشفى السويس العام إلى مقتل 17 شخصا وإصابة أكثر من 180 بينهم 25 حالة حرجة، وذكرت أن الأهالي يتجمعون أمام مشرحة السويس العامة للتعرف على جثث أبنائهم والمطالبة بالتحقيق لمعرفة من أطلق النار عليهم.
 
وقال صحفيون للجزيرة إن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على المواطنين في السويس بأوامر من القيادات.
 
وقالت مصادر محلية لوكالات الأنباء أن نحو مائة ألف من سكان السويس يتظاهرون مطالبين برحيل النظام.
 
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بوقوع صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة الإسماعيلية شمالي شرقي مصر. كما وردت أنباء عن مقتل خمسة أشخاص في دمنهور.
 
ورغم فرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس منذ الليلة الماضية وحتى صباح اليوم لم يلاحظ أي التزام بهذا الحظر.
 
وجددت القوات المسلحة في بيان دعوتها إلى ضبط النفس والتزام حظر التجول، فيما ناشدت قوات الجيش المتظاهرين بالابتعاد عن منطقة مبنى الإذاعة والتلفزيون وسط القاهرة.
 
ونقلت "الجزيرة" أنباء مفادها أن قوات الأمن اقتحمت سجن القطا وقتلت نحو 50 معتقلا، وكانت قد أشارت تقارير سابقة إلى اقتحام سجن "أبو زعبل"، المخصص للمعتقلين السياسيين، من قبل قوات الأمن وإطلاق النار على المعتقلين ما أدى إلى مقتل 6 معتقلين على الأقل، فيما ترددت أنباء عن حصول تمرد في السجن.
 
وأفادت أن متظاهرين يحاصرون مقر اجتماع الحكومة في القرية الذكية بمدخل طريق مصر إسكندرية الصحراوي وتحركت دبابات الجيش لحماية الوزراء.
 
كما جاء أن مستشفى سيدي جلال في باب الشعرية يستقبل ثلاثمائة مصاب توفي 40 منهم وإدارة المشفى تحاول إخراج شهادات وفاة بموت طبيعي، وفقا للأهالي.

التعليقات