شباب الثورة المصرية شهود على نشاط الجاسوس الإسرائيلي

إحالة الجاسوس إلى المحاكمة الجنائية والعربي يرفض مقابلة القنصل الإسرائيلي * "الجاسوس" وزع نسخا من منشورات تحمل عبارات "لا للمجلس العسكري" و"لا للقوات المسلحة" و"الجيش والشرطة وجهان لعملة واحدة"..

شباب الثورة المصرية شهود على نشاط الجاسوس الإسرائيلي
تطورات جديدة شهدتها التحقيقات مع ضابط الموساد الإسرائيلي المتهم بالتجسس على مصر، إيلان جرابيل، حيث واجهته نيابة أمن الدولة بنسخ من منشورات كان يوزعها في ميدان التحرير خلال المليونيات، تحمل عبارات مثل: "لا للمجلس العسكري"، و"لا للقوات المسلحة"، و"الجيش والشرطة وجهان لعملة واحدة".

ومن المقرر أن تستدعي جهة سيادية عددا من شباب الثورة الذين أبلغوا عن المتهم، لسماع أقوالهم، والحصول على ما لديهم من منشورات وزعها الجاسوس عليهم، فيما تقدم 10 آخرين بطلبات للنائب العام، يطلبون فيها سماع أقوالهم حول علاقتهم بالمتهم، والأماكن التي كان يرتادها والموضوعات التي كانوا يتناقشون فيها، لضمها للقضية، حسبما أكد مصدر مطلع لـ"الشروق".

وواصلت نيابة أمن الدولة، أمس الأربعاء، برئاسة المستشار هشام بدوي المحامى العام الأول، وطاهر الخولي، المحامي العام، التحقيق مع جرابيل، وحضر ممثل من السفارة الإسرائيلية قدم حافظة مستندات، وانصرف في أقل من عشر دقائق.

واكد مصدر مطلع أن عملية ضبط جاسوس الموساد أكدت أن جهاز المخابرات العامة في مصر لا يمكن بحال أن تشغله انفلاتات أمنية بالداخل عن مهمته الأساسية، وهي الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، وتحصينه من أية محاولة للاختراق، وأنه على الرغم من دخول ضابط الموساد لمصر أثناء قيام ثورة 25 يناير، وما صاحبها من انفلات أمني بانسحاب الشرطة من الشوارع مساء يوم 28 يناير الماضي، إلا أن جهاز المخابرات العامة عكس بتتبعه لهذا الجاسوس منذ اللحظات الأولى لدخوله البلاد أنه على وعي كامل، وتأمين شامل للجبهة الداخلية من أية محاولات للتجسس، مهما كانت اضطرابات الداخل، وفق تعامله مع هذه الواقعة وغيرها بدرجات عالية من الاحترافية والكفاءة المهنية.

وواصل المصدر: "المهمة القومية التي حملها على كتفه هذا الجهاز لحماية الأمن القومي لمصر من أية محاولة للاختراق، دعمها ثوار 25 يناير، والذين أدركوا منذ الوهلة الأولى لتحركات ونشاط ضابط المخابرات الإسرائيلي سعيه لمحاولات إثارة الفتنة بين المصريين من ناحية، وتزكيته لما يعرف بالثورة المضادة لإجهاض ثورة 25 يناير".

وأشار المصدر إلى أن شباب الثورة أسهموا في التعرف على المتهم، خاصة أن تصرفاته كانت تعكس افتعال شعاراته، واللافتات التي كان يرفعها كانوا يرونها لا تلامس عفوية الشعارات التي كانوا يرفعونها في ميدان التحرير، علاوة على أن وجوده الدائم بمناطق إثارة الشحن العاطفي بين المصريين، كانت كاشفة لريبة تحركاته. مؤكدا أن "العيون المصرية استطاعت أن تجهض المحاولات التي كان يسعى إليها هذا الجاسوس، لتؤكد تفوقها وكفاءتها النوعية".
 
الأهرام: إحالة الجاسوس إلى المحاكمة الجنائية والعربي يرفض مقابلة القنصل الإسرائيلي
 
وعلى صلة، كتبت صحيفة "الأهرام" أن التحقيقات مع ضابط المخابرات الإسرائيلي "إيلان تشايم" قد أثبتت تخابره لمصلحة الموساد‏، وأنه حاول تجنيد مصريين وإثارة الفتنة بين الشعب والقوات المسلحة‏، ‏وأن جميع الصور ولقطات الفيديو المصورة للجاسوس التقطت من خلال رجال المخابرات العامة.

وبموجب إذن صادر لها من نيابة أمن الدولة العليا لمتابعته ورصد تحركاته بعد دخوله مصر المرة الأولى في فبراير الماضي، وأنه أرسل عدة تقارير للمخابرات الإسرائيلية الموساد من داخل بعض الكافيهات عبر الإنترنت، الأمر الذي ينفي الأكاذيب التي ترددت حول نقل الصور من المواقع الإلكترونية.

وعلمت "الأهرام" أن "إيلان تشايم" سبق أن قدم طلبا للسفارة المصرية في تل أبيب للحصول على تأشيرة، وكتب في الطلب المقدم منه أنه "مسلم".

وقد رفض وزير الخارجية نبيل العربي مقابلة القنصل الإسرائيلي بالقاهرة لبحث ملابسات القضية، وكلف مدير إدارة إسرائيل بالوزارة بهذه المهمة.

ويتوقع أن تتخذ النيابة الإجراءات القانونية الأسبوع المقبل لإحالة الجاسوس إلى المحاكمة الجنائية، عقب الانتهاء من تحقيقاتها، حيث خضع المتهم لجلسات تحقيق مطولة أمام المستشار طاهر الخولي، المحامي العام، وتبين قيامه بإرسال عدة تقارير للموساد بالبريد الإلكتروني من داخل عدة كافيهات، ولم يرسل أيا منها من خلال الفندق المقيم فيه، بهدف التضليل وإمعانا في سرية حركته، كما شارك في كل المؤتمرات والندوات التي عقدتها الأحزاب السياسية من الليبراليين إلى اليساريين والإسلاميين، بالإضافة إلى جمع معلومات حول المصالحة التي وقعتها حركتا فتح وحماس بالقاهرة، ورد فعل الشارع المصري عليها، ومع أي فصيل يتعاطف الرأي العام.

وحسب التحقيقات، التي يشرف عليها المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول، فإن المخابرات العامة رصدت بالصوت والصورة الضابط الإسرائيلي وهو يقوم بتحفيز بعض الشباب على مهاجمة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتوجيه الاتهامات إليه.

وأوضحت التحقيقات أن تكليفات المخابرات الإسرائيلية كانت واضحة بضرورة اختراق كل التيارات والأحزاب وائتلافات الثورة، خاصة الإخوان والسلفيين، وجمع المعلومات من الرأي العام حول مستقبل مصر في حالة سيطرة الإسلاميين عليها، ومدى تأثير ذلك على العلاقات مع إسرائيل، وتحديد قبول المصريين أو رفضهم لاتجاه الدولة في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران.

واعترف ضابط الموساد بأنه كان يحصل علي المعلومات يوميا من خلال وجوده وسط الناس، والتنقل والمشاركة في الأحداث التي أعقبت الثورة.

وكشفت التحقيقات أيضا عن محاولته السفر إلى أبوقرقاص لمتابعة الأحداث التي شهدتها المدينة بين مسلمين ومسيحيين في إبريل الماضي، لكنه لم يتمكن من ذلك.
 

التعليقات