مباشر ميدان التحرير: تظاهرات عمالية في مناطق مختلفة... وفي مؤسسة "الأهرام"

لا يزال يتدفق مئات آلاف المصريين إلى ميدان التحرير استعدادا للمظاهرة المليونية التي أعلن عنها اليوم. يستعد المحتجون وسط العاصمة المصرية القاهرة لمظاهرة مليونية جديدة اليوم الثلاثاء، اليوم الخامس عشر للثورة المصرية، ضمن ما أطلقوا عليه "أسبوع الصمود"، حيث استمر توافد الآلاف إلىميدان التحرير الذي جدد المتظاهرون عزمهم البقاء فيه حتى تنحي الرئيس حسني مبارك، وذلك بعد أن أكملت الانتفاضة المصرية أمس أسبوعها الثاني.

مباشر ميدان التحرير: تظاهرات عمالية في مناطق مختلفة... وفي مؤسسة

تفجرت اليوم الثلاثاء احتجاجات واسعة في مصر مع بداية الاسبوع الثالث لاحتجاجات الغضب التي تطالب بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك. ودعا للاحتجاجات المطالبة بتنحي مبارك نشطاء الانترنت وساندهم ألوف المصريين.

 

وقال شاهد عيان ان نحو 1500 من العاملين في الشركة المصرية للاتصالات احتشدوا في فنائها وفي شارع رمسيس الذي تطل عليه في وسط القاهرة مطالبين بإعادة النظر في أجورهم لتتساوى مع أجور العاملين في شركات الاتصالات المملوكة ملكية خاصة بحسب قولهم.

 

وأضاف أنهم ادعوا أيضا أنه لا توجد عدالة في توزيع المكافآت والبدلات على العاملين.

 

وخلال العام الماضي نظمت احتجاجات عمالية عديدة أمام مبنى مجلس الشعب استمر بعضها أسابيع طويلة وطالب أغلب المشاركين فيها بزيادة أجورهم وعقود عمل دائمة.

 

وقال شاهد عيان ان نحو 150 من العاملين في شركة عمر افندي التي تبيع ملابس وأدوات منزلية وأثاثا تظاهروا أمام مبنى دار القضاء العالي مطالبين النائب العام الذي يوجد مكتبه في المبنى بالتحقيق مع مسؤولين كبار قالوا انهم تسببوا في بيع الشركة لمستثمر عربي بثمن بخس على حد قولهم.

 

وأضاف أنهم اشتكوا من أنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ ثلاثة أشهر وطالبوا بالغاء عقد بيع الشركة واعادتها للقطاع العام. ويشكو عمال كثيرون في مصر من أن بيع شركات للقطاع الخاص تسبب ف فقدانهم وظائفهم قائلين ان المشترين يريدون بيع الارض المقامة عليها شركات لكونها أغلى مما دفعوه ثمنا.

 

وفي محافظة البحيرة بدلتا النيل بدأ نحو سبعة الاف عامل في شركة مصر للغزل والنسيج في مدينة كفر الدوار اضرابا عن العمل مطالبين بزيادة الاجور. وقال شاهد انهم يطلبون "محاسبة المتسببين في تدهور الشركة" التي لا تزال مملوكة للقطاع العام. وكانت الشركة تستخدم نحو 20 ألف عامل في السابق.

 

وفي مدينة دمنهور عاصمة المحافظة أضرب نحو ألفين من العاملين في قطاع انتاج الكهرباء مطالبين بزيادة أجورهم. وأضرب عن العمل مئات اخرون من الموظفين الحكوميين.

 

وحققت مصر في السنوات الماضية معدلات تنمية اقتصادية عالية لكن محللين قالوا ان عائدها كان لمصلحة الاثرياء.

 

وفي بهو مؤسسة الاهرام الصحافية التي تعتبر أهم وسائل اعلام الدولة تجمع نحو مئة من العاملين المؤقتين مطالبين بتعيينهم.

 

وليس للعاملين المؤقتين حقوق تأمينية وليس لهم حقوق كاملة في الحوافز السنوية كما يمكن الاستغناء عنهم دون حصولهم على تعويض. وقال الشهود ان نحو ألفي مهندس انضموا يوم الثلاثاء الى المحتجين المطالبين بانهاء حكم مبارك في ميدان التحرير أكبر ميادين العاصمة المصرية بعد مسيرة رددوا خلالها هتافات يقول أحدها "يسقط يسقط النظام ولن يضيع دم الشهداء".

 

وفي محافظة السويس شرق القاهرة تظاهر بضع ألوف من الشباب مطالبين بفرص عمل. وتشهد المحافظة اعتصام ألوف العاملين للمطالبة بزيادة الأجور.  وقال شهود ان وزير النقل المصري السابق عصام شرف قاد اليوم الثلاثاء مسيرة ضمت ألوفا من العاملين في التعليم الجامعي تطالب بانهاء حكم مبارك.

 

وأضافوا أن المسيرة طافت بالمنطقة التي يوجد فيها مجلسا الشعب والشورى ومجلس الوزراء وعدة وزارات من بينها وزارة الداخلية في وسط القاهرة.

 

وقال أحد شهود العيان ان المشاركين في المسيرة رددوا هتافات من بينها " الشعب يريد إسقاط النظا". وأضاف "حين مروا أمام مجلس الشعب هتفوا.. باطل.. باطل."

 

ومن أهداف المحتجين حل مجلسي الشعب والشورى ووضع دستور جديد خال من القيود السياسية تجرى في ظله انتخابات تشريعية ورئاسية جديد.

 

محاصرة مجلسي الشعب والشورى

 

حاصر اليوم آلاف المتظاهرين مجلسي الشعب والشورى ومقر وزارة الداخلية في القاهرة، حسب ما أفادت وسائل اعلام مصرية معارضة ومستقلة،  وذلك في تطور جديد للتظاهرات التي تشهدها مصر منذ 15 يوماً للمطالبة بتنحية الرئيس حسني مبارك.

 

أمام مجلس الشعب

 

وأفادت مصادر مختلفة لصحيفة «البديل» المصرية بوجود تجمعات وحشود للمتظاهرين في شارع رمسيس قدرت أعدادها بالآلاف. وكانت الحركات الشبابية المنظمة للاحتجاجات قد وعدت أمس بأن تشهد مظاهرو ثلاثاء الصمود تصعيداً نوعياً ومفاجآت عديدة. وكشف البعض عن اعتزامهم تنظيم تظاهرات صغيرة بالقرب من أماكن ومؤسسات مهمة من دون أن يحددوا هذه الأماكن.

 

وكانت مجموعة العمل الجماهيري بحركة 6 إبريل قد دعت إلى التظاهر اليوم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون, إلا أن التظاهرة فشلت في الوصول للمبنى بسبب الحشود الأمنية الكبيرة التي انتشرت بالقرب من مبنى ماسبيرو.

 

في المقابل، أكدت مصادر لصحيفة «البديل» أن مجموعة من العاملين في التليفزيون نظموا تظاهرة أما مبنى ماسبيرو، فيما تظاهر عشرات من العاملين في مؤسسة «الأهرام» وطالبوا بإقالة رئيس مجلس إدارة المؤسسة ورئيس تحرير الجريدة.

 

وفي سياق متصل، انضمت مسيرة ضخمة لأساتذة الجامعات قادمة من أمام جامعة القاهرة إلى المتظاهرين المتجمعين عند مجلس الشعب. وقدرت أعداد المشاركين في مسيرة أساتذة الجامعات بما لا يقل عن 10 آلاف متظاهر يتقدمهم عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات حاملين لافتات تطالب برحيل مبارك.

 

كما انضمت مسيرة أخرى لأبناء مدينة السويس إلى المتظاهرين المحتشدين في ميدان التحرير والذي اقترب عددهم من مليون متظاهر. وحمل ما يقرب من ألفين من أبناء السويس نعشاً رمزياً لشهداء السويس هاتفين «الشعب يريد إسقاط النظام».

 

وقال شهود عيان إن عشرات الآلاف لا يزالون يتدفقون الى ميدان التحرير من جميع المداخل، وشهد مدخل كوبري قصر النيل زحاما شديدا واصطف المتظاهرون في طابور طويل حتى مدخل الأوبرا على الجانب الأخر من قسم قصر النيل انتظارا لعمليات التفتيش الدقيقة لمنع دخول البلطجية والمندسين إلى الميدان، وتكرر المشهد في مداخل طلعت حرب وعبد المنعم رياض.

 

وتوقعت مصادر أن يشارك ما لا يقل عن مليوني شخص خلال تظاهرات اليوم، والتي وصفها محللون بأنها إختبار لقدرة الثورة المصرية وتصميم المتظاهرين على تغيير النظام وإقصاء الرئيس عن السلطة.

 
وفيما يهتف مئات آلاف الحشود بسقوط النظام، و"اللعبة انتهت" و"ليذهب مبارك إلى جهنم" و"ارحل .. إرحل"، يتواصل تدفق الحشود في مختلف أنحاء المدن المصرية، وخاصة الإسكندرية، وسط توقعات أن يرتفع عدد المتظاهرين مع عودة حركة القطارات إلى عملها.
 
وعن الأجواء بالإسكندرية الساحلية، قال الصحفي أحمد صبري إن المدينة تستعد لإطلاق مسيرة مليونية عقب صلاة الظهر اليوم من أمام مسجد القائد إبراهيم، مشيرا إلى أنها ستكون المظاهرة المليونية الثالثة منذ تفجر الثورة في الـ25 من الشهر الماضي.

 

 
 
ولم يستبعد صبري أن تشهد مظاهرات اليوم تصعيدا واشتباكات مع قوات الأمن التي قال إنها انتشرت بشكل محدود في شوارع المدينة.

وأشار إلى وجود حالة من الاحتقان بين أهالي الإسكندرية ضد عناصر الشرطة، بعد سقوط عدد من أبناء المدينة برصاص الشرطة خلال أيام المظاهرات
 
واستمر أمس توافد آلاف المتظاهرين إلى ميدان التحرير في الوقت الذي شهدت فيه عدة مدن مصرية مظاهرات مماثلة مع تواصل الدعوات لتظاهرات مليونية اليوم الثلاثاء.
 
وكان من أبرز تطورات أمس أعلان ائتلاف ثورة  الغضب الذي يضم أغلب المجموعات المنظمة للاحتجاجات رفضه الحوار الذي أجراه عمر سليمان نائب الرئيس المصري مع بعض قادة المعارضة ومن قيل إنهم أشخاص يمثلون الشباب في الميدان واعتبر الائتلاف أن التغيير ينطلق من خلال رحيل مبارك.
 
كما قالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها أمس إن دخولها الحوار مع النظام الحاكم جاء لعرض المطالب الشعبية العادلة مع استمرار في الثورة، مؤكدين أن الجماعة لم توافق أو توقع على البيان الذي أصدره النظام، وأن معظم المشاركين في الحوار كان سقفهم هو سقف المطالب الشعبية العادلة.
 
ومنع المعتصمون في ميدان التحرير وسط القاهرة أمس الجيش المصري من فتح مجمع الدوائر الحكومية -أهم مجمع حكومي بمصر- بهدف استمرار اعتصامهم الذي ينفذونه بجوار المبنى منذ أسبوعين، حيث خرجوا من الميدان وأقاموا حاجزين بشريين على طرفي المدخل الخلفي للمجمع الحكومي.
 
والمعروف أن المدخل الرئيسي لمجمع الدوائر الحكومية يطل مباشرة على ميدان التحرير، وهو بحكم المغلق بسبب تواجد المعتصمين في الميدان الذي يؤكدون إصرارهم على البقاء فيه إلى أن تتحقق مطالبهم.
 
وقالت الصحفية صباح حمامو المتواجدة بميدان التحرير إن الميدان يضج بالحياة حيث يتوزع المعتصمون في مجموعات بعضهم يقرأ القرآن الكريم، وآخرون يرددون الأغاني الوطنية، مؤكدة إصرار هذه المجموعات على عدم المغادرة لحين تحقق مطالبهم، مشيرة إلى وجود لافتات ضخمة في الميدان بأسماء الشهداء الذين قضوا في المظاهرات.
 
وأضافت أن كثيرا من الأسر المصرية جاءت إلى الميدان أمس لترى بأعينها ما يجري، وبعضها أسر لم تأت من قبل وليس لها علاقة بالسياسة، ليكتشفوا بأنفسهم بطلان إشاعات يتداولها الإعلام الرسمي بأن أشخاصا في الميدان يمنعون الناس من مغادرته أو الدخول إليه.

 


التعليقات