"ذا غارديان": هكذا حاولت روسيا تهريب جوليان أسانج من لندن

أجرى دبلوماسيّون روس، العام الماضي، محادثات سرية في العاصمة البريطانيّة، لندن، مع أشخاص مقربين من مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، لفحص قدرتهم على مساعدته في الفرار من بريطانيا، بحسب ما كشفته صحيفة "ذا غارديان"، اليوم، الجمعة.

أسانج (أ ب)

أجرى دبلوماسيّون روس، العام الماضي، محادثات سرية في العاصمة البريطانيّة، لندن، مع أشخاص مقربين من مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، لفحص قدرتهم على مساعدته في الفرار من بريطانيا، بحسب ما كشفته صحيفة "ذا غارديان"، اليوم، الجمعة.

ووضعت روسيا خطّة مبدئية تقوم على تهريب أسانج من سفارة الإكوادور في لندن في سيارة دبلوماسية ونقله إلى دولة أخرى، ونقلت الصحيفة عن أكثر من مصدر أنّ إحدى الوجهات النهائية هي روسيا، حيث لن يواجه أسانج خطر تسليمه إلى الولايات المتحدة، إلا أنّه تم التخلي عن الخطة، بعد اعتبارها "خطرة للغاية".

أما موعد تنفيذ خطّة التهريب، فكان ليلة عيد الميلاد الأخير، وكان ذلك مرتبطًا بمحاولة غير ناجحة للإكوادور لمنح أسانج مكانةً دبلوماسيّة رسميّة.

وذكرت الصحيفة أن تورط المسؤولين الروس في مسعى تهريب أسانج يثير أسئلة جديدة حول علاقة أسانج بالكرملين، وهو شخصية محوريّة في التحقيق الجنائي الأميركي الجاري حول محاولات روسيّة للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

وكان المحقق الأميركي الخاص، روبرت مولر، قد قدم تهمًا جنائية في تمّوز/يوليو الماضي ضد عشرات من ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية، بزعم اختراقهم خوادم الحزب الديمقراطي خلال الحملة الرئاسية، وتزعم لائحة الاتهام أن المتسللين الروس أرسلوا رسائل بريد إلكتروني تحرج هيلاري كلينتون إلى موقع "ويكيليكس"، الذي نشر قبيل الانتخابات "أكثر من 50000 وثيقة" سرقها جواسيس روس، وفقًا لتحقيق مولر، وصلت الشريحة الأولى منها إلى الموقع في 14 تموز/يوليو 2016 كمرفق مشفر، وهو الأمر الذي ينفيه أسانج.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين "على دراية بالأعمال الداخلية للسفارة الإكوادورية" أن الدبلوماسي الإكوادوري، فيدل نارفاز، المقرب من أسانج، والذي كان يعمل، حتى وقت قريب، قنصلا للإكوادور في لندن، شكّل نقطة اتصال لأسانج مع موسكو، لكنّه الأخير نفى للصحيفة مشاركته في أيّة مناقشات مع روسيا حول استخراج أسانج من السفارة.

وقال نارفاز إنه زار السفارة الروسية في كنسينغتون مرتين هذا العام، كجزء من مجموعة ضمّت 20-30 دبلوماسيًا من دول مختلفة، وهي “اجتماعات علنية مفتوحة" حدثت خلال "الأزمة البريطانية الروسية"، في إشارة إلى آثار تسمم سيرجي ويوليا سكريبال في آذار/مارس الماضي.

وقالت أربعة مصادر منفصلة للصحيفة إن الكرملين أعرب عن استعداده لتقديم الدعم للخطة، بما في ذلك إمكانية السماح لأسانج بالسفر إلى روسيا والعيش هناك، كما تضمّنت الخطّة إمكانية سفر أسانج إلى الإكوادور عن طريق القوارب.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن رئيس وكالة الاستخبارات الإكوادورية، رومي فاييخو، زار بريطانيا في 15 كانون الأول/ديسمبر الماضي للإشراف على العملية وغادر لندن عندما أُلغيت، قبل أن يستقيل لاحقًا في شباط/فبراير الماضي بسب فضيحة اختطاف مزعوم في عام 2012 لشخصيّة سياسية في كوريا.

التعليقات