أهالي ريف مصر ينضمون للثورة

بعيدا عن ميدان التحرير او حدود العاصمة القاهرة المترامية الاطراف او مدن الاقاليم التي انضمت فيها المظاهرات الى النداء باسقاط الرئيس حسني مبارك يرغب أبناء من ريف مصر ايضا في التغيير.

أهالي  ريف مصر ينضمون للثورة

بعيدا عن ميدان التحرير او حدود العاصمة القاهرة المترامية الاطراف او مدن الاقاليم التي انضمت فيها المظاهرات الى النداء باسقاط الرئيس حسني مبارك يرغب أبناء من ريف مصر ايضا في التغيير.

وتابع مزارعون وعمال ريفيون يجنون القليل من العمل في الاراضي الزراعية بمصر الانتفاضة التي شهدتها المدن وهزت النظام الحاكم ويؤيد كثيرون منهم الشبان البارعين في التعامل مع شبكة الانترنت الذين حفزوا الامة. وذهب كثيرون الى القاهرة على الرغم من انشغال معظمهم بمحاولة اطعام أسرهم. ويعتقد كثيرون ان الوقت قد حان لحقبة جديدة حتى اذا ظن البعض أنه يجب أن يبقى مبارك لبضعة اشهر أخرى.

وقال المزارع فوزي عبد الوهاب الذي يعمل بحقل قرب مدينة طنطا بدلتا النيل: "الثورة جيدة... ستمنحنا الاستقرار لكن يجب أن تتوقف المظاهرات وأن يسمح للرئيس بالاستمرار حتى انتهاء ولايته". وأضاف: "اذا لم ينفذ الرئيس وعده فان ميدان التحرير موجود والشبان لن يموتوا. يمكنهم العودة" وهزت وزوجته وابنته رأسيهما بالموافقة.

وقال المحلل نبيل عبد الفتاح من مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الافكار التي نادى بها الشبان في ثورتهم تعبر عن كل الشعب المصري بما في ذلك المزارعون وسكان مناطق الريف الذين يواجهون مثل بقية المصريين في المدن الكبيرة نفس الاحتياجات والمعاناة.

وتسهم أطباق استقبال القنوات الفضائية المتناثرة على أسطح المنازل الريفية الصغيرة والمقاهي القروية في وصول الاخبار الى مدى أبعد وانتشارها على نطاق أوسع. وقال عبد الفتاح إن الوسائط الجديدة خاصة القنوات الفضائية استطاعت نشر رسالة الثورة في مناطق أخرى منها الريف.

وفي الريف يكون الفقر عادة مدقعا. ويعيش نحو 40 في المئة من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم. وكانت الاقاليم تعتبر مناطق راكدة يقبل الناس فيها بالامر الواقع وطغت المطالب بحياة كريمة على أي دعوة للتغيير.

وكان لرفعت سويلم الذي يملك أرضا وهو في الخمسينات من عمره رؤية مختلفة. وقال سويلم الذي يعمل ايضا موظفا في الشركة المصرية للاتصالات التي تحتكر خطوط الهواتف الارضية "ثورة الشباب امر رائع. يريدون أن يرحل النظام كله وكذلك انا. هذا النظام لم يضم الا اللصوص والمرتشين يجب أن يرحلوا جميعا والان."

في مدينة طنطا القريبة شارك الالاف في الاحتجاجات. وخرج المئات الى الشوارع امس الثلاثاء ليتظاهروا امام المكاتب الحكومية وكانت رسالتهم هي نفس رسالة مواطنيهم على بعد 100 كيلومتر الى الجنوب في القاهرة.

والعاصمة وميدان التحرير في وسطها هما محور الاحتجاجات لكن مدنا في أنحاء الدلتا شمالي القاهرة وأخرى الى الجنوب وغيرها الى الشرق شهدت تظاهرات ملات الشوارع تطالب برحيل مبارك.

وقال محمد السباعي (25 عاما) وهو عاطل "نريد أن يرحل مبارك ونريد أن يرحل النظام كله. هذا النظام به كل أنواع الفساد."

وثلثا سكان مصر تحت سن 30 سنة. وتمثل هذه الفئة العمرية 90 في المئة من العاطلين. ويريد المحتجون أن تمتد الثروة من جراء تحرير الاقتصاد الذي شجعته الحكومة السابقة لتتجاوز نخبة رجال الاعمال المرتبطين بالحزب الحاكم.

وأشادت حبيبة (20 عاما) وهي طالبة جامعية جاءت للتسوق من قرية قريبة بالمحتجين قائلة "انهم لا يعيقون سير الحياة على النقيض هم يجعلون الحياة أفضل حيث يحققون التغيير ويخلقون الامل."

وازدحم الشارع التجاري بالمتسوقين الذين حاولوا شراء حلوى المولد قبل حلول ذكرى المولد النبوي الاسبوع القادم.

وعلى أطراف البلدة كان هناك بعض التأييد لمبارك.

وقال صلاح غنيم الذي يرتدي ملابس ريفية وقدم نفسه على أنه رجل شرطة متقاعد "نظام مبارك هو افضل نظام. الذين يطالبون بتغيير مبارك لا يفهمون شيئا". لكن الرسالة التي انتشرت على نطاق واسع كانت أن وقت مبارك قد انتهى.

وقال احمد محمود الذي يعمل في شركة بترول حكومية "يجب أن يتغير النظام. 30 عاما من الظلم والانتهاكات تكفي". وأضاف "رأيت الشرطة وهي تضرب المحتجين. رأيتها تطلق أعيرة نارية على المحتجين. اي حكومة تفعل هذا.. ولماذا نقبل أن تبقى حكومة كهذه.."

التعليقات