مصر: جرحى في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة العسكرية، والمجلس يتهم 6 أبريل بإحداث فتنة

قال شهود عيان ومصادر أمنية، إن اشتباكين وقعا يوم الجمعة بين متظاهرين وقوات من الجيش بمدينة الاسكندرية المصرية، على البحر المتوسط، ومدينة السويس على البحر الأحمر، وإن عددا من المتظاهرين أصيبوا بجروح.

مصر: جرحى في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة العسكرية، والمجلس يتهم 6 أبريل بإحداث فتنة

قال شهود عيان ومصادر أمنية، إن اشتباكين وقعا يوم الجمعة بين متظاهرين وقوات من الجيش بمدينة الاسكندرية المصرية، على البحر المتوسط، ومدينة السويس على البحر الأحمر، وإن عددا من المتظاهرين أصيبوا بجروح.

هذا وحاول أكثر من ألف محتج الوصول من ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، للاحتجاج على اشتباكات الاسكندرية والسويس، لكن قوات الشرطة العسكرية اعترضتهم بإطلاق كثيف للأعيرة النارية قبل أن يصلوا إلى المقر.

وقال شاهد إن اشتباكا وقع في مدينة الاسكندرية، حين حاول مئات من المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مقر القيادة العسكرية الشمالية، في المدينة، قطع شارع أمام المقر، بينما حاول سكان منعهم.

وأضاف أن قوات الشرطة العسكرية تدخلت لمنع وقوع اشتباك بين المتظاهرين والسكان، وأن متظاهرين اشتبكوا مع الشرطة العسكرية.

وقال الشاهد: "رأيت متظاهرا وضع يده خلال مناقشة حادة على كتف ضابط، الضابط دفعه على الأرض ثم ضربه ستة من جنود الشرطة العسكرية، ونزعوا قميصه وأخذوه بعيدا"، وأضاف الشاهد أن المتظاهرين كانوا يهتفون "يسقط يسقط حكم العسكر"، حين تجمعوا أمام مقر القيادة العسكرية الشمالية.

وتابع أن الشرطة العسكرية كونت صفوفا تقدمتها ناقلات جند مدرعة، لإبعاد المتظاهرين من أمام مقر المنطقة الشمالية العسكرية، وقال: "أرى متظاهرا يسند زميلا له يعرج، وأرى ثلاثة متظاهرين أصيبوا بسحجات."

وقال الشاهد إن عشرات المتظاهرين جاءوا لمساندة زملائهم من مخيم يعتصم به بضع مئات من النشطاء بالمدينة، ورددوا هتافات من بينها "إنتو (أنتم) جيش الشعب ولا جيش الكلب"، في إشارة إلى الرئيس المخلوع حسني مبارك، و"الجيش ومبارك إيد واحدة."

وأضاف أن عشرات من جنود الشرطة العسكرية اندفعوا صوب المتظاهرين، وأطلقوا وابلا من الأيرة النارية في الهواء لإبعادهم من المنطقة، وتابع أنه ليس متأكدا مما إذا كانت الأعيرة النارية ذخيرة حية أم أعيرة صوت.

وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة العسكرية ألقت القبض على نحو عشرة متظاهرين خلال الاشتباك أمام مقر القيادة العسكرية الشمالية في مدينة الاسكندرية.

متظاهرون غاضبون يعتدون على سائق سيارة شرطة، والشطرة العسكرية تصد مسيرة من التحرير لمقر المجلس الأعلى

وقال الشاهد إن المتظاهرين أوقفوا سيارة شرطة على طريق الكورنيش في المدينة، وأوسعوا سائقها المجند ضربا، ثم حطموها وأشعلوا فيها النار، وقال الشاهد إن المجند، ويدعى عمرو عبده، كان يبكي بشدة بعد ضربه.

وفي مدينة السويس، قال الشهود إن قنبلة حارقة ألقيت على مقر قطاع الـمن الوطني في المدينة، محدثة حريقا صغيرا، وإن النار أشعلت في إطار سيارة أمام المقر الذي تحرسه قوات الجيش.

وقال شاهد إن قوات الجيش هاجمت عشرات النشطاء الذين كانوا يتظاهرون أمام المقر وفرقتهم، وألقت القبض على نحو خمسة منهم.

وهتف المحتجون لدى انطلاقهم في المسيرة من ميدان التحرير إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يبعد عدة كيلومترات: "على المجلس رايحين شهداء بالملايين".

ورفعوا بطاقات حمراء تعبيرا عن رفضهم لبقاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في إدارة شؤون البلاد، ولدى مرورهم بمبنى صحيفة مملوكة للدولة، هتفوا "أهوم (هؤلاء) أهوم.. الكدابين أهوم."

وسقط شاب على الأقل تحت الأقدام خلال تدافع بعد إطلاق أعيرة الصوت على المتظاهرين، وأصيب شاب بجرح لسقوط فارغ عيار ناري عليه، وسالت منه بقعة من الدماء في مدخل مسجد نقله زملاؤه إليه لتضميد جراحه.

بيان للمجلس الأعلى يتهم حركة 6 أبريل بإحداث فتنة للوقيعة بين الجيش والشعب

وفي بيان، قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة: "لا صحة مطلقا لما تردد عن قيام القوات المسلحة باستخدام العنف ضد المتظاهرين، سواء في الاسماعيلية (إحدى مدن قناة السويس)، أو السويس، أو أي مدينة أخرى."

وأضاف أن هناك مخططا "مشبوها" للوقيعة بين الجيش والشعب، وأن حركة شباب ستة أبريل تتحمل المسؤولية عنه.

وقال: "إن الفتنة التي تسعى إليها حركة شباب ستة أبريل للوقيعة بين الجيش والشعب، ما هي إلا هدف من الأهداف التي تسعى إليها منذ فترة وقد فشلت."

وأضاف: "يدعو المجلس الأعلى للقوات المسلحة كافة فئات الشعب إلى الحذر، وعدم الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه، الذي يسعى ‘لى تقويض استقرار مصر، والعمل على التصدي له بكل قوة."

وتشكلت حركة شباب ستة أبريل قبل سنوات، لمناهضة حكم مبارك، من خلال احتجاجات الشوارع.

وصعد محتج إلى منصة في الميدان، وقد وضع حبل مشنقة صوريا حول عنقه، مما جعل المحتجين يهتفون "اعتصام اعتصام.. هاتوا حسني للإعدام"، و"اعتصام اعتصام.. هاتوا العادلي للإعدام".

 الآلاف تظاهروا انتقادا للعسكري

هذا وقد تظاهر آلاف المصريين في القاهرة والاسكندرية، في إطار ما أطلقوا عليها "جمعة الحسم"، مطالبين بتسريع وتيرة محاكمات قتلة الثوار، ورموز النظام السابق، ومنتقدين المجلس العسكري الحاكم، وذلك في غياب لافت لقوى سياسية رئيسية، في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين.

 

وتأتي المظاهرات الجديدة في القاهرة ومدن مصرية أخرى، رغم التعديل الحكومي الواسع، والوعود التي أطلقها رئيس الوزراء عصام شرف بالاستجابة للمطالب الرئيسية للمحتجين، وعلى رأسها التعجيل بمحاكمة رموز النظام السابق، بمن فيهم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأفراد الأمن المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير.

وكان لافتا أن الإخوان المسلمين والسلفيين لم يشاركوا في مظاهرات اليوم، إذ يعتزمون التظاهر الجمعة المقبلة في إطار ما سموها "جمعة الاستقرار"، رفضا لمواد تتجاوز الدستور.

القوى الاسلامية قاطعت، وتعد لمليونية الجمعة القادمة تحت عنوان "جمعة الاستقرار"

وفي ميدان التحرير بالقاهرة، احتشد آلاف المتظاهرين، وبينهم معتصمون منذ أسبوعين، بدعوة من ائتلافات شبابية وناشطين، مرددين هتافات تنادي بمحاكمة مبارك ورموز نظامه، مثل وزير الداخلية السابق، حبيب العدلي.

كما طالب المتظاهرون، الذين أدوا صلاة الجمعة في الميدان، بتطهير مؤسسات الدولة ممن عملوا في نظام مبارك، معلنين من جهة أخرى احتجاجهم على التعديل الحكومي.

ووفقا للجزيرة، فإن مراسلها في ميدان التحرير بالقاهرة، قال إن الحضور الضعيف في ميدان التحرير اليوم يسفر على الأرجح عن الإعلان عن مليونية جديدة الجمعة المقبلة، تشارك فيها قوى سياسية في مقدمتها الإخوان.

وأضاف أن وعود رئيس الوزراء عصام شرف بتحقيق مطالب المحتجين، بما في ذلك تسريع وتيرة المحاكمات، ربما امتصت كثيرا من الغضب.

وتابع أن الإخوان المسلمين والحركة السلفية التي دعت إلى "جمعة الاستقرار"، ربما أعطت فرصة لحكومة شرف بعدم مشاركتها في مظاهرات اليوم.

"نحن لا نطلب المستحيل"

وقال الشيخ مظهر شاهين، الذي ألقى الخطبة، إن التشكيل الوزاري الجديد لم يلبي توقعات المحتجين الذين يريدون التخلص من أقطاب النظام السابق تخلصا تاما.

وقال شاهين خلال إلقائه الخطة الاسبوعية في الميدان: "في آخر مرة اجتمعنا، كنا نأمل أن تأتي حكومة تعبر عن مطالبنا وتنفذها".

وأضاف خلال خطبته للمصلين: "ولكن لسبب ما، فإنهم يصرون على مطالعتنا بأعضاء النظام السابق"، وكان عدد المصلين أقل بشكل واضح من الأسابيع الماضية.

وكرر شاهين مطلب المحتجين بمحاكمات عادلة للمسؤولين الذين يثبت تورطهم في انتهاكات، فضلا عن العدالة الاجتماعية، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، وقال "نحن لا نطلب المستحيل".

"إسلامية إسلامية، لا علمانية ولا مدنية"

غير أن مئات من الاسلاميين المتشددين تجمعوا على بعد عدة كيلومترات خارج مسجد الفتح، لشجب تجمع المحتجين الذين يقولون إنهم يطيلون أمد عدم الاستقرار في البلاد.. وهتف أحد المتجمعين: "إسلامية إسلامية، لا علمانية ولا مدنية."

وكان التجمع من تنظيم الجماعات السلفية الأصولية التي تطالب بالعودة إلى الممارسات الاسلامية السالفة، وخطب أحد قادة المحتشدين قائلا: "نتركهم في ميدان التحرير حتى يعرفهم الناس على حقيقتهم".

كما دعا متظاهرو مسجد الفتح المجلس العسكري الحاكم، إلى "عدم خسارة الشعب لكي يرضي هذه الفئة القليلة"، في إشارة إلى المحتجين في ميدان التحرير.

واتهم الاسلاميون محتجي ميدان التحرير بأنهم يخالفون ما يصفونه بالهوية الاسلامية للبلاد، وقال الخطيب في متظاهري مسجد الفتح: "نحن مسلمون، ومن هذا البلد.. من أنتم؟ علمانيون؟ شيوعيون؟ أمريكيون؟".. وتابع: "إذا لم يعجبكم الوضع هنا اذهبوا إلى البلدان التي تريدون أن تقلدونها".

تعديلات شرف لم تقنع المحتجين لأنها تضم رموزا عملت تحت إمرة مبارك

وكان أداء الحكومة الجديدة اليمين الخميس، قد دفع بالمحتجين للبقاء في الميدان، وكان رئيس الوزراء، عصام شرف، يأمل أن يقنع التعديل الوزاري المعتصمين في الميدان منذ 8 تموز/يوليو.

يذكر أن نحو نصف الوزراء من الوجوه الجديدة، ولكن العديد منهم ممن عملوا تحت إمرة مبارك، بما في ذلك وزير الداخلية، منصور العيسوي.

وفي كلمة بعد التعديل الوزاري، قال شرف إنه طلب من الوزراء إعداد خطط للعمل، "تضع تلبية أهداف الثورة والحفاظ على مكاسبها على رأس الأولويات"، غير ان النشطاء لم يقتنعوا بكلمته.

وقال طارق الخولي، أحد زعماء حركة 6 أبريل، ومن المنظمين للاعتصام: "هذه الحكومة لا تعبر بأي شكل عن تطلعات الثورة"، وأضاف: "لا نفهم سر عنادهم وإصرارهم على الإبقاء على أعضاء حزب مبارك القدماء، بدلا من استبدالهم بأشخاص محترمين"، مؤكدا استمرار الاعتصام.

يذكر أن هذه هي الوزارة الثانية التي تتولى مقاليد البلاد منذ خلع مبارك من السلطة في 11 شباط/فبراير.

الإعلان عن تنظيم مسيرة إلى المجلس العسكري للاحتفال بذكرى ثورة 1952

هذا وقد أعلن عدد كبير من المتظاهرين والمعتصمين بميدان التحرير، مساء اليوم الجمعة أيضا، عن تنظيم مسيرة تنطلق غدًا السبت من الميدان باتجاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.

وردّد المتظاهرون هتافات "الجيش للشعب والشعب للجيش"، و"الجيش بتاعنا والمجلس بتاعهم"، منتقدين بطء الاجراءات التي يتخذها المجلس الأعلى للقوات المسلحة إزاء تنفيذ باقي مطالب الثورة.

وأكد المتظاهرون عبر مكبرات الصوت بميدان التحرير، أن المسيرة، التي تحمل اسم "عيد الفقراء"، تتزامن مع احتفال مصر بالذكرى 59 لثورة 23 يوليو/تموز 1952، التي أطاحت بالنظام الملكي، وقضت على الفاسدين.

وأوضح المتظاهرون أن المسيرة تحمل رسالة ضمنية للمجلس العسكري، بأن البسطاء من أبناء الشعب المصري ساندوا الجيش في ثورة يوليو، وأن الجيش مطالب الآن بالانحياز للثورة التي قاموا بها في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ضد الظلم والفساد.

الآلاف في الاسكندرية والسويس

وفي إطار "جمعة الحسم" أيضا، تظاهر آلاف المصريين في الاسكندرية، مرددين تقريبا المطالب التي رفعها المتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة.

ووفقا للجزيرة، فإن خمسة آلاف شخص جالوا في شوارع المدينة، مطالبين المجلس العسكري بتلبية باقي مطالب الثورة، وأهمها الإسراع في محاكمة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين، وتطهير مؤسسات الدولة من رموز الفساد، إضافة إلى ضرورة وقف محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية.

وأشار إلى أن نقل مبارك من مستشفى شرم الشيخ ومحاكمته، كانا من بين مطالب المحتجين الذين رددوا هتافات تنادي بالقصاص من قتلة الثوار، وبتفعيل "قانون الغدر" الذي وعد به شرف لمحاسبة المسؤولين عن الفساد السياسي.

هذا وقد رفضت جماعة الإخوان المسلمين، والدعوة السلفية، وتيارات إسلامية أخرى، المشاركة في مظاهرة الاسكندرية، مقابل مشاركة بعض الأحزاب والائتلافات الشبابية، وقائمين على حملات بعض المرشحين لانتخابات الرئاسة.

ونقل عن حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، أن القوى الإسلامية تُعد لتنظيم مظاهرة مليونية الجمعة المقبلة، ردا على ما وصفها بمحاولات الالتفاف على إرادة الشعب، وفرض مواد فوق دستورية على الهيئة التأسيسية للدستور الجديد.

وفي سياق الاحتجاجات ذاتها، تظاهر المئات في السويس، وكان بينهم أسر الشهداء التي تطالب بمحاكمة أفراد الشرطة الذين قتلوا أبناءها، كما دعا ناشطون إلى مظاهرة في الأقصر مساء الجمعة، في إطار جمعة الحسم أيضا.

متظاهرون أمام السفارة الأميركية بالقاهرة يطالبون بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن

على صعيد آخر، تظاهر نحو 100 متظاهر، الجمع أيضا، أمام السفارة الاميركية، مطالبين بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن، المعتقل بالسجون الأميركية.

ورفع المتظاهرون صورًا لعبد الرحمن، ولافتة كتب عليها "الشعب يريد عمر عبد الرحمن"، ورددوا هتافات تندد بالسياسة الأميركية بالمنطقة، وبالانحياز الاميركي لإسرائيل.

وجال المتظاهرون بميدان التحرير عدة مرات، في محاولة لجذب عدد من عشرات الالاف المعتصمين بالميدان، قبل توجههم إلى السفارة الأميركية التي فرض حولها طوق أمنيّ من آليات عسكرية خفيفة، وعناصر من الشرطة العسكرية، إلى جانب الشرطة المدنية.

وتتواجد صور الشيخ عمر عبد الرحمن بميدان التحرير، على الرغم من مقاطعة جميع التيارات الاسلامية لمظاهرة اليوم التي حملت اسم "جمعة الحسم".

يذكر أن الشيخ عمر عبد الرحمن يقضي حاليًّا عقوبة السجن مدى الحياة بولاية كولورادو الأميركية، بتهمة التورط بتفجيرات مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك.

التعليقات