تقرير: الأمن العراقي يشتبه باختراق دائرة سليماني وينفذ اعتقالات

كشفت صحيفة أميركية اليوم، السبت، معلوماتٍ استخبارتية عن مسار تحركات قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سُليماني، وجدول أعماله في الفترة الأخيرة واحتياطاته الأمنية قبل أن تقتله غارة أميركية فجر الأمس، الجمعة، في محيط مطار بغداد الدولي.

تقرير: الأمن العراقي يشتبه باختراق دائرة سليماني وينفذ اعتقالات

(أرشيفية أ.ب.)

كشفت صحيفة أميركية اليوم، السبت، معلوماتٍ استخبارتية عن مسار تحركات قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سُليماني، وجدول أعماله في الفترة الأخيرة واحتياطاته الأمنية قبل أن تقتله غارة أميركية فجر الأمس، الجمعة، في محيط مطار بغداد الدولي.

وقالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمر" إن الاستخبارات الأميركية كانت على علم بأن سليماني سيسافر جوا من دمشق لبغداد في غضون أيام، وذلك ضمن جولة يصل بها أيضا إلى لبنان.

وحسب الصحيفة، فإن وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، ووكالة الاستخبارات المركزية، "CIA"، وجهات أخرى بذلت جهودا مكثفة لتحديد مكان الجنرال الإيراني واتخاذ التدابير لقتله. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين لاحظوا أن سُليماني لم يسع لإخفاء مسار تحركاته.

ومن المثير للدهشة، أن المعلومات الصادرة عن تقارير زيارات سُليماني للعراق كانت معلومة للجميع، نظرًا لدوره ومهامه العسكرية في الإشراف عن الملفات الساخنة في المنطقة، وفق ما ورد في تقرير الصحيفة.

ووفق الاستخبارات الأميركية فإن سليماني كان يخطط لهجمات وشيكة تستهدف شخصيات دبلوماسية وعسكرية أميركية.

وقال مسؤولون أميركيون لوكالة "رويترز"، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن قرار التخلص من سليماني اتخذ بعد الاجتماع الذي تم الترتيب له على عجل لترامب في مار الاجو، الأحد الماضي، مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبريان، ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي.

وقال أحد المسؤولين إن الأمر النهائي "لتصفية الهدف" جاء بعد اقتحام مقاتلين موالين لإيران السفارة الأميركية في بغداد، الثلاثاء الماضي، وبعد مقتل متعاقد أميركي شمالي العراق.

وأضاف المسؤول لـ"رويترز" أن الخيارات كانت تشمل استهداف قادة قوات "الحشد الشعبي" وهجمات إلكترونية ،لكن القرار استقر في النهاية على استهداف سليماني.

قرار ترامب كان بتشجيع مستشاريه

وأضافت "لوس أنجلوس تايمز" إن قرار الرئيس، دونالد ترامب، باستهداف سليماني كان جزئيا "بتشجيع الصقور من مستشاريه".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن "ترامب اختار بشكل غير متوقع استهداف سليماني من بين خيارات عدة".

بدورها، ذكرت صحيفة "العربي الجديد" أن المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية العراقية تكشف أن واشنطن نجحت في اختراق الدوائر المقربة لسليماني في العراق، والحصول على موعد وصول سليماني والطائرة التي كان يستقلها، وحتى السيارة التي جاءت إلى مدرج الهبوط في مطار بغداد لتقلّه مع سيارة أخرى خصصت لمساعديه، حتى استهدافهم بعد خروجهم من حرم المطار تحديدًا، الذي كان يغصّ بالركاب القادمين إلى بغداد والمغادرين لها، في منطقة كانت احتمالات تأثر المدنيين فيها بالضربة الوشيكة صفراً.

وقالت الصحيفة أن سليماني هبط عبر شركة "أجنحة الشام للطيران" السورية، في الثانية عشرة إلا ثلثًا ليلاً في مطار بغداد قادماً من دمشق في رحلة صحبه فيها زوج ابنته، وهو ضابط بالحرس الثوري، إضافة إلى شخصية أخرى لم يتم التعرف عليها سريعا بسبب تغييب الضربة الأميركية ملامح وجهها.

وأضافت "العربي الجديد" أنه وبعد نزول سليماني ومن معه، كانت سيارتان من طراز ميني باص "ستار إكس" بانتظارهم، وتوزع الجميع على السيارتين وغادروا المطار من بوابة الخدمات من دون المرور بالبوابات الأمنية أو حتى ضباط الجوازات، قبيل اجتياز السيارتين ساحة عباس بن فرناس، أول مفترقات الطرق المؤدية إلى مطار بغداد، وعلى بعد نحو 300 متر من ساحة بن فرناس عند مدخل أمني للتفتيش تم استهداف السيارتين في وقت متزامن وفي لحظة خلو المكان سوى من السيارتين.

وكشف مسؤول أمني للصحيفة أن هناك اتهامات عديدة في تسريب معلومات أو خيانة أدت إلى الضربة الأميركية، وهناك تهم واعتقالات، بينها لسوري وآخر عراقي، فضلاً عن أنه يتم التحقيق مع طاقم الطائرة التي أقلت سليماني وموظف استخبارات عراقي في المطار. وأضاف أن المرجح هو معرفة الأميركيين بمغادرة سليماني منذ إقلاعه من سورية قادما إلى العراق، مشيراً إلى أن الانطباع العام هو نجاح الأميركيين في اختراق دوائر طهران الضيقة في سورية والعراق، ووصولهم إلى سليماني ومعرفة كل تحركاته بالفترة الأخيرة.

وقال قيادي في تحالف الفتح"، الجناح السياسي لمليشيات "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، إن وصول سليماني إلى بغداد لم يكن كما قيل لتنظيم هجوم على الأميركيين، بل من أجل حسم ملف تشكيل الحكومة الجديد وإنهاء الخلافات بين قادة الكتل السياسية. وأضاف القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه: "كانت الزيارة هي الرابعة في أقل من شهرين، يبقى عدة أيام ويغادر"، موضحاً أنه كان من المقرر عقد اجتماع، مساء الجمعة، بين سليماني وقادة الكتل السياسية لحسم الخلاف والاتفاق على اسم من الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة، ومن أبرزها عبد الغني الأسدي، توفيق الياسري، محمد توفيق علاوي، وعماد الحسيني.

في المقابل، قالت مصادر سياسية في بغداد للصحيفة، إن الزيارة كانت مفاجئة ولا يعلم بها أي من قادة الكتل السياسية الأقرب إلى إيران، فقط قيادات محدودة بـ"الحشد الشعبي"، وهذا يعني أن زيارته ذات طابع عسكري وتتعلق بالهجوم على السفارة الأميركية ومن قبلها الضربة الجوية الأميركية في القائم على الحدود مع سورية. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن زيارته إلى سورية كانت تتعلق بملف الحدود ومحاولة دفع قوات من نظام الأسد إلى الشريط الحدودي العراقي السوري لتحل محل الفصائل التي تم استهدافها.

وقُتل الجنرال الإيراني فجر الجمعة في غارة جوية أميركية استهدفت عربتين قرب مطار بغداد الدولي. كما أدى القصف لمقتل شخصيات مهمة في فيلق القدس والحشد الشعبي العراقي.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إن استهداف سليماني كان عملية وقائية هدفها حماية الدبلوماسيين والعسكريين ووقف المزيد من سفك الدماء.

وأوضح أوبراين أن ترامب اتخذ القرار بعد توفر معلومات استخباراتية تفيد بأن الجنرال الإيراني كان يخطط لهجمات ضد الأميركيين.

وأشار إلى أن العملية أنجزت بموجب تشريع 2002 الذي يسمح للرئيس بشن هجمات وقائية لحماية المصالح الأميركية. وقال أيضا إن إيران تقف أمام خيارين "إما التصعيد وهو قرار خاطئ، أو التصرف كدولة عادية".

اقرأ/ي أيضًا | معضلة إيران

التعليقات