تصدّع في العلاقة بين ترامب وبولتون

يزداد التوتر في الإدارة الأميركيّة بين الرئيس، دونالد ترامب، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، على خلفيّة مواقف الأخير الصقوريّة ودفعه باتجاه الحرب في أكثر من جبهة.

تصدّع في العلاقة بين ترامب وبولتون

ترامب مصغيا لبولتون (أ ب)

يزداد التوتر في الإدارة الأميركيّة بين الرئيس، دونالد ترامب، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، على خلفيّة مواقف الأخير الصقوريّة ودفعه باتجاه الحرب في أكثر من جبهة.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم، السبت، فإن ترامب قرّر إقصاء بولتون عن دائرة مستشاريه، رغم الأهمية التي يتمتّع بها منصب مستشار الأمن القومي.

وقال مسؤولون أميركيّون للصحيفة إنّه "بينما تجهّزوا في البيت الأبيض لمحادثات حاسمة حول مصير الحرب في أفغانستان والوجود الأميركي فيها، وجد بولتون نفسه معزولا، حتى أن اسمه لم يرد في قائمة المدعوين الأصلية للمباحثات مع الأفغانيين".

وبعدما كان بولتون من المقرّبين من ترامب، تحوّل إلى "عبء" عليه، بحسب "واشنطن بوست"، التي علّلت ذلك بالقول "في الوقت الذي يحاول فيه ترامب خفض الوجود الأميركي في العالم وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، يسعى بولتون الصقوريّ إلى العكس تماما. لذلك وجّه ترامب مستشاريه بإقصاء بولتون الذي أصبح ترامب يراه على أنه ’عائق’ في المحادثات أمام الأفغان".

ويعارض بولتون بشدّة للانسحاب الأميركي من أفغانستان، رغم 18 عامًا من الحرب، كما أنه يعارض التفاوض مع كوريا الشماليّة مع إيران ومع فنزويلا، ودفع باتجاه عمل عسكريّ ضدّهم.

ورغم إقصائه، إلا أن مواقفه المعارضة للمفاوضات وتقليص الوجود الأميركي ازدادت حدّة.

ووصلت أزمة الثقة في الإدارة الأميركية، بحسب "واشنطن بوست" إلى حدّ رفض رئيس الطاقم الأميركي المفاوض حول أفغانستان، زلماي خليل زاد، طلب بولتون الحصول على نسخة من مسودة الاتفاق مع طالبان، ضمن مباحثات الدوحة، وبعد احتجاج بولتون، فإنه حصل على موافقة لقراءة المسوّدة وبحضور شخص آخر معه، لضمان عدم مغادرته الغرفة مع نسخة منها، بحسب "واشنطن بوست".

وألمح مسؤول أميركي للصحيفة إلى قيام طاقم بولتون بتسريب معلومات وخطط سابقًا.

وبدأ الخلاف بين ترامب وبولتون في أيار/ مايو الماضي، مع التصعيد الأميركي ضد إيران في الخليج العربي، حينها ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب كان محبطًا من بعض مستشاريه الذين يعتقد أنهم قد يدفعون الولايات المتّحدة إلى مواجهة عسكرية مع إيران، ويدفعونه نحو خرق تعهده القديم بالانسحاب من الحروب الخارجية المكلفة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر أميركية مسؤولة، أن ترامب، على عكس اللغة العدائية التي يتحدث بها علنا ضد إيران، يفضل مقاربة دبلوماسية لحل الخلافات، ويريد التحدث بشكل مباشر مع المسؤولين الإيرانيين.

وأشار تقرير "واشنطن بوست" إلى أن الخلافات حول تقييم المعلومات الاستخبارية الأخيرة والاستجابة لها تفسد أيضا التحالفات مع حلفاء الولايات المتحدة الخارجيين، وفقًا لعدة مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية على دراية بالمحادثات التي أجراها ترامب، وتتعلق ببولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، أن ترامب كان غاضبًا على مدار الأسبوع إزاء ما رآه تخطيطًا حربيًا يتجاوز أفكاره الخاصة.

وأوردت الصحيفة نقلا عن مسؤول، قوله: "إنهم يتقدمون بسرعة وهو ما أزعج ترامب"، وأضاف: "هناك محاولات للخروج من الوضع ومناسبة تفكير الرئيس"، مشيرا إلى أن بولتون، الذي دعا إلى تغيير النظام في إيران قبل انضمامه للإدارة، هو "في مكان مختلف" من المكان الذي يقف عليه ترامب، رغم أن الأخير كان ناقدا حادا لإيران قبل تعيين بولتون.

التعليقات