الروايات الشفويّة والصور الفوتوغرافية والوثائق كمصادر لتاريخ النكبة

ناقشتْ الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر "سبعون عاما على نكبة فلسطين" والمنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يستضيفه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي انطلقت أعماله صباح اليوم السبت، ومن المُقرّر أن تستمر فعالياته حتى مساء يوم الإثنين المقبل، الوثائق

الروايات الشفويّة والصور الفوتوغرافية والوثائق كمصادر لتاريخ النكبة

من الجلسة (عرب 48)

ناقشتْ الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر "سبعون عاما على نكبة فلسطين" والمنعقد في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يستضيفه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي انطلقت أعماله صباح اليوم السبت، ومن المُقرّر أن تستمر فعالياته حتى مساء يوم الإثنين المقبل، الوثائق والصور والتاريخ الشفوي كمصادر لكتابة تاريخ النكبة.

تولّى إدارة الجلسة الأستاذ خالد زيادة، وركّزت الجلسة في محاورها؛ على الصور في تأطير مشاهد النكبة، من خلال مداخلة قدمها الدكتور توم ريكس، بعنوان "النكبة الفلسطينية.. السيرة الذاتية وممارسات التاريخ الشفوي".

فيما ناقشت في محورها الثاني الذي قدّمه بلال شلش، التاريخ بنصوص المهزومين، بينما استعرض الأستاذ عصام نصار، في مداخلته الصور الفوتوغرافية وإشكاليات إغفالها في تاريخ النكبة.

وانطلق الدكتور ريكس، وهو باحث مستقل في التاريخ الاجتماعي والثقافي للشرق الأوسط، في مداخلته بالشرح عن النكبة الفلسطينية والقدس، حيث سلط الضوء على التاريخ الشفوي للتحقيق من الذكريات الصادقة بين الأعوام ١٩٤٧ إلى ١٩٤٩.

واستعرض ذكريات الأحداث التاريخية في فلسطين أثناء الانتداب البريطاني، التي أدت إلى طرد جماعي وتشريد وتهجير لنحو ٧٥٠ ألف فلسطيني وقتلهم وإبعادهم، مع التركيز خاصة على ذكريات الفتيان والفتيات الفلسطينيين في المدارس الابتدائية والثانوية الفلسطينية والبريطانية والمدارس التبشيرية الأجنبية بالقدس القديمة.

وخلافا لعديد من المؤرخين العرب، بحث ريكس في ورقته ماضي الشهود المدون في سيرهم الذاتية المطبوعة، إضافة إلى رواياتهم الشفوية بوصفهم شهود عيان للنكبة في العصر الحديث.

أما أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ولاية اليوني الأميركية، عصام نصار، تناول في مداخلته موضوع الصور الفوتوغرافية واستخدامها في دراسة النكبة وإشكاليات إغفالها بالبحث.

وتطرَّق نصار في مداخلته إلى إمكانية استخدام الصور مصدرا في دراسة تاريخ النكبة، من خلال اعتبارها مصدرا أساسيا لتشكيل المخيلة التاريخية لتلك الحقبة.

ولفت إلى أن ذلك يستند إلى حد ما إلى الصور العربية القليلة التي التقطت آنذاك، وتقارنها بالصور التي أنتجها مصورون من الحركة الصهيونية، فضلا عما أنتجه مصورون أجانب.

ويرى أن ذلك يعتمد بالأساس على نظريات الثقافة البصرية الحديثة، والتي تنظر إلى الصور الفوتوغرافية من عدة جوانب، منها الجمالي والتاريخي والوثائقي.

وتحت عنوان " التاريخ بنصوص المهزومين وثائق حماة يافا"، تحدّث مؤسس مبادرة "وثِّق فلسطين"، بلال شاش، في مداخلته عن حضور السيَر والمذكرات، بصفتها مصدرا تاريخيا بارزا في الأدبيات التاريخية الفلسطينية المتعلقة بتاريخ حرب ١٩٤٧ و١٩٤٨.

في المقابل قال شلش: "يندر وجود دراسات نقدية لاستخدام هذا الصنف من الأدبيات مصدرا تاريخيا، خصوصا في ظل غياب مصادر أخرى كالمواد الوثائقية الأرشيفية العربية المتعلقة بالحرب".

واستعرض شلش تجربته بدراسة وثائق حامية يافا؛ التي تُغطّي نشاطها وفعلها العسكري خلال عامي ٤٧ و٤٨، وقال شلش: "نظرًا لغزارة ما تقدمه المادة الوثائقية للحامية، كان ممكنا وضروريا مواجهة نصوص السيَر والمذكرات اليافوية بهذه المادة، لفحص حدود إفادة هذه النصوص وإضافتها مصدرا لتاريخ الحرب في يافا خصوصا، وللحرب في مرحلتها الأولى عموما".

 

التعليقات