مبارك (الكلمة الكاملة): خدمت مصر وحفظت سلامها، وسأبقى فيها إلى الممات

وجّة حسني مبارك اليوم، الرئيس المصريّ الذي انطلقت ثورةٌ منذ 17 يومًا مطالبةً بخلعه، كلمةً إلى الشعب المصريّ، أكّد فيها عدم تنحّيه، وتفويض صلاحياته الرئاسيّة لنائبه المعين حديثًا عمر سليمان، وبقائه في السلطة حتى شهر سبتمبر / أيلول القادم، لرعاية العمليّة الاصلاحيّة والتغييرات.

مبارك (الكلمة الكاملة): خدمت مصر وحفظت سلامها، وسأبقى فيها إلى الممات

وجّة حسني مبارك اليوم، الرئيس المصريّ الذي انطلقت ثورةٌ منذ 17 يومًا مطالبةً بخلعه، كلمةً إلى الشعب المصريّ، أكّد فيها عدم تنحّيه، وتفويض صلاحياته الرئاسيّة لنائبه المعين حديثًا عمر سليمان، وبقائه في السلطة حتى شهر سبتمبر / أيلول القادم، لرعاية العمليّة الاصلاحيّة والتغييرات.

مبارك: دماء الشّهداء لن تضيع هدرًا، وأنا أعتزّ بشباب مصر رمزًا لجيل مصريّ جديد، وألتزم بتعهّداتي

وجه مبارك كلامه إلى الشباب المصريّ قائلاً لهم: "أتوجه بحديثي اليوم لشباب مصر بميدان التحرير، وعلى اتساع أرضها، أتوجه إليكم جميعا بحديث من القلب، حديث الأب إلى أبنائه..  أقول لكم إنني أعتز بكم رمزا لجيل مصريّ جديد، يدعو إلى التغيير للأفضل ويحلم بالمستقبل ويصنعه.

وفي كلمته، عبر مبارك عن أسفه لدماء الشهداء التي أريقت، ووعد بمعاقة المسؤولين: "أقول لكم قبل كل شيء، إن دماء شهدائكم وجرحاكم لن تضيع هدرا، وأؤكد أنني لن أتهاون في معاقبة المتسبيين بإرقاتها بكل الشدة والحسم، وسأحاسب الذين أجرموا بأقصى ما تحدده أحكام القانون."

وأضاف: "وأقول لعائلات هؤلاء الابرياء إنّني تألّمت كلّ الألم من أجلهم، مثلما تألّمتم، وأوجع قلبي ما حدث لهم كما أوجع قلوبكم".

وأكّد مبارك على التزامه بوعوده التي أطلقها سابقًا واستجبته لمطالب الشعب: "وأؤكد استجابتي لمطالبكم، والتزامي بها، وهو التزامٌ لا رجعة فيه، وإنني عازمٌ كل العزم على الوفاء بما تعهدت به بكل الجدّيّة والصّدق، وحريصٌ كلّ الحرص على تنفيذه دون ارتدادٍ أو عودةٍ إلى الوراء.. إنّ هذا الالتزام ينطلق من اقتناع أكيد بصدق ونقاء نواياكم وتحرّككم، وأنّ مطالبكم هي مطالب عادلة ومشورعة."

مبارك: الأخطاء تحصل في أيّ نظامٍ ودولة، لكن المهمّ الاعتراف بها، ولن نقبل الاملاءات الخارجيّة مهما كانت مبرّراتها

واعتبر مبارك أنّ الأخطاء التي ارتكبها نظامه خلال 30 عامًا من حكم نظامه، امرٌ يحصل، وفي كلّ دولة، قال: "فالأخطاء تحصل، وفي أيّ دولة، لكن المهم هو الاعتراف بها وتصحيحها في أسرع وقت ومجحاسبة مرتكبيها، وأقول لكم إنّني كرئيس للجموهريّة، لا أجد حرجًا أو غضاضةً أبدًا في الاستماع لشباب بلاد، لكنّ الحرج كلّ الحرج، والعيب كلّ العيب وما لم ولن أقبله أبدا، أن أستمع إلى إملاءاتٍ خارجيّة، أيّا كانت مصدرها، وأيّا كانت ذرائعا أو مبرّراتها."

وعن تعهّداته السّابقة بعدم التّرشّح قال مؤكّدًا استمراره في الحكم إلى أن يوصل مصر لما أسماه "برّ الأمان": "لقد تعهّدت كما قلت سابقًا، بعدم ترشّحي للانتخابات الرئاسية المقبلة، مكتفيًا بما قدمته من عطاء للوطن لأكثر من ستين عاما، في سنوات الحرب والسلام، وقد أعلنت تمسكي بذلك، كما أعلنت بذات القدر المضيّ بالنهوض بمسوؤليتي في حماية الدستور ومصالح الشعب حتى يتم تسليم الراية إلى من هو قادرٌ على تحمّل مسؤوليّة مصر وحفظ أمنها في شهر سبتمبر المقبل، ضمن انتخاباتٍ حرّة ونزيهة، توفّر لها الضّمانات للحرية والنزاهة، ذلك هو القسم الذي أقسمته أمام الله والوطن، وسوف أحافظ عليه حتّى نبلغ بمصر برّ الأمان."

كما تحدّث مبارك عن الرؤية التي طرحها للخروج من الأمة التي تعيشها مصر على حدذ تعبيره، ومن ضمنها تشكيل لجنتين لإشراف على التعديلات وتنفيذها، ووضع خطة طريق واضحة وضمن جدول زمني، وقد قال: "لقد طرحت رؤية محدّدة للخروج من الأزمة الرّاهنة، والعمل عليها مع المواطنين بما يحترم الشرعيّة الدستوريّة ولا يقوضها، وعلى نحو يحقق استقرار مجتمعنا ومطالب أبنائه، ويطرح في ذات الوقت إطارًا متّفقًا عليه للانتقال السلمي للسطلة، من خلال حوار مسؤول بين كافة قوى المجتمع، وبأقصى قدر من الصدق والشفافيّة."

مبارك: يتعيّن مواصلة الحوار مع كافّة القوى السياسيّة للانتقال به من الخطوط العريضة إلى خريطة طريق واضحة وبجدولٍ زمنيّ

وأضاف: "طرحت هذه الرّؤية متلزمًا، في هذه الأوقات العصيبة، وأتابع المضيّ في تحقيقها أوّلاً بأوّل، بل ساعةً بساعة، متطلعًا لمساعدة كلّ حريصٍ على مصر وشعبها، كي ننجح في تحويلها لواقعٍ ملموس، وذلك حتّى الوصول إلى دستورٍ وتغييرٍ تسهر على ضمان تنفيذه قوّاتنا المسلّحة الباسلة، لقد بدأنا بالفعل حوارًا وطنيًّا بنّاءً شمل جميع الّذين قادوا الدّعوة إلى التغيير وكافّة القوى السّياسيةـ والشّباب، وقد أسفر هذا الحوا عن توافق مبدئيٍّ في الآراء والمواقف، يضع أقدامنا على بداية الطّريق الصّحيح للخورج من الأزمة."

وقال أيضًا: "يتعيّنُ مواصلته للانتقال به من الخطوط العريضة، إلى خريطة طريقٍ واضحة، وبجدولٍ زمنيّ محدّد، تمضي يومًا بعد يوم على طريق الانتقال والتغيير، من الآن وحتّى سبتمبر المقبل، إنّ هذا الحوار الوطنيّ قد تلاقى حول تشكيل لجنة دستوريّة تعمل على تعديل بنود الدّستور، والقيام بما ترضتيه من تعديلات تشريعيّة، كما تلاقى حول تولّي لجنة لمتابعة التّنفيذ للتّعديلات والاصلاحات.وأنا سأكون أمينًا لما تعهّدت به أمام الشّعب، وقد حرصت على أن يأتي تشكيلُ كلتا اللّجنتين من الشّخصيّات المصريّة المشهود لها، ومن فقهاء القانون الدّستوريّ ولجان القضاء."

مبارك: أصدرتُ تعليماتي للبدء في تحقيقٍ لمعاقبة من تسبّب بأحداث الاسبوع الماضي وقتل الشّهداء

وأوضح مبارك أنّه أعطى تعليماته للتّحقيق في أحداث الأسبوع الماضي، ومعاقبة من تسبّب بها، وبقتل الشّهداء، قال: "وفضلاً عن ذلك، فإنّني إزاء ما فقدت مصر من شهداء من أبنائها خلال أحداثٍ مأساويّة أوجعت قلوبنا، فإنّني قد أصدرت تعليماتي بسرعة الانتهاء من التّحقيقات حول أحداث الأسبوع الماضي، وإعلان نتائجها على الفور إلى النّائب العام، لاتخاذ الاجدراءات القانوية، وقد تلقّيتُ في الأمس التّقرير الأوّل بالتّعديلات فعلاً".

مبارك: أوصيتُ بتعديلِ عددٍ من مواد الدّستور، تمهيدًا لانتخاباتٍ نزيهة يشرف عليها القضاء ولرفع حالة الطّوارئ

كما تطرّق مبارك إلى المواد الّتي أوصى بتعديلها في الدّستور، وفقًا لتقرير اللجنة التشريعيّة الّتي عيّنها: "وإنّني تجاوبًا مع ما تضمّنه التّقرير، وبمقتضى الصّلاحيّات المخوّلة لرئيس الجمهوريّة وفقًا للمادّة 189 من الدّستور، فقد تقدّمت إلى اللجنة التشريعيّة، بطلباتٍ لتعديلِ 6 مواد دستوريّة، وهي المواد 76، 77، 88، 93 و189، فضلاً عن إلغاء المادّة 179 من الدّستور، مع تأكيد الاستعداد للتّقدّم في وقتٍ لاحق بطلباتٍ لتعديلاتٍ أخرى، وفق للنتائج التي إليها هذه اللجنة الدستورية، ووفقُا لما تراه من الدّواعي والمبرّرات."

وأضاف حول التّعديلا قائلاً: "وتستهدف هذه التّعديلات أيضًا اعتماد عددٍ محدّدٍ لمدد الرّئاسة، وإجراء انتخاباتٍ لتحقيقِ تداولِ السّلطة، وضمان حرّيّاتها ونزاهتها، كما تؤكّدُ اختصاصَ القضاءِ وحده في الإشراف عليها، أما الاقتراح بإلغاء المادّة 179 من الدّستور، فإنّه يستهدف إلى الجمعِ بين حماية الوطن من مخاطر الارهاب، وضمان احترام الحقوق والحريّات للمواطنين، بما يفتح الباب أمام إيقاف العمل بقانون الطّوارئ، فور استعادة الهدوء والاستقرار، وتوافر الظّروف المواتية لرفع حالة الطّوارئ."

مبارك: الأولويّة استعادة الثّقة باقتصادنا وسمعتنا الدوليّة، والتغيير حاصلٌ لا رجعة فيه، ويجب وقف الخسائر الاقتصاديّة اليوميّة

وطالب مبارك بعودة الثقة بين الشعب والنظام قائلاً: "الإخوة المواطنون، إنّ الأولويّة الآن هي استعادة الثّقة بين المصريين، والثّقة باقتصادنا وسمعتنا الدّوليّة، والثّقة في أنّ التّغيير والإصلاح حاصلٌ ولا رجعة فيه، إن مصر تجتاز أوقاتًا صعبة لا يجوز أن نسمح باستمرارها، مع كلّ ما تتضمنه من أضرار وخسائر اقتصادية يوما بعد يوم، وينتهي بمصر الأمر لأوضاع يصبح معها الشباب الذين دعوا إلى التغيير والاصلاح أول اللمتضريين منها."

مبارك: اللحظة الراهنة ليست متعلّقة بشخصي، بل بحاضر مصر ومستقبلها

وتحدّث مبارك عن أنّ المسألة ليست شخصيّة، وغير متعلّقة بحسني مبارك، إنّما بحاضر مصر ومستقبلها، قال: "اللّحظة الراهنة ليست متعلقة بشخصي، ليست متعلقة بحسني مبارك، وإنما ذات الأمر متعلق بمصر في حاضرها ومتسقبل أبنائها، وإننا جميعا موجودين في خندق واحد، وعلينا أن نواصل الحوار الوطنيّ، وأن نعمل للخروج من الأزمة بروح الفريق وليس الفرقاء، وبعيدًا عن الخلاف والتّناحر، كي تتجاوز مصر أزمة الرّاهن، وتعيد لها ولمواطنينا الاطمئنان والأمان، وللشارع المصري حياته اليومية الطبيعية."

مبارك: كنت شابًّا مثلكم عندما تعلّمت شرف العسكريّة وحبّ الوطن، وأسعد يومٍ في حياتي يوم رفعت علم مصرَ فوقَ سيناء

وحول الخدمات التي قدّمها مبارك مصر، وتعداد مناقبه قال: "لقد كنت شابا مثل شباب مصر الآن عندما تعلمت شرف العسكرية المصرية، تعلمت حب الوطن والفداء له، أفنيت عمرا دفاعا عن أرضه، وسيادته، شهدت حروبه بهزائمها وانتصاراتها، عشت أيام الانكسار والاختلال، وأيام العبور والنصر والتحرير، وكان أسعد أيّام حياتي، يوم رفعت علم مصر فوق سيناء، وقد واجهت المخاطر طيارا، وفي أديس أبابا."

وأضاف: "لم أخضع يوما لضغوط أجنبيّة  أو املاءات، حافظت على السلام والأمان، وعملت من أجل مصر واستقراراها، ومن أجل أبنائها؛ لم أسع يوما إلى سلطة أو شعبية زائفة، وأدرك أن الاغلبية الكاسحة من أبناء الشعب يعرفون من هو حسني مبارك، ويؤلمني ما يصدؤر بحقّي من بعض من بني وطني، وعلى أيّ حال فإنني أعي تمامًا خطورة المفترق الصعب الحالي، واقتناعا من جابني بأن مصر تعيش لحظة فارقة في تاريخها، فإن ذلك يفرض علينا جميعا تغليب المصلحة العليا للوطن، وأن نضع مصر أوّلاً فوق أيّ اعتبار، وكل اعتبار آخر."

مبارك: رأيت تفويض عمر سليمان صلاحيّات رئيس الجمهوريّة بمقتضى الدّستور

وقال مبارك إنّه يفوض صلاحيّاته إلى نائب رئيس الجموهريّة، عمر سليمان، قال: "وقد رأيت تفويض نائب رئيس الجمهورية صلاحيات رئيس الجمهوريّة، على النّحو الّذي يحدّده الدّستور."

وأضاف: "مصر وهي تتجاوز أزمتها لن تنسكر إرادة شعبها، وستقف على أقدامها من جديد بصدق وإخلاص أبنائها، كلّ أبنائها، وستردّ كيد الكائدين وشماتة الشامتين."

وقال أيضًا: "سنثبت نحن المصريون قدرتنا على تحقيق مطالب الشعب بالحوار المتحضّر والواعي، وسنثبت أننا لسنا أتباعًا لأحد، ولا نأخذ تعليماتٍ من أحد، وأنّ أحدًا لا يصنع لنا قراراتنا، سوى نبض الشّارع."

مبارك: عشت من أجل هذا الوطن وستظلّ مصر هي الباقية فوق الأشخاص، وهي بداية العمر ومشواره ومنتهاه

وقال مبارك متحدّثًا بعاطفةٍ عن مصر وشعبها وصفاتهما، وآماله وطموحاته ومشارعه تجاه مصر، قال: بروح وعزم المصريين ووحدة وتسماك هذا الشعب، وتمسكنا بعزة مصر وكرامته، وهويتها الفريدة، فهي أساس وجودنا وجوهره لأكثر من 7 آلاف عام، ستعيش هذه الرّوح فينا ما دامت مصر ودام شعبها، ستعيش في كلّ واحدٍ من فلاحينا وعمّالنا ومثقّفينا، ستبقى في قلوب شبابنا ورجالنا وشيوخنا وأطفالنا، مسلميهم وأقباطهم، وفي عقول وضمائر من لم يولد بعد من أبنائنا."

وأضاف: "أقول من جديد إنني عشت من أجل هذا الوطن، حافظا لمسؤوليته وأمانه، وستظلّ مصر هي الباقية فوق الأشخاص، وفوق الجميع، ستبقى حتى أسلم أمانتها ورايتها، الّتي هي الهدف والغاية والمسؤولية، وهي بداية العمر ومشواره ومنتهاه، وأرض المحيا والممات، ستظلُّ بلدًا عزيزةً لا يفارقني أو أفارقه، حتّى يواريني ترابه وثراه، يبقى أبد الدّهر مرفوع الرّأس والرّاية، موفور العزّة والكرامة... حفظ الله مصر بلدًا آمنًا ورعى شعبهُ وسدّده على طريق خطاه."

التعليقات