أثار حكم قضائي في مصر، ببراءة 3 متهمين بـ"تعرية" مُسنة مسيحية معروفة باسم "سيدة الكرم"، موجة غضب وانتقادات واسعة بين الناشطين على مواقع التواصل والإعلاميين ومنظمات حقوقية.
والخميس، أصدرت محكمة جنايات المنيا، حكما ببراءة 3 متهمين بـ"تعرية" سيدة تُدعى سعاد ثابت (70 عاما)، أثناء وقوع اشتباكات طائفية في قرية الكرم بمحافظة المنيا، وسط البلاد.
صوت المظلوم يصرخ الى السماء فتكون العداله من السماء #سيده_الكرم pic.twitter.com/YhVjEPH204
— Matta Moner (@MonerMatta) December 18, 2020
وجاء الحكم، بعد نحو عام على صدور حكم غيابي ضد المتهمين الثلاثة، بالسجن 10 سنوات، في كانون ثان/ يناير الماضي.
وعقب الحكم ببراءة المتهمين، ثارت موجة غضب واسعة داخل الأوساط المسيحية والإعلامية والسياسية بمصر، بلغ أصداؤها حد مطالبة بعض النشطاء الأقباط بـ"تدويل القضية".
وفيما يبدو أنها استجابة لحالة الغضب، أعلنت النيابة المصرية، في وقت سابق الجمعة، اعتزامها الطعن على أحكام براءة المتهمين الثلاثة، في القضية.
ووفق بيان للنيابة، أمر المستشار النائب العام، حمادة الصاوي، بدراسة الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة، فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه وحيثياته.
#سيده_الكرم
— Ňö Ńamê♥️ (@NoName42840768) December 18, 2020
لا تبكى يا امى إن ظلمك قاضى الأرض فقاضى السماء لا يظلم عنده أحدا حقك عند ربنا ...
القضيه مش قضيه مسلم ومسيحي القضيه قضيه ظالم ومظلوم والناس المتخصصة فى إشعال الفتن ربنا يهديهم نجيب حقها افضل بكتير من التعبيرات الغبيه بتاعتكو pic.twitter.com/pJBCI2oOKV
وبث مغردون عبر مواقع التواصل، تسجيلا صوتيا للسيدة بعد حكم البراءة تقول فيه: "عايزة حقي وحق عيالي، عشت ألم وعذاب 4 سنين، حقي عند ربنا، خلاص مش عايزة حاجة من الدنيا".
ونشر رجل الأعمال المصري المسيحي نجيب ساويرس، عبر تويتر، صورة للسيدة قائلا: "أهم من الحكم اللي يزعل ده (يثير الغضب) هو حيثياته. ربنا هياخد (سيأخذ) لك حقك!".
من جانبه علق عضو مجلس نقابة الصحفيين، محمد سعد عبدالحفيظ، عبر فيسبوك بقوله: "براءة المتهمين الثلاثة بتعرية (سيدة الكرم) إحنا آسفين يا ست سعاد.. دولة العدل والقانون غائبة".
كما قدم الإعلامي المصري المقرب من السلطات محمد الباز، اعتذارا للمسنة عبر حسابه على فيسبوك، بقوله: "إلى سيدة الكرم التي لم ينصفها القانون الأعمى.. حقك على رأسنا جميعًا".
أما الإعلامي المصري حمدي رزق، فقال خلال برنامجه "نظرة" على فضائية "صدى البلد" المحلية (خاصة)، مساء الخميس: "لا يمكن تصور أن يتم تجريد سيدة من ملابسها دون أن يتحرك أحد.. حقك علي يا أمي، ولو قابلتك سأقبل يديك ورجليك حتى تصفحي".
فيما قال الإعلامي المصري محمد الدسوقي رشدي، في برنامجه "قصر الكلام" على فضائية "النهار" المحلية (خاصة): "الواحد لو كان ينفع يطلع على الهواء وهو لابس طرحة (في إشارة للمهانة) كنت عملت كده".
من جهتها، حذرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، من تداعيات عدم إدانة المتورطين في هذه الاعتداءات الطائفية، وترسيخ مفهوم غياب العدالة والتمييز بين المواطنين على أساس الدين.
#سيدة_الكرم حقك مش هيضيع وكرامتك من كرامة كل مصري حر #سيدة_الكرم حقك علي رأسنا ياأمي pic.twitter.com/xLp1aVio9a
— Adel Youssef (@GC6aUbbFcwOLth2) December 18, 2020
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان، إن "تلك الأحكام القضائية تشجع على تكرار هذه الاعتداءات الطائفية، إضافة إلى ما تمثله من رسالة للتساهل مع وقائع العنف ضد المرأة بشكل عام".
وتعود أحداث القضية إلى عام 2016، عندما وقعت اشتباكات طائفية دامية بين مسيحيين ومسلمين في قرية الكرم بمحافظة المنيا، على خلفية تردد شائعة بعلاقة عاطفية بين سيدة مسلمة وشاب مسيحي.
وبين الفينة والأخرى، تندلع حوادث عنف بين مسيحيين ومسلمين بمصر لعدة أسباب، أبرزها ممارسة طقوس دينية في كنائس بلا ترخيص قانوني، وإقامة علاقات عاطفية، ومعاملات تجارية.
اقرأ/ي أيضًا | مصر: انفجاران يقتلان ثلاثة من عناصر الأمن في سيناء
التعليقات