"لوس انجليس تايمز": مضمون السياسة الخارجية المصرية لن يتغير

الا ان طبيعة تكتم الاخوان جعل من الصعب قراءة النوايا الاقليمية لمصر بخلاف المصالح الاقتصادية. هل ستعمل مثلا على مساعدة فصيل الاخوان المسلمين الذي يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد؟ هل ستقلب سنوات سياسة مبارك بالعمل على اعادة العلاقات مع ايران؟

نشرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" اليوم السبت مقالاً عن التغيير المحتمل ان يطرأ على السياسة الخارجية لمصر بعد انتخاب محمد مرسي رئيساً لها.

"من المرجح ان تتغير سياسة مصر الخارجية في عهد رئيسها الاسلامي الاول من ناحية اللهجة ولكن ليس من ناحية المضمون، على الاقل في الامد القصير، لان الحكومة الجديدة لا تستطيع تحمل تبعة علاقات متوترة مع الولايات المتحدة او تجازف باثارة ضجة دولية بالتخلي عن معاهدة السلام الموقعة في 1979 بين مصر واسرائيل.

ويواجه الرئيس محمد مرسي ازمات داخلية اجتماعية ومالية يتوقع ان تطمس الشؤون الخارجية في الاشهر المقبلة. وقد تزداد التصريحات المناوئة لاسرائيل والولايات المتحدة حدة ولكن مرسي الذي خاض الانتخابات مرشحاً عن الاخوان المسلمين يحتاج بصورة ماسة الى استثمارات غربية واقليمية لتخفيف الازمة الاقتصادية التي طغت على اكثر البلدان العربية سكاناً.

كما ان الرئيس الذي ادى اليمين الدستورية السبت سيكون مقيداً من جانب جيش البلاد العلماني الذي يتلقى معونة اميركية قيمتها 3،1 مليار دولار سنوياً. وقبل ايام من انتخاب مرسي قلص الجنرالات الذين يسيرون شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في اوائل العام الماضي سلطات الرئيس لمواجهة النفوذ المتزايد للاسلاميين المحافظين.

قال عماد جاد وهو خبير في الشؤون الخارجية في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة: "لن يكون هناك تغيير في معاهدة السلام مع اسرائيل، وستستمر العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة. والواقع ان مرسي سيعزز العلاقات مع الولايات المتحدة. وبرنامج الاخوان المسلمين يقوم على الاسواق الحرة وهم ليبراليون في ما يتعلق بالاقتصاد".

ومع ذلك، فقد اوضح الرئيس الجديد ان مقاربته للاسرائيليين ستكون اقل اذعاناً من تلك التي سادت خلال حكم مبارك الذي دام 30 سنة.

قال مرسي لقناة تلفزيون مصرية في الآونة الاخيرة ان "معاهدة السلام بيننا وبين الاسرائيليين انتهكت من جانب الاسرائيليين باستمرار. يجب ان يفهموا ان السلام ليس مجرد كلمات. انه افعال على الارض. ان الاعتداء على الحدود المصرية، وعنفهم ضد الجنود المصريين، والتهديدات التي اصدروها احياناً ضد مصر كلها غير مقبولة. يجب الا يظنوا بعد الآن ان الرئيس المصري سيتراجع".

يعتبر بعض الناس صعود مرسي الى السلطة مقدمة لاسلام سياسي نشيط ستمتد آثاره من ابو ظبي الى واشنطن. غير ان من غير الواضح الآن ما اذا كان الاخوان المسلمون سيقلدون سياسات تركيا الجريئة دبلوماسياً ولكن المعتدلة دينياً او يتبعوا نهجاً اسلامياً اكثر تصلبا ومناوئاً للغرب.

قال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى: "بالنسبة الى الولايات المتحدة، يبرز انتخاب مرسي، الى جانب مقتل اسامة بن لادن قبل سنة، انتقالاً من خطر التطرف الاسلامي العنيف الى تحد اكثر تعقيداً يمثله وصول شكل من الراديكالية الاسلامية غير عنيف حالياً لكنه ليس اقل طموحاً".

وسيواجه مرسي بسرعة ايضاً حساسيات جيرانه العرب. وقد وعد باعادة مصر الى مكانتها الدولية البارزة بعد سنوات من الانحدار في عهد مبارك. وينظر الى هذا بتحسب من جانب المملكة العربية السعودية، التي كانت حليفة وثيقة لمبارك، ودول عربية خليجية اخرى صعدت مكانتها الدلية بتعاملات محورية مع لبنان وسوريا وايران بينما اضمحلت مكانة القاهرة.

وقال ميشيل وحيد حنا، الخبير في شؤون الشرق الاوسط الزميل في مؤسسة سنتشري، وهي مؤسسة غير ربحية لتبادل الافكار، ان "اعادة موازنة النظام السياسي ونهضة مصر، سيكون لهما تأثير كبير على الديناميكية السياسية الاقليمية، الا اننا ما زلنا بعيدين كثيرا عن ذلك. فمصر التي تكون اكثر قوة واستقلالا ستمضي على مسار يؤدي الى التوازن والتصادم مع السلطة السعودية".

ويرى النشطاء المصريون ان مرسي لا يتبنى قيم الثورة التي اطاحب بمبارك. لكنه بالنسبة الى الانظمة الملكية الخليجية يمثل واقعا شعبيا اسلاميا خطرا قد يوحي بثورات ويهدد حكمهم في موسم الانتفاضات التي تعم الشرق الاوسط والشمال الافريقي. ويتكهن بعض المراقبين بان تعمد دول الخليج الى تخفيض القروض المحتملة بمليارات الدولارات الى مصر الى ان تهدأ نفوسهم تجاه اسلوب حكم مرسي.

ويعكس انتخاب مرسي، وهو مهندس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، اقليما يعايش اضطرابات، حيث اطيح بالحكام المستبدين الذين كانوا يرعون السياسات الاميركية والاسرائيلية. ويقول بعض المراقبين ان هذه الاجواء التي يصعب التنبؤ بنتائجها تدفع اسرائيل الى العمل بجدية للتوصل الى سلام في الشرق الاوسط.

وقال اسرائيل حسون، النائب الاسرائيلي الوكيل السابق لرئيس الامن الداخلي الاسرائيلي، ان "النوافذ بدأت تُغلق في مختلف المواقع، وحان الوقت الان لاتخاذ اجراء سريع. ليس متعجلا ولكن سريع على وجه التأكيد. ولقد تأخرت اسرائيل بالفعل حتى الان ثلاث سنوات لوضع مبادرة سلام، وقد حان الوقت للتحرك".

ويعتبر اتساع فراغ السلطة والمتشددون الاسلاميون في شبه جزيرة سيناء المصرية قضية حيوية بالنسبة الى كل من القاهرة واسرائيل. واصبحت الصحراء التي تجاور قطاع غزة اكثر خطرا منذ سقوط مبارك. وظلت اسرائيل تضغط على مصر لاتخاذ اجراءات متشددة على شبكات المتشددين التي تسببت في هجمات الصواريخ والغارات المميتة عبر الحدود.

وقال بنيامين بن اليعاز، النائب الاسرائيلي وزير الدفاع الاسرائيلي السابق: "اعتقد ان معاهدة السلام ستظل سارية المفعول، رغم انها بلا ريب ستكون اكثر برودة. وامل ان يعمل (مرسي) على تمكين الجيش لمواصلة الحوار مع اسرائيل، لان لدينا مصدر قلق مشترك واحد على الاقل يمكن ان يشعل النار في الاقليم، الا وهو سيناء، التي اصبحت ملجأ للارهاب حول العالم من القاعدة و حماس".

وقد احتفلت حركة "حماس" التي تسيطر على الحكم في غزة، بانتخاب مرسي. وللاخوان المسلمين علاقات قوية مع "حماس"، وانتقد مرسي اسرائيل في الاشهر الاخيرة بسبب ما قال انه العنف ضد الفلسطينيين والعناد في وجه التوصل الى اتفاق على قيام دولة فلسطينية. وهذه المشاعر التي تعكس ضيق مصر تجاه اتفاقيتها مع اسرائيل، قد يؤدي بالتالي الى اعادة تقييم السلام او انهياره.

وقال مرسي مشيرا الى اسرائيل: "نحن شعب الـ90 مليونا. ويستحيل على دولة تضم 5 ملايين ان تخيف 90 مليونا".

وقال اليكس فيشمان، المحلل العسكري في مقال نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان مصر لم تتحول الى "دولة عدوة تهدد قادة اسرائيل، غير ان على المؤسسة الاستخباراتية والعسكرية في اسرائيل مع ذلك ان تنظر الى الصديق القديم على انه دولة يجب ان تعاد دراستها، وان تعد نفسها على ضوء ذلك".

عقد دبلوماسيون اميركيون لقاءات مع مسؤولين من الاخوان المسلمين لعدة اشهر. وجرى تفاهم متعاظم بين الجانبين، الا ان طبيعة تكتم الاخوان جعل من الصعب قراءة النوايا الاقليمية لمصر بخلاف المصالح الاقتصادية. هل ستعمل مثلا على مساعدة فصيل الاخوان المسلمين الذي يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد؟ هل ستقلب سنوات سياسة مبارك بالعمل على اعادة العلاقات مع ايران؟

وهاتان المسألتان، وكثير غيرها، تشرح الشرق الاوسط بالتفصيل وستقرر ما اذا كانت مصر ستستعيد نفوذها. ومن المحتمل ان تقلل القاهرة بالتدريج من الانصياع للتوجهات الاميركية، لكن مرسي سيحاط بالجيش المصري الذي يميل كثيرا الى واشنطن".

وقال ميشيل وحيد حنا، الخبير في شؤون الشرق الاوسط الزميل في مؤسسة سنتشري، وهي مؤسسة غير ربحية لتبادل الافكار، ان "اعادة موازنة النظام السياسي ونهضة مصر، سيكون لهما تأثير كبير على الديناميكية السياسية الاقليمية، الا اننا ما زلنا بعيدين كثيرا عن ذلك. فمصر التي تكون اكثر قوة واستقلالا ستمضي على مسار يؤدي الى التوازن والتصادم مع السلطة السعودية".

ويرى النشطاء المصريون ان مرسي لا يتبنى قيم الثورة التي اطاحب بمبارك. لكنه بالنسبة الى الانظمة الملكية الخليجية يمثل واقعا شعبيا اسلاميا خطرا قد يوحي بثورات ويهدد حكمهم في موسم الانتفاضات التي تعم الشرق الاوسط والشمال الافريقي. ويتكهن بعض المراقبين بان تعمد دول الخليج الى تخفيض القروض المحتملة بمليارات الدولارات الى مصر الى ان تهدأ نفوسهم تجاه اسلوب حكم مرسي.

ويعكس انتخاب مرسي، وهو مهندس تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، اقليما يعايش اضطرابات، حيث اطيح بالحكام المستبدين الذين كانوا يرعون السياسات الاميركية والاسرائيلية. ويقول بعض المراقبين ان هذه الاجواء التي يصعب التنبؤ بنتائجها تدفع اسرائيل الى العمل بجدية للتوصل الى سلام في الشرق الاوسط.

وقال اسرائيل حسون، النائب الاسرائيلي الوكيل السابق لرئيس الامن الداخلي الاسرائيلي، ان "النوافذ بدأت تُغلق في مختلف المواقع، وحان الوقت الان لاتخاذ اجراء سريع. ليس متعجلا ولكن سريع على وجه التأكيد. ولقد تأخرت اسرائيل بالفعل حتى الان ثلاث سنوات لوضع مبادرة سلام، وقد حان الوقت للتحرك".

ويعتبر اتساع فراغ السلطة والمتشددون الاسلاميون في شبه جزيرة سيناء المصرية قضية حيوية بالنسبة الى كل من القاهرة واسرائيل. واصبحت الصحراء التي تجاور قطاع غزة اكثر خطرا منذ سقوط مبارك. وظلت اسرائيل تضغط على مصر لاتخاذ اجراءات متشددة على شبكات المتشددين التي تسببت في هجمات الصواريخ والغارات المميتة عبر الحدود.

وقال بنيامين بن اليعاز، النائب الاسرائيلي وزير الدفاع الاسرائيلي السابق: "اعتقد ان معاهدة السلام ستظل سارية المفعول، رغم انها بلا ريب ستكون اكثر برودة. وامل ان يعمل (مرسي) على تمكين الجيش لمواصلة الحوار مع اسرائيل، لان لدينا مصدر قلق مشترك واحد على الاقل يمكن ان يشعل النار في الاقليم، الا وهو سيناء، التي اصبحت ملجأ للارهاب حول العالم من القاعدة و حماس".

وقد احتفلت حركة "حماس" التي تسيطر على الحكم في غزة، بانتخاب مرسي. وللاخوان المسلمين علاقات قوية مع "حماس"، وانتقد مرسي اسرائيل في الاشهر الاخيرة بسبب ما قال انه العنف ضد الفلسطينيين والعناد في وجه التوصل الى اتفاق على قيام دولة فلسطينية. وهذه المشاعر التي تعكس ضيق مصر تجاه اتفاقيتها مع اسرائيل، قد يؤدي بالتالي الى اعادة تقييم السلام او انهياره.

وقال مرسي مشيرا الى اسرائيل: "نحن شعب الـ90 مليونا. ويستحيل على دولة تضم 5 ملايين ان تخيف 90 مليونا".

وقال اليكس فيشمان، المحلل العسكري في مقال نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان مصر لم تتحول الى "دولة عدوة تهدد قادة اسرائيل، غير ان على المؤسسة الاستخباراتية والعسكرية في اسرائيل مع ذلك ان تنظر الى الصديق القديم على انه دولة يجب ان تعاد دراستها، وان تعد نفسها على ضوء ذلك".

عقد دبلوماسيون اميركيون لقاءات مع مسؤولين من الاخوان المسلمين لعدة اشهر. وجرى تفاهم متعاظم بين الجانبين، الا ان طبيعة تكتم الاخوان جعل من الصعب قراءة النوايا الاقليمية لمصر بخلاف المصالح الاقتصادية. هل ستعمل مثلا على مساعدة فصيل الاخوان المسلمين الذي يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد؟ هل ستقلب سنوات سياسة مبارك بالعمل على اعادة العلاقات مع ايران؟

وهاتان المسألتان، وكثير غيرها، تشرح الشرق الاوسط بالتفصيل وستقرر ما اذا كانت مصر ستستعيد نفوذها. ومن المحتمل ان تقلل القاهرة بالتدريج من الانصياع للتوجهات الاميركية، لكن مرسي سيحاط بالجيش المصري الذي يميل كثيرا الى واشنطن.

ان المعركة بشأن مقدار السلطة التي سيتنازل عنها الجيش لمرسي ستحدد لون الاسلم السياسي في مصر وسياستها الخارجية. وسيعتمد الشيء الكثير على مدى براغماتية وصبر مرسي والاخوان المسلمين في الموازنة بين المصالح الدينية والسياسية.

وقال حنا مشيراً الى قبضة الجيش القوية على مصر ان "ديناميكيات القوة الآن لا تحبذ رئيساً مدنياً، خصوصاً عندما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية".

التعليقات