الغنوشي في القاهرة لاقناع الاخوان بقبول تقاسم السلطة مع العلمانيين

وقال الغنوشي إن الإخوان المصريين لن يسيطروا إلا من خلال اتفاق مع الأحزاب العلمانية السياسية. وأخبر "ذي غارديان" قبل رحلته الى القاهرة أن "نسبة فوز قدرها 51 في المائة لا تكفي للحكم". والتوقعات مرتفعة ليس فقط بالنسبة الى مصر بل للربيع العربي، كما قال. وأضاف: "إما أن نقبل الديموقراطية في إطار الإسلام أو سينتهي بنا الأمر إلى استبعاد الإسلام من العملية السياسية، لأن الإسلام سيصبح سببا للإنقسام وليس الوحدة".

الغنوشي في القاهرة لاقناع الاخوان بقبول تقاسم السلطة مع العلمانيين

 

نشرت صحيفة "ي غارديان" البريطانية اليوم الاربعاء تقريراً خاصاً من مراسلها ديفيد هيرست بناءً على مقابلة اجراها مع الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس وشخصيات تونسية اخرى. ويقول هيرست ان الغنوشي "العقل الذي كان وراء الائتلاف في تونس" توجه الى القاهرة ويقول ان الاخوان المسلمين في مصر "يجب ان يحكموا مع العلمانيين"..

وتأتي زيارة الغنوشي هذه في الوقت الذي من المتوقع فيه فوز محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين المصريين للرئاسة في جولة الاعادة التي جمعته في سباق متقارب مع احمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.

لكن الإسلاميين التونسيين يحذرون مرسي بأن من الخطأ الفادح أن يستحوذ الإخوان المسلمون المصريون على نصيب الأسد من الغنائم السياسية.

وقال الغنوشي إن الإخوان المصريين لن يسيطروا إلا من خلال اتفاق مع الأحزاب العلمانية السياسية. وأخبر "ذي غارديان" قبل رحلته الى القاهرة أن "نسبة فوز قدرها 51 في المائة لا تكفي للحكم". والتوقعات مرتفعة ليس فقط بالنسبة الى مصر بل للربيع العربي، كما قال. وأضاف: "إما أن نقبل الديموقراطية في إطار الإسلام أو سينتهي بنا الأمر إلى استبعاد الإسلام من العملية السياسية، لأن الإسلام سيصبح سببا للإنقسام وليس الوحدة".

ومهمة الغنوشي في القاهرة محاطة بالصعاب. أولا، لان الإخوان في مصر يتمتعون باستقلالية مطلقة، ويعتبرون حركتهم أم كل التفرعات الأخرى للإسلام السياسي، مثل النهضة التونسية و"حماس"، ولن يتقبلوا بسهولة النصائح من الخارج. وسبق أن انتهت مهمة وساطة قام بها عضو مؤسس للحركة، هو الشيخ يوسف القرضاوي، بالفشل.

ثانيا، الإخوان واثقون من النجاح، حتى وإن كان مرشحهم ، مرسي، هو اختيارهم الثاني، ويعتبر فاقدا للجاذبية الشخصية. ومنح المغتربون المصريون في دول الخليج المتمسكون عادة بالنظام القديم متمثلا في أحمد شفيق، أكثر من 70 في المائة من أصواتهم لمرسي، ما يشير الى انتصار مريح.

ثالثا، إن ائتلافا من نوع الائتلاف التونسي في مصر ربما يعني أن على الإخوان تقاسم السلطة مع الناصري العلماني، حمدين صباحي، والمستقل عبد المنعم ابو الفتوح الذي كان قياديا في الإخوان قبل أن ينشق عن صفوفهم، عندما اعلن ترشحه للرئاسة حين كانت تعلن أنها لن تتقدم بأي مرشح. وطرده الإخوان من الحركة عقب ذلك.

وتبين أن مفاوضات تقاسم السلطة بين الإخوان وكل من الرجلين كانت صعبة ومطولة. والتقى صباحي بهدف تعزيز قوته بأحمد شفيق ملمحا للإخوان بأنه قد يبدل موقفه.

وقال طارق الكحلاني، رئيس المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، وهو محلل بارز في موضوع الإخوان في العالم العربي: "الإخوان في مصر سيرتكبون خطأ فادحا إذا أصروا على أن يكونوا الواجهة الرئيسية في الرئاسة ورئاسة الحكومة. وقد حصلوا على 25 في المائة فقط في جولة الانتخابات الأولى. وإذا استولوا على المنصبين فهذا سيظهر لنا أن الإخوان مستعدون لمواجهة النظام القديم والجيش وحيدين".

التعليقات