14 مليار دولار: حجم الاتفاقيات المتوقعة بين الصين ومصر

بدأ الرّئيس الصّينيّ، شي جينبينغ، الخميس، مباحثات مع نظيره المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، في القاهرة التي وصلها الأربعاء، في ثاني محطّة في جولته الإقليميّة غير المسبوقة، التي تهدف إلى تعزيز الحضور الاقتصاديّ الصينيّ في الشّرق الأوسط.

14 مليار دولار: حجم الاتفاقيات المتوقعة بين الصين ومصر

بدأ الرّئيس الصّينيّ، شي جينبينغ، الخميس، مباحثات مع نظيره المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي، في القاهرة التي وصلها الأربعاء، في ثاني محطّة في جولته الإقليميّة غير المسبوقة، التي تهدف إلى تعزيز الحضور الاقتصاديّ للعملاق الآسيويّ في الشّرق الأوسط.

وتتطلّع القاهرة إلى توقيع اتفاقيّات استثمار مع الجانب الصّينيّ في مختلف مجالات الاقتصاد، ما يمكن أن يعطي أيضًا دفعة للاقتصاد المصريّ المتداعي، منذ الإطاحة بالرّئيس المصريّ الأسبق، محمد حسني مبارك.

ووصل الرّئيس الصّينيّ إلى القاهرة آتيًا من السّعوديّة التي زارها ليومين، في جولة أولى له في الشّرق الأوسط، يختتمها في إيران. وهي الزّيارة الأولى لرئيس صينيّ إلى مصر منذ 12 عامًا.

وزار السّيسي الصّين مرّتين منذ تولّيه الحكم في حزيران/يونيو 2014.

وبدأ الرّئيسان المصريّ والصّينيّ، صباح الخميس، جولة مباحثات ثنائيّة في قصر القبّة الرّئاسيّ في القاهرة.

وأطلقت المدفعيّة 21 طلقةً ترحيبًا بوصول الرّئيس الصّينيّ، واستعرض الرّئيسان حرس الشّرف ثم عزف النّشيدان الوطنيّان الصّينيّ والمصريّ، حسب ما أوضح البثّ المباشر لقناة النيل للأخبار الرّسميّة.

وتتركّز المباحثات بين الرّئيسين على الملفّ الاقتصاديّ، بحسب ما أشارت تقارير في الصّحف المصريّة.

ومن المنتظر أن يعقد الرّئيسان مؤتمرًا صحافيًّا بعد ظهر الخميس.

ومساء الأربعاء، أقام السيسي مأدبة عشاء لنظيره الصّينيّ، في قصر عابدين التّاريخيّ، وسط القاهرة أعقبه حفل موسيقيّ.

والتقى الرّئيس الصّينيّ أيضًا رئيس الوزراء المصريّ، شريف إسماعيل، وعددًا من وزراء حكومته.

اتفاقيّات بـ14 مليار دولار

وتأمل القاهرة أن تشكّل الاتفاقيّات المتوقّع توقيعها مع الجانب الصّينيّ، حافزًا للاقتصاد المصريّ المتداعي.

وتأثّر الاقتصاد المصريّ بفعل الاضطرابات السّياسيّة المتلاحقة منذ الإطاحة بمبارك في شباط/فبراير 2011، بعد تراجع الاستثمار الأجنبي وانحسار عائدات السّياحة.

وتعرّض قطاع السّياحة، العمود الفقريّ للاقتصاد، لضربة قوية إثر سقوط طائرة روسيّة ومقتل 224 شخصًا كانوا على متنها في اليوم الأخير من شهر تشرين الأوّل/أكتوبر الفائت فوق سيناء، وهو الهجوم الذي تبّنى تنظيم الدّولة الإسلاميّة (داعش) تنفيذه وأكّدت موسكو أنّه تم بقنبلة.

وأفادت صحيفة 'الأهرام' المصريّة المملوكة للدولة، في عددها الخميس، أنّ 'قيمة الاتفاقيّات التي سيتمّ توقيعها بين الرّئيسين تقدّر بنحو 14 مليار دولار'.

وأشارت إلى أنّ الرّئيسين سيشهدان على توقيع 21 اتّفاقيّة ومذكّرة تفاهم في مجالات الكهرباء، النّقل والتّجارة، الزّراعة والصّناعة، الإسكان والطّيران المدنيّ، التّعاون الثّقافيّ والاقتصاديّ والتكنولوجيا.

وذكر تقرير في صحيفة 'الأهرام' أنّ حجم الميزان التّجاريّ بين مصر والصّين بلغ 11 مليار دولار بنهاية عام 2014، تشكّل الصّادرات الصّينيّة لمصر القسم الأكبر منها.

وتعمل 1152 شركة صينيّة في مصر باستثمارات قدرها 506 ملايين دولار، بحسب ما نقلت وكالة 'أنباء الشّرق الأوسط' الرّسميّة عن وزير الاستثمار المصريّ محمد محي الدين. و68% من هذه الاستثمارات في القطاع الصّناعيّ.

في الوقت ذاته، يشهد الاقتصاد الصّينيّ تباطؤا يثير قلقًا في العالم على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

بكين تدعم دور مصر

وفي مقال نشر له في صحيفة 'الأهرام' الصّادرة يوم الثلاثاء، قال الرّئيس الصّينيّ إنّ بلاده تدعم 'الدّور الفاعل والفعّال لمصر في الشّؤون الإقليميّة والدّوليّة'.

وقال شي إنّ 'الجانب الصّينيّ يدعم حقّ الشّعب المصريّ في تقرير مصير البلاد بإرادته الحرّة، ويدعم جهود الحكومة المصريّة في استعادة الاستقرار الاجتماعيّ والنموّ الاقتصاديّ'.

وأضاف 'العلاقات الصّينيّة المصريّة نقطة الانطلاق للعلاقات الصّينيّة العربيّة وتعكس مستواها وحرارتها لكون مصر أوّل دولة عربيّة أقامت العلاقات الدّبلوماسيّة مع الصّين'، منذ 60 عامًا.

وأشار شي إلى أنّ بكين ستنظر إلى العلاقات مع مصر 'وتطوّرها من الزّاوية الاستراتيجيّة وطويلة الأمد'.

ومن المقرّر أن يزور الرّئيس الصّينيّ البرلمان المصريّ كما سيلقي خطابا في مقرّ الجامعة العربيّة.

وسيحضر الرّئيسان المصريّ والصّينيّ احتفالاً بمرور 60 عامًا على بدء العلاقات الدّبلوماسيّة بين البلدين في مدينة الأقصر الأثريّة الشّهيرة جنوب البلاد.

وقبل أن يحطّ رحاله في القاهرة، دشّن الرّئيس الصّينيّ برفقة العاهل السّعوديّ الملك سلمان بن عبد العزيز الأربعاء مشروعًا مشتركًا للتكرير النفطيّ على البحر الأحمر.

وتعتمد بكين على الشّرق الأوسط في القسم الأكبر من وارداتها النّفطيّة. وإن كانت لا تتدخّل عادة في التّوتّرات والنّزاعات في المنطقة بشكل مباشر، إلاّ أنّها وقفت مثلا إلى جانب موسكو في مجلس الأمن الدّوليّ في رفض إصدار قرارات تدين النّظام السّوريّ في الحرب السّوريّة المستمرّة منذ حوالي خمس سنوات.

 

التعليقات