الجيش المصري: مطالب الشعب مشروعة ولن نلجأ لاستخدام القوة

أكدت القوات المسلحة المصرية مساء اليوم الاثنين أنها لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري لكنها حذرت من الإخلال بالأمن العام وتخريب المصالح العامة والخاصة.

الجيش المصري: مطالب الشعب مشروعة ولن نلجأ لاستخدام القوة

اعلن الجيش المصري في بيان اصدره مساء اليوم الاثنين انه يدرك "مشروعية مطالب الشعب" واكد انه "لن يلجأ لاستخدام القوة" ضده عشية تظاهرتين مليونيتين دعا اليهما المتظاهرون المطالبون باسقاط الرئيس حسني مبارك.

وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون المصري إن "حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع" مؤكدا أن القوات المسلحة "لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري"

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الذي تلا البيان: "إلى شعب مصر العظيم، إن قواتكم المسلحة إدراكا منها بمشروعية مطالب الشعب وحرصا منها على القيام بمسؤوليتها في حماية الوطن والمواطنين، كما عهدتموها دائما، تؤكد أن حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع".

وشدد البيان على أن "القوات المسلحة على وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء".

ودعا الجيش المواطنين إلى "عدم الإقدام على أي عمل من شأنه الإخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة".

وقال البيان إن "إقدام فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين الآمنين أمر غير مقبول، ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالإخلال بأمن وسلامة الوطن".

ووجه نداء إلى المصريين بالمحافظة على "مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم، وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة".

وتابع البيان أن "تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرصا على أمنكم وسلامتكم وقواتكم المسلحة وهي لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم الذي لم يبخل على دعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد".

وختم البيان أن وزارة الدفاع "تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه".

واحتشد عشرات الآلاف من المصريين اليوم الاثنين في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي انتشرت في أرجائه الكتابات واللافتات المناوئة للرئيس حسني مبارك في اليوم السابع من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكمه الممتد منذ 30 عاما.

وقبل ساعة من بدء سريان حظر التجول في الثالثة عصرا كان الآلاف يتدفقون إلى الميدان من مختلف الأرجاء.

ونظم الجيش عملية الدخول ووقف جنود عند حواجز اسمنتية يفتشون الداخلين للميدان ويطلعون على بطاقات هوياتهم. وانتشر نشطاء عند أطراف الميدان يرفعون لافتات تطالب الجماهير بإبراز بطاقات هوياتهم لجنود الجيش "لكي لا تندس الشرطة بيننا".

وانسحبت قوات شرطة مكافحة الشغب من المواجهة مع المحتجين بعد اشتباكات دامية في الميدان يوم الجمعة الماضي.

وحين اقتاد جنود الجيش شابا وقد لووا ذراعه وراء ظهره هتف المحتشدون "شرطة.. شرطة" وطالبوا جنود الجيش بضربه.

وانهارت خدمات الشرطة في مختلف المدن بعد الاشتباكات مع المحتجين يوم الجمعة. وانتشرت أعمال سلب ونهب في مختلف المدن وفر مئات السجناء من سجون عديدة. وشكل الأهالي لجانا شعبية لتأمين ممتلكاتهم. وقالت السلطات إن خدمات الشرطة ستعود اعتبارا من يوم الاثنين.

وخلال سير مراسل رويترز من أمام مبنى وزارة الخارجية في شارع كورنيش النيل إلى ميدان التحرير لم يظهر في المشهد سوى سيارة شرطة أمام مبنى الوزارة ونزل منها ضابط شرطة صافح ضابط جيش وتبادل معه بعض الكلمات.

وتسامح الجيش مع المتظاهرين على عكس المواجهات الدامية بينهم وبين شرطة مكافحة الشغب. وأفادت إحصاءات لرويترز استنادا لمصادر طبية ومستشفيات وشهود أن عدد القتلى لا يقل عن 138 .

وانتشر في أنحاء ميدان التحرير نشطاء يهتفون داعين الوافدين للميدان للانضمام إلى مسيرة مليونية في العاشرة من صباح الثلاثاء للمطالبة برحيل مبارك رغم إعلانه عن قرارات وإجراءات لاحتواء الانتفاضة الشعبية منها تعيين نائب للرئيس لأول مرة خلال حكم مبارك وتشكيل حكومة جديدة برئاسة احمد شفيق وزير الطيران السابق.

وانتشرت الكتابات المناوئة لمبارك على الجدران في أنحاء الميدان وعلى التماثيل ومنها تمثال عبد المنعم رياض أحد أهم العسكريين العرب والذي عين رئيسا لأركان الجيش المصري بعد حرب 1967 . وكتب على أرضية الميدان "مبارك ارحل" وثبت محتجون على الشجيرات بوسط الميدان لافتات كتب على احداها "مبارك افهم بأه (اذن)."

وانخرط الآلاف في هتافات مناوئة للرئيس ورفعوا لافتات كتب على إحداها "في التحرير حتى التحرير".

وأثناء جولة لمراسل رويترز في الميدان قرب انتصاف ليل يوم الأحد كان المشهد أقرب لأجواء المهرجانات منه للاحتجاج مع تحوله لما يشبه حديقة هايدبارك في لندن.

ويتحلق المحتجون في الليل حول شعراء مغمورين يرددون أشعارا تنتقد نظام الحكم في مصر في حين يتغنى آخرون بحب مصر. ورددت حلقات أخرى أغاني وطنية مصرية يرجع بعضها لفترة حرب اكتوبر 1973 التي كان مبارك خلالها قائدا لسلاح الطيران المصري الذي أشيد بدوره في الحرب ضد اسرائيل.

ومع تراجع عدد المحتجين اثناء الليل افترش مئات الشبان الارض. ويتحلق البعض حول نيران صغيرة أوقدوها طلبا للدفء وفي انتظار شمس يوم جديد من الاحتجاج.

التعليقات