اعتقالات واسعة تسبق "مليونية الجمعة" والتحضير لمظاهرات داعمة للسيسي

تواصل الأجهزة الأمنية المصرية شن حملات اعتقالات واسعة في مختلف محافظات الجمهورية وفرض تشديدات على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في إجراء وقائي يسبق "مليونية الجمعة" واعتصامات الميادين يوم الجمعة المقبل، فيما أصدرت العديد من شركات الدولة تعلميات للموظفين والعمال.

اعتقالات واسعة تسبق

(أ.ب.)

تواصل الأجهزة الأمنية المصرية شن حملات اعتقالات واسعة في مختلف محافظات الجمهورية وفرض تشديدات على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في إجراء وقائي يسبق "مليونية الجمعة" واعتصامات الميادين يوم الجمعة المقبل، فيما أصدرت العديد من شركات الدولة تعلميات للموظفين والعمال بالخروج إلى مظاهرات داعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وطالت حملة الاعتقالات التي تشنها الأجهزة الأمنية المائت من الناشطين السياسيين، والقيادات الحزبية والنقابية، والقوى المعارضة، تزامنا مع دعوات النزول إلى الشوارع والميادين العامة في مليونية حاشدة، للمطالبة بإسقاط نظام السيسي.

وشنت قوات الأمن حملات على الفنادق والشقق السكنية المفروشة في القاهرة، في إطار توسيع دائرة الاشتباه السياسي.

وشهدت محافظات القاهرة الكبرى إجراءات أمنية غير مسبوقة، لا سيما في محيط ميدان التحرير، إذ انتشرت العشرات من مدرعات الأمن المركزي على مداخل الميدان، خصوصاً من ناحية شارع طلعت حرب، إضافة إلى عديد من التمركزات الأمنية لتأمين المتحف المصري، وميدان عبد المنعم رياض، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو".

كما شهدت نقابتا المحامين والصحافيين في القاهرة إجراءات أمنية مشددة، من خلال نشر كثير من المدرعات في محيط كل نقابة، الأمر الذي تسبب في حالة من الازدحام المروري بكافة شوارع وسط القاهرة، وشعور الأهالي بسخط عام إزاء التشديدات الأمنية.

في موازاة ذلك، فرضت قوات الأمن حصارا مشددا في محيط الجامعات، بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، خاصة جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس وحلوان. وطلب رؤساء الجامعات من الأمن الإداري التابع لها "زيادة إجراءات التفتيش، ومنع دخول أي شخص لا يدرس بالجامعة، ومنع أي مظاهرات احتجاجية داخل حرم الجامعة إلا بتصريح مسبق".

من جانبها، دانت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (منظمة مجتمع مدني)، حملات القبض العشوائي، والاعتقالات التي طاولت المتظاهرين في محافظات عدة، مطالبة بالإفراج الفوري، وغير المشروط، عن جميع المحتجزين، بعدما حملت الحكومة المصرية المسؤولية كاملة عن سلامتهم البدنية، وكرامتهم الإنسانية.

إلى ذلك، أفاد ناشطون عماليون بأن زملاءهم في عدد من شركات الدولة التي تسمى "شركات قطاع الأعمال العام"، تلقوا تعليمات بالخروج يوم الجمعة القادم للتظاهر دعما للرئيس السيسي.

وبحسب المصادر اختيرت منطقة رابعة العدوية -وهي المكان المختار لأنصار الرئيس الراحل محمد مرسي للتظاهر إبان أحداث انقلاب 2013-مكانا لتلك المسيرة العمالية المؤيدة للسيسي، مقابل الحصول على وجبة غذائية ويومين إجازة إضافيين للعمال المتظاهرين.

وفسر مراقبون اختيار هذا المكان بأنه مكيدة لأنصار الرئيس الراحل، وقطع الطريق عليهم للتظاهر في هذا المكان الحساس المحاط بعدد من المنشآت العسكرية، وذلك بعد أن تظاهر العشرات يوم الجمعة الماضي ضد السيسي في ذلك الميدان ضمن مظاهرات عمت أرجاء مصر للمرة الأولى منذ سنوات. ودخل بعض المتظاهرين مسجد رابعة العدوية المغلق منذ حرقه منتصف عام 2013، ورفع الأذان فيه.

 

التعليقات