د. الجمل يتهم إسرائيل بزرع الفتنة في مصر

هآرتس تقول إنها أجرت مقابلة مع شخص يحمل اسم الجاسوس الذي اعتقل في مصر ومواصفاته * التحقيقات تشير إلى ضبط حاسوب نقال و3 هواتف خليوية تحوي معلومات خطيرة تمس بأمن مصر

د. الجمل يتهم إسرائيل بزرع الفتنة في مصر
كتبت "هآرتس" أنها سبق وأن أجرت مقابلة مع شخص يدعى إيلان غرفل في العام ٢٠٠٦، مشيرة أن الاسم هو "نفس الاسم الذي يحملة المواطن اليهودي الأمريكي الذي تم اعتقاله في مصر بشبهة التجسس، بحسب وسائل الإعلام المصرية".
 
وأضافت الصحيفة أن المقابلة المشار إليها أجريت في العام 2006 بعد أن أصيب غرفل خلال الحرب العدوانية على لبنان في تموز/ يوليو من العام نفسه.
 
وكتبت الصحيفة أنه خلال المقابلة يتحدث غرفل (23 عاما في حينه) عن قراره الهجرة إلى إسرائيل قبل الحرب بثلاث سنوات. كما قرر أن يدرس جامعة بئر السبع، وخلال دراسته قرر التجند في صفوف الجيش الإسرائيلي.
 
وتتابع الصحيفة أنه خلال المقابلة التي أجريت معه في قسم جراحة العظام في مستشفى "رامبام" في حيفا، قال غرفل إنه قرر التجند إلى صفوف الوحدات القتالية. وجاء أن اجتاز امتحانات الانضمام إلى ما يسمى بـ"دورية متكال"، إلا أنه لم يتم قبوله للوحدة بسبب عدم اتقانه للغة العبرية، وفي نهاية المطاف وجد نفسه في وحدة "المظليين".
 
وعلى صلة، كتبت "الشروق" المصرية، أن نيابة أمن الدولة برئاسة المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول، بدأت التحقيق مع الضابط الإسرائيلي المتهم بالتجسس على مصر، وقررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

وأضافت الصحيفة أن المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة قد أكد أن النيابة تلقت معلومات المخابرات العامة التي أشارت إلى أن الجاسوس المذكور قد تم دفعه إلى داخل البلاد، وتكليفه بتنفيذ بعض الاحتياجات للجانب الإسرائيلي، وتجنيد بعض الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلي من خلال نشاطه في التجسس، ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير، والتواجد بأماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام، والوقيعة بين الجيش والشعب، بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمني ورصد مختلف الأحداث، للاستفادة بهذه المعلومات بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبًا على الثورة.


كما أشارت معلومات المخابرات العامة إلى أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلي وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها.

وأشار المتحدث الرسمي أن نيابة أمن الدولة العليا تتولى التحقيقات في تلك الواقعة، وقد أمر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، بحبس المتهم على ذمة التحقيقات وفور انتهاء النيابة العامة من التحقيقات ستعلن تفاصيلها.

وقالت التحقيقات إن الأجهزة الأمنية تمكنت من ضبط المتهم في فندق شهير بوسط البلد، وتم ضبط "لاب توب" معه، و3 هواتف محمولة تحتوي على معلومات مهمة وخطيرة تمس أسرار البلاد.

وأضافت التحقيقات، التي أجراها طاهر الخولي المحامي العام لنيابة أمن الدولة، أن المتهم حاول تجنيد عدد من المصريين للحصول على معلومات تتعلق بأوضاع البلاد الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد الثورة، ورصد عدد من القضايا التي حدثت مؤخراً في مصر، ومنها صعود الإسلاميين، وقضايا الفتنة الطائفية، ومشاكل الأقباط.

وقد قررت النيابة حبس المتهم ومصادرة المضبوطات التي كانت بحوزته.
 
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى د. يحيى الجمل، نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، قد صرح بأن الفتنة الطائفية هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يكسر مصر بمعنى الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين. وقال إن إسرائيل هي التي تقف وراء مخطط زرع الفتنة في مصر.
 
وأكد الجمل أن القوات المسلحة المصرية حمت الثورة، وأعلنت منذ اليوم الأول أنها ليست بديلا عن شرعية الشعب، وأن رجال القوات المسلحة مصممون تصميما أكيدا على العودة إلى ثكناتهم، وقالوا أكثر من مرة إن مهمتهم هي حماية الحدود لا البقاء في الشارع، حتى أن إقناعهم بتمديد الفترة الانتقالية من أكتوبر حتى شهر سبتمبر لم يكن أمرا سهلا، ولم يتم إلا بعد مناقشات مستفيضة.

واستغرب الجمل، في حواره مع موقع النشرة اللبناني، القول إن مصر كانت قوية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وشدد على أن مصر لم تكن قوية خلال السنوات العشرين الماضية بل ضعيفة، مشيرا إلى أنها كانت قوية ومؤثرة جدا في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات وإن كانت بدرجة أقل، كما كانت مصر في أيام مبارك تبتعد عن العالم العربي وإفريقيا، وكان كل الاهتمام أن يبقى النظام، وهي الآن تمر بمرحلة بالغة الدقة، ولكنها ستخرج من عنق الزجاجة وستنطلق.

ورأى الجمل أن الفتنة الطائفية هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يكسر مصر بمعنى أن يتم الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين فيها، وشدد في هذا السياق على أن المسيحيين والمسلمين في مصر ليسوا طائفتين بل عنصر واحد وجنس واحد وجنسية واحدة، موضحا أن لا شيء يفرق بين المسلم والمسيحي في مصر مطلقا، ولكن إسرائيل هي التي تقف وراء مخطط زرع الفتنة في مصر، لأنها تدرك أن مصر القوية خطر عليها وهي تريد أن تضعفها، ولا شيء يكسرها ويضعفها سوى الفتنة الطائفية، أو أن يحدث تصادم بين المسلمين والمسيحيين، وحذر من إمكانية العبث ببعض المتعصبين في الجانبين.

وأشار الجمل إلى دور الأزهر والكنيسة ودور العقلاء في الجانبين، لافتا إلى أن هذا الدور هو الذي يهدئ الأمور ويساعد على استيعاب الأحداث، مشيدا بموقف الجيش ووصفه بالممتاز. ووصف الشعب المصري بأنه وسطي لا يميل إلى التطرف، وأن خلاف ذلك أمر عارض على الشعب المصري وهو يرفضه، لافتا إلى أن المتطرفين باتوا مكروهين من الشعب المصري.

وأعرب الجمل عن اعتقاده أن الأمريكيين بدأوا يشعرون أن إسرائيل باتت عبئا عليهم، متحدثا عن تيار متعاظم اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية يقول إن إسرائيل أصبحت عبئا على أمريكا، لأن هذه المنطقة مهمة جدا بالنسبة لواشنطن، وما يحدث هو أن علاقتها بإسرائيل تحول دون جعل علاقتها بالمنطقة عادية، ولفت الجمل إلى أن إسرائيل لا تخشى شيئا بقدر ما تخشى وجود دول ديمقراطية قريبة منها، وبخاصة مصر، لأن إسرائيل كانت تدعي أنها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط.

التعليقات