لافروف يبدأ جولة أفريقية من القاهرة لمواجهة عزلة بلاده

جولة لافروف تشمل أيضا إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ولافروف بامتناع الدول الأفريقية عن الانضمام إلى عقوبات الغرب على روسيا. وبدأت روسيا، الأسبوع الماضي، بناء محطة طاقة من أربعة مفاعلات في مصر

لافروف يبدأ جولة أفريقية من القاهرة لمواجهة عزلة بلاده

لافروف وشكري وأبو الغيط في موسكو، نيسان/أبريل الماضي (Getty Images)

بدأ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأحد، جولة أفريقية من القاهرة في إطار سعي بلاده إلى وضع حد للعزلة الدبلوماسية والعقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب غزوها لأوكرانيا.

ووصل لافروف إلى القاهرة، مساء أمس. وستشمل جولته الأفريقية زيارة إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بحسب قناة "روسيا اليوم" الحكومية.

وقالت الخارجية المصرية إن الوزير سامح شكري أجرى محادثات مع لافروف، صباح اليوم. ومن المقرر أن يلتقي لافروف في وقت لاحق من اليوم مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. كما سيتحدث إلى المندوبين الدائمين في جامعة الدول العربية.

وأثّرت الحرب الروسية في أوكرانيا بشكل كبير جدا على الاقتصاد العالمي، حيث تسببت بارتفاع أسعار النفط والغاز إلى مستويات غير مسبوقة.

وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر مصدري القمح والذرة وزيت دوار الشمس في العالم، لكن الغزو الروسي للبلاد والحصار البحري لموانئها أوقف الشحنات. ويتم نقل بعض الحبوب الأوكرانية عبر أوروبا، عن طريق السكك الحديد والطرق البرية والنهرية، لكن في ظل ارتفاع كبير لتكاليف النقل.

كما عطلت الحرب شحنات المنتجات الروسية، إذ لا ترغب شركات الشحن والتأمين في الصدام مع العقوبات الغربية المفروضة على البلاد.

والبلدان الافريقية من بين أكثر البلدان تضررا من تداعيات الحرب، حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل كبير، وتم توجيه مساعدات بمليارات الدولارات لدعم أولئك الذين فروا من الحرب في أوروبا. وأدى ذلك إلى معاناة ملايين الأشخاص في مناطق الصراعات في أفريقيا والشرق الأوسط من تفاقم النقص المتزايد في المواد الغذائية والمساعدات الأخرى.

ورفض لافروف، في مقال نشر على موقع وزارة الخارجية الروسية، اتهامات الغرب بأن روسيا مسؤولة عن أزمة الغذاء العالمية، ووصفها بأنها "محاولة أخرى لإلقاء اللوم على الآخرين". وسعيا إلى حشد الدول الأفريقية إلى جانب بلاده، أشاد لافروف بما أسماه "المسار المستقل" الذي سلكته هذه الدول عندما امتنعت عن الانضمام إلى الغرب في معاقبة روسيا.

وكتب في المقال، الذي نشر أيضا في أربع صحف أفريقية، أنه "نعلم أن الزملاء الأفارقة لا يوافقون على المحاولات المفضوحة للولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تدور في فلكها ليكون لهم اليد الطولى، ولفرض نظام عالمي أحادي القطب على المجتمع الدولي".

وتأتي اجتماعات لافروف مع المسؤولين المصريين والمبعوثين العرب في القاهرة، بعد من أسبوع من زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الشرق الأوسط. والتقى بايدن قادة إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قبل عقد قمة مع قادة دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق في السعودية.

ورفضت مصر، أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، الانحياز إلى أي طرف منذ بدء الحرب في أوكرانيا، في شباط/فبراير، إذ تحافظ على علاقات وثيقة مع كل من موسكو والغرب. ومصر من بين أكبر الدول المستوردة للقمح في العالم، والذي يأتي معظمه من روسيا وأوكرانيا.

وعزز الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، علاقة شخصية وثيقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وتأتي زيارة لافروف إلى القاهرة في الوقت الذي بدأت فيه شركة "روساتوم" الروسية للطاقة الذرية المملوكة للدولة، الأسبوع الماضي، بناء محطة طاقة من أربعة مفاعلات تقوم بتشييدها في مصر.

التعليقات