مصر: علاء عبد الفتاح يخضع "لإجراءات طبيّة" وخشية من "تغذيته قسريًّا"

ذكرت سيف أن سلطات السجن رفضت أن تتسلم منها أي رسالة، سواء التي "كتبتها لعلاء أو للنيابة". وتساءلت مستنكرة: "ما معنى ذلك، وكيف لا يتم إخطار العائلة والمحامين؟".

مصر: علاء عبد الفتاح يخضع

المعتقل علاء عبد الفتاح (Getty Images)

أكدت عائلة المعتقل علاء عبد الفتاح، سجين الرأي في مصر، اليوم الخميس، أن سلطات السجن قالت لها إنه يخضع "لإجراءات طبية"، بعدما امتنع عن تناول أي مأكولات أو مشروبات منذ الأحد الماضي، للمطالبة بإطلاق سراحه.

وكتبت شقيقة عبد الفتاح، منى سيف عبر "تويتر" أن والدتها ذهبت صباح اليوم، ولليوم الرابع على التوالي، إلى سجن وادي النطرون الذي يبعد 100 كيلومتر شمال القاهرة، حيث أُودع ابنها، وقالت لها سلطات السجن إن "علاء اتُّخذت معه إجراءات طبية، بعِلم جهات قانونية".

وباستثناء هذه الكلمات المقتضبة، لم تحصل أسرة عبد الفتاح على أي معلومات عنه طوال الأيام الأخيرة.

شقيقة عبد الفتاح، منى سيف (Getty Images)

وأضافت سيف أن سلطات السجن رفضت أن تتسلم منها أي رسالة، سواء التي "كتبتها لعلاء أو للنيابة". وتساءلت مستنكرة: "ما معنى ذلك، وكيف لا يتم إخطار العائلة والمحامين؟".

وقالت إنه "ينبغي أن تتمكن والدتنا من أن تراه، أو مندوب من السفارة البريطانية، لكي نعرف ما هي حالته الصحية الفعلية".

مخاوف من تغذيته قسريًّا

ومنذ أن امتنع علاء عن الطعام والشراب، الأحد الماضي، بالتزامن مع افتتاح مؤتمر المناخ، تذهب والدته ليلى سويف يوميا إلى السجن، حيث تمكث ما بين ثماني و10 ساعات في محاولة للاطمئنان عليه من دون جدوى.

ويقول مؤسس المبادرة المصرية للحقوق الفردية، أكبر منظمة حقوقية مصرية، إن "هذا معناه أنه يتم تغذيته قسريا".

وكانت الكاتبة الروائية أهداف سويف، خالة علاء عبد الفتاح، قد أعربت في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" قبل يومين، عن مخاوفها من أن يتم التدخل طبيا لتغذية نجل شقيقتها قسريا، من دون وجود أطباء متخصصين، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية.

وطالبت سويف بنقله إلى "مشفى القصر العيني" الجامعي في القاهرة، ليكون تحت رعاية أطباء مدنيين موثوقين، مشيرة إلى أن مشفى السجن ليست مجهزة للتعامل مع شخص ظلَّ لسبعة أشهر يتناول 100 سعرة حرارية فقط يوميا، وهو ما فعله علاء عبد الفتاح.

وباتت أسرة علاء تخشى من أن تستهدف السلطات المصرية مرة أخرى شقيقته سناء سيف الموجودة في شرم الشيخ للضغط من أجل إطلاق سراحه. وقد ذكرت أنها تتعرض لحملة "مرعبة" بعد أن عقدت مؤتمرا صحافيا أثار ردود فعل واسعة، الإثنين الماضي، وبعد أن تصاعد الضغط الدولي على السلطات المصرية للإفراج عن عبد الفتاح.

وكتبت سيف، التي سُجنت ثلاث مرات بعد ثورة 2011 التي أسقطت الرئيس الأسبق، حسني مبارك، عبر صفحتها في "فيسبوك"، صباح اليوم: "في الوقت اللي أخويا فيه ما نعرفش هو فين وعايش ولا لأ، فيه (هناك) حملة تكسير عظام ممنهجة مرعبة ضدي".

ونشرت سيف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معلومات عن بلاغ قدمه محام مصري إلى النائب العام، يتهمها فيه بالتعاون مع جهات أجنبية ضد مصالح مصر.

تعبئة مستمرّة في مؤتمر المناخ للإفراج عن السجناء السياسيين

وفي هذه الأثناء، تستمر التعبئة في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، للمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين في مصر، والذين تقدِّر المنظمات الحقوقية عددهم بستين ألفا.

من التظاهرة في شرم الشيخ (Getty Images)

وصباح اليوم، تجمّع مئات الناشظين في مؤتمر المناخ وهم يهتفون "أطلقوا سراح علاء" و"أطلقوا سراحهم جميعا"، في إشارة إلى السجناء السياسيين.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بعدة لغات "أنت لم تُهزَم بعد"، وهو عنوان النسخة الإنجليزية من كتاب علاء عبد الفتاح الذي نُشر وهو داخل السجن.

وتحت ضغط المجتمع المدني، والخطر الذي يواجهه علاء عبد الفتاح، طالب أكثر من مسؤول دولي من بينهم المستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بإطلاق سراح عبد الفتاح. ولكن حتى الآن لا يبدو أن هذه النداءات الدولية تلقى استجابة.

التعليقات