مباشر... ملايين "جمعة الرحيل" يعلنون أياماً مليونية الأسبوع المقبل

نزل مئات الالاف من المصريين الى الشوارع في جميع انحاء مصر الجمعة للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك في اليوم الحادي عشر للانتفاضة التي انطلقت في 25 كانون-الثاني/يناير الماضي فيما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام المصري لضمان "تظاهرات حرة" ولاجراء اصلاحات ديموقراطية حقيقية.

مباشر... ملايين

نزل مئات الالاف من المصريين الى الشوارع في جميع انحاء مصر الجمعة للمطالبة برحيل الرئيس المصري حسني مبارك في اليوم الحادي عشر للانتفاضة التي انطلقت في 25 كانون-الثاني/يناير الماضي فيما تصاعدت الضغوط الدولية على النظام المصري لضمان "تظاهرات حرة" ولاجراء اصلاحات ديموقراطية حقيقية.

وأعلن المعتصمون ان الأسبوع المقبل سيشهد اعتصامات مليونية أيام الأحد والثلاثاء والجمعة.

وقام وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي بزيارة قصيرة الى ميدان التحرير قبيل الظهر لتفقد الاوضاع في الساحة وهتف المتظاهرون مرحبين به "يا مشير يا مشير احنا ولادك في التحرير".

وتبادل طنطاوي حديثا قصيرا مع المتظاهرين ساعيا الى تهدئتهم وخاطب بعضهم قائلا "يا جماعة الرجل قال لكم انه لن يرشح نفسه مرة ثانية" بعدما اعلن الرئيس المصري في كلمة القاها الثلاثاء انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة.

وامام المتظاهرين الذين اطلقوا على احتجاجات الجمعة "يوم الرحيل"، قال المشير طنطاوي "قولوا للمرشد ان يقعد معهم" في اشارة على ما يبدو الى محمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي رفضت الحوار مع السلطة الا بعد تنحي مبارك الذي يتولى السلطة منذ ثلاثين عاما.

واكد مكتب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه قام بزيارة للمتظاهرين مبارك في ميدان التحرير سعيا الى "التهدئة" بعد ان اعلن في تصريح لقناة اوروبا 1 واحد صباحا ان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة امر موارد.

كما اعلن المعارض البارز محمد البرادعي في تصريحات لقناة الجزيرة انه "يمكن ان يترشح للرئاسة اذا طلب الشعب" منه ذلك.

واعلن مرشد الاخوان المسلمين محمد بديع في تصريحات لقناة الجزيرة ان الجماعة على "استعداد للحوار" مع نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان "بعد رحيل مبارك".

وكان الرئيس المصري قال في مقابلة مع قناة ايه بي سي الاميركية الخميس انه سئم وهو راغب بمغادرة منصبه، لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من ان تغرق البلاد في الفوضى".

وقال نائب الرئيس كذلك الخميس ان الدعوة الى رحيل مبارك هي بمثابة دعوة الى "الفوضى".

واكد رئيس الوزراء احمد شفيق انه لا بد من تأمين "خروج مشرف" للرئيس مبارك من السلطة وينبغي ان يكمل ولايته التي تنتهي في ايلول/سبتمبر المقبل من اجل "تحقيق خروج مشرف" له مؤكدا ان الكثير من المصريين يؤيدون ذلك.

وقال لقناة الحرة التلفزيونية "تمت الاستجابة للمطالب بنسبة 95% (...) حصل التزام كامل بان الرئيس لن يعود ثانية للترشيح وان نجله لن يترشح ايضا"..

وصلى المتظاهرون الجمعة في ميدان التحرير حيث أمهم الشيخ خالد المراكبي، وهو من انصار السنة المحمدية وهي جماعة دينية اصلاحية معتدلة ليست لها اي اتجاهات سياسية وتدعو الى نبذ البدع والخرافات.

وطالب المراكبي المحتجين في خطبته ب"الثبات حتى النصر"، وقال "الكل جاء مسلم ومسيحي ليعبر عن حقه المسلوب" و"ليس لنا اي حزب يعبر عنا وعن مطالبنا ومن يريد ان يفاوض عليه ان يأتي الى هنا ويتكلم انها حركة مصرية".

كما ادى المتظاهرون صلاة الغائب على ارواح "شهداء الانتفاضة" التي اوقعت بحسب الامم المتحدة قرابة 300 قتيل.

وبكى الامام ومعه جموع المتظاهرين اثناء اداء صلاة الغائب ثم تعالى هتاف الجموع كالهدير "ارحل ارحل".

وكان المتظاهرون بدأوا في التوافد منذ الثامنة صباحا الى ميدان التحرير حيث اقام الجيش حواجز لتفتيش الداخلين الى الساحة تفتيشا دقيقا.

كما شكل المتظاهرون لجانا اقامت نحو ستة او سبعة حواجز لمنع دخول اي "متسللين مسلحين"، بحسب ما قال اعضاء هذه اللجان لفرانس برس.

وتمركز الجيش ايضا في ميدان الجلاء الذي يبعد اكثر من كيلومتر عن ميدان التحرير حيث اغلق الطريق امام حركة سير السيارات سامحا فقط بعبور المشاة.

وفي الميدان رفع يسري وهو موظف في منظمة اغاثة لافتة كتب عليها "من يصنع نصف ثورة يحفر قبره بنفسه"، في اشارة الى ضرورة استمرار الاحتجاجات الى ان يتم اسقاط نظام مبارك.

وقال يسري لفرانس برس "من يتراجع في نصف الطريق، لن يرحمه النظام وسنواصل التحرك حتى يرحل فورا".

اما سعيد عبد الرحيم امام (55 سنة) فحمل كفنا كتب عليه "هذا كفني .. مواطن مصري" وقال لمراسل فرانس برس "انني مستعد ان اموت كي يرحل هذا النظام".

وابدى سعيد عدم ثقته في وعود مبارك بالاصلاح مؤكدا انه "اذا بقي في السلطة سيعود بعد بضعة اشهر لاستخدام البلطجية ضدنا".

بالمقابل اطلق انصار الرئيس مبارك شعار "يوم الوفاء" على يوم الجمعة في اشارة الى تمسكهم بالرئيس المصري حتى نهاية ولايته الخريف المقبل، الا ان تحركهم اقتصر على اعتصام نظمه بضع مئات في منطقة المهندسين.

عشرات المؤيدين لمبارك يتظاهرون

ولم يشاهد سوى عشرات من مؤيدي مبارك في منطقة قريبة من ميدان التحرير عند كوبري 6 اكتوبر حيث اقام الجيش منطقة عازلة لمسافة 150 مترا تقريبا انتشرت فيها نحو عشر مصفحات ودبابات وفقا لمراسل لفرانس برس.

وكانت هذه النقطة الساخنة هي التي دخل منها امس الاول الاف من الموالين لمبارك وشنوا هجوما داميا على المحتجين في ميدان التحرير اوقع ثمانية قتلى على الاقل ونحو الف جريح.

كما تظاهر عشرات الاف الاشخاص للمطالبة باسقاط مبارك في الاسكندرية وفي معظم المدن المصرية.

وقبل ساعات من بدء تظاهرات "جمعة الرحيل" كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة تبحث مع مسؤولين مصريين استقالة مبارك فورا ونقل السلطة الى حكومة انتقالية برئاسة نائب الرئيس عمر سليمان.

وقالت نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين في ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما ودبلوماسيين عرب، ان الخطة المطروحة والتي تقضي بقيام حكومة انتقالية برئاسة سليمان تهدف الى الحصول على دعم الجيش المصري.

ودفعت الضغوط الخارجية على ما يبدو السلطات المصرية الى عدم التعرض للمتظاهرين الذين ظلت حركتهم سلمية.

وازدادت وطأة هذه الضغوط الجمعة اذ اكد قادة الاتحاد الاوروبي ضرورة ان يبدأ انتقال السلطة "الان",

وطلب الاتحاد الاوروبي من ممثلته العليا كاثرين اشتون التوجه الى مصر للعمل على "انتقال منظم للسلطة".

وقال نائب الرئيس المصري في مقابلة مع التلفزيون المصري الخميس انه بدأ حوارا مع احزاب معارضة وشخصيات سياسية مؤكدا ان الحوار سيشمل الاخوان المسلمين ولكنه لم يوضح ان كانت الدعوة وجهت الى البرادعي ام لا.

واكد الاخوان الجمعة انهم "على استعداد" للحوار بعد تنحي الرئيس المصري بينما اكد حزبا الوفد والتجمع انهما وافقا على الحوار.

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة ان الخطوات الاولى التي اتخذت نحو انتقال السلطة غير كافية.

وقال "بصراحة الخطوات التي اتخذت حتى الان لا تلبي تطلعات الشعب المصري" مضيفا "قلنا ان مصر يجب ان تأخذ مبادرات لتثبت ان هناك طريقا واضحا يتمتع بالمصداقية وشفافا لانتقال السلطة".

وهاجم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي الرئيس المصري متهما اياه بانه "خادم الصهاينة والولايات المتحدة" ودعا الى اقامة "نظام شعبي يقوم على الديانة" الاسلامية.

وقال التلفزيون المصري مساء أمس الخميس ان رئيس الوزراء احمد شفيق قال ان وزير الداخلية يجب الا يتعرض لاي مظاهرات سلمية اثناء  "جمعة الرحيل".

وذكرت قناة "الجزيرة" الحرب النفسية والإعلامية  من قبل النظام وصلت مساء أمس أوجها بعد أن بث التلفزيون المصري وقنوات مملوكة لرجال أعمال أن المتظاهرين في ميدان التحرير بدؤوا العودة إلى بيوتهم وشكلوا وفدا لمقابلة عمر سليمان نائب الرئيس المصري لمفاوضته.
 
وقد كذب كل شهود العيان المرابطين في ميدان التحرير على شاشة الجزيرة هذه الدعاوى، وقال السيد إسماعيل عقل إن هناك هدوءا وطمأنينة تامة، كما أن وجود عدد كبير من الكوادر السياسية الحزبية والمستشارين والقضاة والفنانين يضفي ثقة على المتظاهرين ويرفع من روحهم المعنوية.

كلمة قائد الجيش والمسؤول عن أمن ميدان التحرير

وقال أحد الشهود إن التلفزيون المصري يتحدث عن شعب آخر غير شعب مصر، مؤكدا انضمام متظاهرين جدد إلى الميدان، وفيهم كل ألوان الطيف السياسي لكنهم في المظاهرة بوصفهم مصريين يطلبون الكرامة.
 
 وقال شهود عيان إن البلطجية بمساعدة عربات تابعة للأمن يحتشدون للهجوم على ميدان التحرير، وإن المتظاهرين يستعدون للمواجهة، والمضي في طريق مطالبهم حتى النهاية.
 
وأكد شهود العيان وجود مجاميع من البلطجية مدعومة بقوى أمن تحت أعين الجيش المصري تمنع وصول الدواء أو الغذاء إلى المحتجين، ووصل الأمر -وفق شاهدة- إلى رمي الإمدادات في نهر النيل، ومنع وصول الماء والغذاء والدواء للمحتجين.

وقال مراسل فرانس برس ان مئات المصريين بعضهم محملا بالمواد الغذائية التي كانت شحيحة الخميس لدى المتظاهرين، كانوا يقفون طابورا صباح الجمعة عند نقطة تفتيش اقامها الجيش عند مدخل جسر قصر النيل على بعد قرابة 500 متر من ميدان التحرير.

واضاف المراسل ان الجيش تمركز في ميدان الجلاء الذي يبعد اكثر من كيلومتر عن ميدان التحرير، واغلق الطريق امام حركة سير السيارات لكنه يسمح بعبور المشاة. ويأمل المتظاهرون في ان يكون حجم المشاركة في تظاهرات الجمعة مماثلا على الاقل ليوم الثلاثاء الماضي عندما تجاوزت اعداد المحتجين في انحاء مصر المليون شخص.

بالمقابل اطلقت الاوساط الموالية للرئيس مبارك شعار "يوم الوفاء" في اشارة الى تمسكهم بالرئيس المصري حتى نهاية ولايته الخريف المقبل، الا انه لم يعلن بعد عن اي تجمعات او تظاهرات لهم كما حصل الاربعاء الماضي.

ودفعت الضغوط الخارجية على ما يبدو السلطات المصرية الى التأكيد على عدم التعرض للمتظاهرين المحتجين خلال تظاهراتهم.

وفي واشنطن اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن مساء الخميس ان قادة الجيش المصري "اكدوا له مجددا" انهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة الجمعة.

وقال مولن في مقابلة تلفزيونية انه "خلال المحادثات التي اجريتها مع قيادتهم العسكرية، اكد لي (العسكريون) مجددا انهم لا ينوون فتح النار على شعبهم".

وقالت الصحافية كريستيان امانبور من شبكة ايه بي سي الاميركية ان نائب الرئيس المصري عمر سليمان اكد لها الخميس حين التقته على هامش مقابلة اجرتها مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة "لن نسمح ابدا باللجوء الى القوة ضد الشعب".

وبعد ليلة هادئة نسبيا مقارنة بالليالي السابقة بدأ المناهضون للرئيس مبارك بالتدفق صباحا الى ميدان التحرير، حيث شوهد العشرات يدخلون محملين بالطعام والماء الى المعتصمين هناك، بحسب مراسل فرانس برس.

وكان اركان الحكم تسابقوا الخميس في اطلاق الخطوات الانفتاحية لتبريد الاجواء اثر موجة الادانات الدولية لاعمال العنف في القاهرة.

فقد قدم رئيس الحكومة "اعتذارا" عما حصل الاربعاء من مواجهات نتيجة وصول مجموعات مؤيدة للرئيس مبارك الى ميدان التحرير، واعتبر ان الهدف من هذا العمل كان احداث "شغب" واعدا بالتحقيق في الامر والاقتصاص من الفاعلين.

ودعا المحتجون الى تظاهرة مليونية في جميع انحاء مصر تخرج من المساجد بعد صلاة الجمعة كما حصل الجمعة الماضي.

وعشية "جمعة الرحيل"، تم توقيف سبعة من قيادات المحتجين في ميدان التحرير بعد زيارة قاموا بها للمعارض المصري البارز محمد البرادعي.


الرئيس المصري حسني مبارك يتحدث الى المذيعة كريستيان أمانبور بشبكة ( ايه.بي.سي) التلفزيونية في القاهرة يوم الخميس.

كما أفاد المحامي فوزي نصر لقناة الجزيرة من مدينة المنصورة أن خمسة محامين اعتقلوا على مشارف القاهرة من قبل عناصر الأمن ضمن المساعي المبذولة لمنع أي أحد من الأحياء والمدن القريبة من الالتحاق بالمتظاهرين.
 
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن حصيلة المواجهات التي تواصلت أمس بين "بلطجية" مؤيدين لنظام مبارك والمحتجين بلغت عشرة قتلى، في وقت ذكرت فيه مصادر للجزيرة أن شخصين قتلا وأصيب ثلاثمائة آخرون في إطلاق نار على المتظاهرين في الميدان.

 


 الجزيرة الاخبارية

التعليقات