انطلاق الانتخابات المصرية... والنتائج محسومة سلفًا!

يتوجه الناخبون المصريون إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ويخوض السباق الانتخابي وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي.

انطلاق الانتخابات المصرية... والنتائج محسومة سلفًا!

 يتوجه الناخبون المصريون إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء لانتخاب رئيس جديد للبلاد، ويخوض السباق الانتخابي وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي.

في موازاة ذلك، تعالت الأصوات الداعية لمقاطعة الانتخابات لاعتبارها انتخابات صورية محسومة سلفًا وتهدف لتنصيب السيسي رئيسًا "شرعيا للانقلاب". واتخذت السلطات المصرية إجراءات امنية مشددة خلال هذه الانتخابات، كما انتنشر عشرات الآف من أفراد الجيش المصري لتأمين الانتخابات. ويتوقع فوز سهل لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي.

ويحظى السيسي بدعم العديد من كبار رجال الأعمال، فضلا عن مجموعة واسعة من الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الوطني الذي كان يرأسه مبارك.

انتخابات لتثبيت الانقلاب

بدا أنصار السيسي وكأنهم يحتفلون مبكراً بفوز قائد الانقلاب المرتقب. أغانٍ هنا وهناك، تهتف باسم الرئيس المقبل، وإعلانات ودعايات تغرق الشوارع والميادين المصرية. الأمر الذي دعا أحد المواطنين إلى التعليق ساخراً "كوبري صور السيسي... أكتوبر سابقاً"، إذ لا يوجد عمود إضاءة واحد على كوبري أكتوبر، أطول كباري القاهرة، الذي يربطها بمحافظة الجيزة، لم يسلم من صورة السيسي. 

في المقابل، شهدت حملة حمدين صباحي تصدعات واسعة في أعقاب الاستقالات الجماعية الأخيرة لعدة أسباب منها تحالفه مع أعضاء في الحزب الوطني، أو بسبب الشريط المصوّر المنسوب لابنته سلمى، التي تهدد فيه حملة السيسي إذا انسحب والدها من المشهد، إلا أن صباحي وحملته مستمران في "المسرحية"، لأنهما لم يعودا يمتلكان رفاهية الانسحاب من المشهد، بحسب مراقبين.

انعدام الشفافية

ووسط هذه الأجواء، اعتبر المرصد المصري للحقوق والحريات أن "الانتخابات الرئاسية الراهنة في مصر هي بلا ضمانات وتحصل في أجواء غير صحية". وأشار إلى أنها "انتخابات لا تنافسية ولا شفافية فيها، ومن ثم فهي انتخابات غير حاسمة للاضطراب في مصر، الأمر الذي يضعف كثيراً من تأثيرها على المسارين السياسي والديمقراطي".

ودعا المرصد "السلطات المصرية ومختلف القوى السياسية إلى ضرورة العمل الجدي على استعادة الأجواء الديمقراطية السليمة، والضغط من أجل تحسين حالة الحريات والحقوق الإنسانية، والتمسك بالتعددية والتنافسية الحرة أساساً للعملية السياسية".

وطالب برفض كل "أشكال التمييز ودعوات الإقصاء السياسي والمجتمعي، حفاظاً على تماسك الوطن، والسير به إلى مستقبل يستوعب الجميع بلا استثناء".

دعوات للمقاطعة تحظى بشعبية متصاعدة

تحظى دعوات مقاطعة الانتخابات "المسرحية" بتأييد متزايد وباتت تمثل الطريق الثالث لشريحة واسعة لمن يرفضون الانقلاب.

وقالت صحيفة "المصري اليوم إن «مقاطع» هي إجابة ثالثة لا يفضلها كثيرون، معتبرين إياها نوعا من السلبية بينما يراها مريدوها الإجابة الأمثل على سؤال لا يتحمل أكثر من إجابتين، خاصة مع الحث المستمر من معظم وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة على المشاركة في الانتخابات.

وعلى خلاف الانتخابات الرئاسية السابقة التي شملت 13 مرشحًا، وانتخابات 2005 التي شملت 10 مرشحين، مصر الآن تنتظر رئيس جديد ينحصر بين اسمين لا ثالث لهما، بينما تشهد أروقة القضاء الإداري دعوى رقم 53542 تطالب بإلزام اللجنة المشرفة على الانتخابات بإدراج خانة للمقاطعين باستمارة التصويت.

وأعلنت حركة 6 أبريل مقاطعتها الانتخابات الرئاسية بشكل نهائي ورسمي، وعدم التصويت لأي من المرشحين. وقالت في بيان سابق، إن «الانتخابات تحولت في نظرنا لتمهيد لقدوم ديكتاتور»، مؤكدة أنها «لا تستطيع المشاركة في تلك المسرحية».

ورفضت الحركة في بيان مقاطعتها المرحلة الانتقالية برمتها، مؤكدة أن الهدف من تلك المرحلة هو «التمهيد لمرشح المؤسسة العسكرية لتولي منصب الرئاسة». ورغم قراراها المقاطعة إلا أن الحركة أوضحت أن ذلك القرار لا علاقة له بحمدين صباحي، لكنها تعترض على مسار الانتخابات بشكل عام.

وأعلنت مجموعة وصفت نفسها بأنها «مجموعة من شباب ثورة يناير المخلصين لمبادئها وأفكارها، والمستقلين عن جميع الحركات السياسية المتناحرة بالساحة» تأسيسها لحركة «مقاطعة» لدعوة الشعب إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتعمل الحركة على جمع توقيعات شعبية على بيان بالمقاطعة ورفض التصويت لأي من المرشحين، واصفة الانتخابات بـ«مسرحية تنصيب عبد الفتاح السيسي».

وأعلنت الحركة عدم اعترافها بإجراءات الانتخابات وما يترتب عليها من نتائج وقرارات.

التعليقات