مبارك يتحدّى الشّعب (الكلمة كاملة): سأبقى في ولايتي حتى انتهائها، وسأموت في مصر التي خدمتها وحاربت من أجلها وحفظت مصالحها

وجّه الرئيس المصري حسني مبارك، ليل الثلاثاء، كلمة إلى أبناء الشعب المصريّ الثائر ضدّه، قال فيها إنّه لن يتنحّى، وتعهّد بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، وبأنه سيعمل على انتقال السلطة سلميا إلى من يختاره الشّعب المصريّ

مبارك يتحدّى الشّعب (الكلمة كاملة): سأبقى في ولايتي حتى انتهائها، وسأموت في مصر التي خدمتها وحاربت من أجلها وحفظت مصالحها

وجّه الرئيس المصري حسني مبارك، ليل الثلاثاء، كلمة إلى أبناء الشعب المصريّ ضدّه، قال فيها إنّه لن يتنحّى، وتعهّد بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، وبأنه سيعمل على انتقال السلطة سلميا إلى من يختاره الشّعب المصريّ، وأنه سيسعى لحفظ أمن مصر واستقرارها ومصالحها، وبأنه سيراقب عمل الحكومة المكلفة لتحقيق مطالب الشعب التي وصفها بـ "المشروعة"، وسيعمل الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعيّ.

مبارك: المظاهرات بدأت سلمية وشرعية وتحولت إلى تخريب وفوضى وقفزا على الشرعية

افتتح مبارك حديثه بتوصيف ما حدث خلال أيام الثورة، وحذر من القادم المجهول، متهما بعض القوى بإشاعة الفوضى والتخريب: "أتحدث إليكم في أوقات صعبة، تمتحن مصر وشعبها، وتكاد أن تنجرف بها وبهم إلي المجهول. يتعرض الوطن إلى أحداث عصيبة واختبارات قاسية، بدأت بشباب ومواطنين شرفاء، مارسوا حقهم في التظاهر السلمي تعبيرا عن همومهم وتطلعاتهم، وسرعان ما استغلهم من سعى إلى إشاعة الفوضى واللجوء إلى العنف والمواجهة، وللقفز على الشرعية الدستورية والانقضاض عليها."

وأضاف: "تحولت تلك التظاهرات من مظهر راق ومتحضر لممارسة حرية التعبير، إلى مواجهات مؤسفة، تحركها وتهيمن عليها قوى سياسية سعت إلى التصعيد وصب الزيت على النار، واستهدفت أمن الوطن واستقراره بأعمال إثارة وتحريض وسلب ونهب، وإشعال للحرائق، وقطع للطرقات، واعتداء على مرافق الدولة والممتلكات العامة والخاصة، واقتحام لبعض البعثات الدبلوماسية.

مبارك: تابعت مخاوف الشعب المصريّ وما ساورهم من قلق وانزعاجٍ حول مستقبلهم

وخصص مبارك جزءا من حديثه عن قلق الشعب المصريّ وخشيته من القادم، مبينا أن المصريين يعيشون معا أياما مؤلمة، وأن أكثر ما يوجع قلوبهم "خوف الشعب المصريّ، وما يساورهم من انزعاج وقلق وهواجس حول ما سيأتي به الغد لهم، ولذويهم، وعائلاتهم، ومستقبل ومصير بلدهم، إن أحداث الأيام القليلة الماضية تفرض علينا جميعا، شعبا وقيادة، الاختيار ما بين الفوضى والاسقترار، وتطرح أمامنا ظروفا جديدة، يتعين أن يتعامل معها شعبنا وقواتنا المسلحة بأقصى قدرٍ من الحكمة والحرص على مصالح مصر وأبنائها"

هناك قوى سياسية رفضت الحوار تمسكا بأجنداتها الخاصّة

وتناول مبارك التغييرات التي سعى إليها بعد انطلاق الثورة المصرية استجابة لمطالب الشعب: "أيها المواطنون، لقد باردت لتشكيل حكومة جديدة، بأولويّات وتكليفات جديدة تتجاوب مع مطالب شبابنا وتطلعاتهم، وكلفت نائب رئيس الجمهوريّة بالحوار مع كافة القوى السياسية، حول كافة القضايا المثارة للاصلاح السياسي، والدميقراطي، وما يتطلبه من تعديلات دستورية وتشريعية من أجل تحقيق هذه المطالب المشروعة للشعب، واستعادة الهدوء والأمن والاستقرار."

واتهم مبارك بعض القوى السياسية باستغلالها للأحداث، وحملها مسؤولية رفضها الحوار: "لكن هناك من القوى السيالسية من رفض هذه الدعوة للحوار، تمسكا بأجنداتها الخاصة ودون مراعاة لأمن مصر واستقرارها ومصالحها، وبالنظر لهذا الرفض للدعوة إلى الحوار، وهي دعوة لا تزال قائمة، فإنني أتوجه بحديثي اليوم لأبنا الشعب، لفلاحيه وعماله، مسلميه وأقباطه، شيوخه وشبابه، ولكل مصري ومصرية في ريف الوطن ومدنه على امتدادها."

لم أكن يومًا طالب سلطة، ولن أتخلى عن تحمل مسؤولية مصر، ولم أكن أنوي الترشح مرّة أخرى

وادعى مبارك أنه خدم مصر وحفظ مصالحها وأنه لن يتخلى عن مسؤوليتاته تجاهها: "إنني لم أكن يوما طالب سلطة وجاه، ويعلم الشعب الظروف العصيبة التي تحملت فيها المسؤولية تجاه الوطن حربا وسلاما، كما إنني رجل من أبناء قواتنا المسلحة، وليس من طبعي خيانه الأمانة أو التخلي عن الواجب والمسؤولية."

وأضاف أن من أهم مسؤولياته في الظروف الراهنة "استعادة أمن واستقرار الوطن لتحقيق الانتقال السلمي للسلطة، في أجواء تحمي مصر والمصريين، وتتيح تسلم المسؤولية لمن يختاره الشعب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأقول بكل صدق، وبصرف النظر عن الظرف الراهن، إنني لم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة."

أنا حريص على أن أختتم خدمتي لمصر وهي عزيزة وآمنة ومستقرة

وقال أيضا: "لقد قضيت في خدمة مصر من العمر سنين طويلة، لكنني حريص كل الحرص على أن أختتم عملي من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته ومصر عزيزة آمنة ومستقرة، وفي إطار احترام الدستور والتشريعات."

وتحدّث مبارك عن الخطوات التي سيقوم بها خلال ما تبقى من شهور لولايته، قال: "أقول بعبارات واضحة، إنني سأعمل خلال الأشهر الباقية من ولايتي الحالية، كي يتم اتخاذ التدابير والاجراءات اللازمة للانتقال السلمي للسلطة، والاصلاحات السياسية،  بموجب ما يخوله لي الدستور من صلاحيات."

مبارك طالب البرلمانين بتعديل الدستور لتمكين كلّ القوى السياسية من المشاركة في الانتخابات الرئاسيّة، وبتحديد الفترات الرئاسية

وقال مبارك حول التعديلات الدستورية التي تعهد بإجرائها خلال الشهور المتبقية من ولايته: "إنني أدعو البرمان بمجلسيه مناقشة المادتين، و67 و77 من الدّستور، بما يعدل شروط الترشيح لرئاسة الجمهورية، ويعتمد فترات محددة للرئاسة، ولكي يتمكن البرلمان الحالي بمجلسيه من مناقشة هذه التعديلات الدستورية وما يرتبط بها من تعديلات تشريعية، وضمانا لمشاركة كافة القوى السياسية في هذه المناقشات، فإنني أطالب البرلمانين بالالتزام بكلمة القضاء وأحكامه في الطعون على الانتخابات التشريعية الأخيرة دون إبطاء."

وحول أداء الحكومة المتوقع منها للمسارعة في إجرائ الاصلاحات التي وعد بها قال: "لقد أعطيبت تعليماتي للحكومة الجديدة المكلفة، وسأقوم خلال الشهور المتبقية من ولاياتي بمتابعتي لتكليفاتها، على نحو يحقق المطالب المشروعة للشعب، وأن يأتي أداؤها معبرا عن الشعب وتطلعه للاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتوفير فرص العمل للشباب، ومكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية."

مبارك يكلف أجهزة الشرطة بخدمة المواطنين وحفظ حقوقهم وكراماتهم، وبملاحقة المخربين

وحول دور الأجهزة الامنية في الفترة المقبلة تعهد مبارك بمراقبة جهاز الشرطة، وحرصه أن يخدم الشعب ويحفظ كرامته، قائلا: "كما أكلف جهاز الشرطة بالاضطلاع في دوره بخدمة الشعب وحماية المواطنين بنزاهة وشرف وأمانة، وبالاحترام الكامل لحقوهم وحرّياتهم وكراماتهم، كما أطالب السلطات الرقابية والقضائية، القيام بما يلزم من إجراءات لملاحقة الفاسدين ومعاقبة المتسبين فيما شهدته مصر من اضطرابات، ومن قاموا بأعمال السّلب والنّهب وإشعال النّيران، وترويع المدنيين."

وتابع: "ذلك عهدي للشعب خلال الفترة المتبقية، وأدعو الله أن يوفّقني به، كي أنهي خدمتي لمصر بما يرضي الله والوطن وأبنائهم."

ستخرج مصر في المرحلة المقبلة أكثر قوّة وتماسكًا، وسيكون الشعب أكثر وعيا

وأضاف: "أيها الإخوة المواطنون، ستخرج مصر من الظروف الراهنة أقوى مما كانت عليه قبلها، وأكثر تماسكًا واستقرارا، وسيخرج معها شعبنا وهو أكثر وعيا بما يحقق مصالح مصر وشعبها، وأكثر حرصا على عدم التّفريط بمصيره ومستقبله."

عشت في هذا الوطن وحاربت من أجله ودافعت عنه وسأموت فيه، ومصر هي الخالدة

واختتم مبارك كلمته إلى الشعب بتعداد خدماته له، وبذكر آماله وتطلعاته الشخصية: "إنّ حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم، يعتزّ بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها، وإنّ هذا الوطن العزيز هو وطني مثل ما هو وطن كلّ مصريّ ومصريّ، عشت فيه، وحاربت من أجله، ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ علي وعلى غيري."

وأضاف: "إن الوطن باق والأشخاص زائلون، ومصر العريقة هي الخالدة أبدا... تنتقل أمانتها بين سواعد أبنائها جيلا بعد جيل،  حفظ الله هذا الوطن وشعبه، والسلام عليكم."


التعليقات