البابا وتواضروس يوقعان اتفاقا ينهي خلافا دام 16 قرنا

الاتفاق يقضي باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى حيث كانت الكنيسة المصرية لا تعترف بمعمودية الكنائس الأخرى وتلزم المسيحي الذي يتحول إليها من أي كنيسة أخرى بإعادة التعميد وفقا لطقوسها

البابا وتواضروس يوقعان اتفاقا ينهي خلافا دام 16 قرنا

(أ ف ب)

وقّع بابا الفاتيكان، فرنسيس الأول، خلال زيارته للكنيسة القبطية، ضمن برنامج زيارته الأولى إلى مصر، مساء أمس الجمعة، مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثاني، اتفاقا يتألف من 12 بندا، أنهى فيه خلافا دام 16 قرنا من الزمان، يتضمن 'عدم إعادة سر المعمودية الذي تمَّ منحه ‏في كلٍّ من الكنيستين لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى'، الأمر الذي لاقى معارضة شديدة لدى أتباع الكنيسة القبطية، كما لاقى بعد ردود الفعل الإيجابية، على شبكات التواصل الاجتماعي.

(أ ف ب)

وتعتبر المعمودية أحد الأسرار الـ7 للكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، وتمثل طقس دخول الإنسان للمسيحية. وتعد اقتداء بمعمودية المسيح في نهر الأردن، ويتمثل طقسها في أن الآباء الكهنة يغطسون الأطفال 3 مرات داخل إناء ممتلئ بالماء مرددين باسم 'الأب والابن والروح القدس'، يأتي ذلك بعد تلاوة الصلوات الخاصة بالمعمودية وهي 'تقديس الماء، صلاة الشكر، قانون الإيمان، صلاة تطهير الأم'، ثم 'الرشم بزيت الميرون المقدس'.

ويقضى الاتفاق باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى، حيث كانت الكنيسة المصرية لا تعترف بمعمودية الكنائس الأخرى، وتلزم المسيحي الذي يتحول إليها من أي كنيسة أخرى بإعادة التعميد وفقا لطقوسها.

ويعد هذا الاتفاق خطوة غير مسبوقة بين الكنيسة الكاثوليكية في روما، وكنيسة الإسكندرية القبطية الأرثوذكسية منذ انشقاق الثانية في القرن الخامس، خلال فعاليات المجمع المسكوني في مدينة خلقدونية، عام 451 م.

يشار إلى أن المجمع المسكوني هو مجموعة من اللقاءات الكبيرة التي جمعت رؤساء وأساقفة الكنائس  المسيحية حول العالم، لبحث 'المشاكل التي تطرأ على الإيمان المسيحي من البدع'. بدأ أول مجمع مسكوني في مدينة نيقية عام 325م، بحضور 318 أسقفاً.

ويضم المجمع المسكوني 7 لقاءات، تعترف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأول 3 منها، ولا تعترف بالبقية التي عقدت بعد انشقاقها.

يشار إلى أن الاتفاق بين البابا تواضروس والبابا فرنسيس على عدم إعادة المعمودية لمن تعمد بإحدى الكنيستين ويريد الانضمام لأخرى، لاقى معارضة شديدة على الشبكات الاجتماعية من أتباع الكنيسة القبطية.

وبعض الذين هاجموا الاتفاق ذكروا بالبابا شنودة الراحل شنودة الثالث، باعتباره 'حامي إيمان الكنيسة الأرثوذكسية'.

وذكر الاتفاق الموقع في أحد بنوده أنه 'يمثّل البيان المشترك، الذي تم توقيعه يوم 10 أيار/مايو 1973، حجر الزاوية لمسيرتنا المسكونيّة، وقد شكّل نقطة الانطلاق لإنشاء لجنة الحوار اللاهوتي بين كنيستينا، التي أعطت العديد من النتائج المثمرة، وفتحت الطريق أمام حوار أوسع بين الكنيسة الكاثوليكيّة وكل أسرة الكنائس الأرثوذكسيّة الشرقيّة'.

الهجوم الشديد على البابا تواضروس جعل صفحة 'سكرتارية المجمع المقدس' للكنيسة القبطية الأرثوذكسية على فيسبوك تصدر بياناً توضيحياً قبل 24 ساعة من زيارة البابا فرنسيس حول النص المزمع التوقيع عليه.

وذكرت عبارة 'نسعى جاهدين بضمير صالح نحو عدم إعادة سر المعمودية الممارس في كنيستينا للشخص الذي يريد الانضمام للكنيسة الأخرى حسب تعاليم الكتاب المقدس وإيمان المجامع المسكونية الثلاثة في نيقية والقسطنطينية وأفسس'.

وكان موقع إذاعة الفاتيكان الناطق بالعربية قد نشر نص الاتفاق الموقع، وقالت 'إننا نعلن، وبشكل متبادل، بأننا قررنا عدم إعادة سر المعمودية الذي تمَّ منحه ‏في كلٍّ من كنيستينا لأي شخص يريد الانضمام للكنيسة الأخرى'، أي أن الأمر أصبح قراراً بالفعل.

ونقل موقع 'هاف بوست عربي'، عن الأنبا مرقس أسقف مدينة شبرا الخيمة، قوله إنه 'لم يتم الاتفاق على عدم إعادة المعمودية بين الكنيستين'، مضيفاً 'إنما نسعى لذلك، أي أن الأمر مازال محل دراسة'، وتابع: 'للأسف من يتكلم لم يقرأ، ولم يدرس البيان، ولم يقرأ بعد'.

في المقابل، لاقى الاتفاق الموقع بين الكنيستين بعض ردود الفعل الإيجابية على الشبكات الاجتماعية.

إلى ذلك، جاء أن 'عدم إعادة المعمودية' ليست الخطوة الوحيدة التي تسعى الكنيستان خلالها للتقارب بعد قطيعة دامت من منتصف القرن الخامس الميلادي، بل أعلنتا في ذات الاتفاق عن السعي لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة.

وجاء في بيان مشترك 'لنعمِّق جذورنا المشتركة في إيماننا الرسوليّ الأوحد عبر الصلاة المشتركة، باحثين عن ترجمات مشتركة للصلاة الربانية، ومن خلال التوصل إلى تاريخ موحّد لعيد القيامة'.

 

التعليقات