هل سيتبنى الجيش الأميركي إستراتيجية إسرائيلية في العراق؟

أوصى "المركز نحو أمن أميركي جديد" بتغيير إستراتيجيّة الجيش الأميركي لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق، عبر استلهام العملية العسكرية الإسرائيليّة المعروفة باسم "المعركة بين الحربين" ضد التموضع الإيراني في سورية.

هل سيتبنى الجيش الأميركي إستراتيجية إسرائيلية في العراق؟

غارة إسرائيلية العام الماضي في العراق (ناشطون)

أوصى "المركز نحو أمن أميركي جديد" بتغيير إستراتيجيّة الجيش الأميركي لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق، عبر استلهام العملية العسكرية الإسرائيليّة المعروفة باسم "المعركة بين الحربين" ضد التموضع الإيراني في سورية.

وبحسب ما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم، الأربعاء، فإنّ المركز المعروف بأنه يضم مسؤولين بارزين في الإدارات الأميركيّة من المقرّر أن يصدر توصياته في وقت لاحق، الأسبوع الجاري.

وتضمّنت "المعركة بين الحربين" التي تشنّها إسرائيل في سورية والعراق منذ 2016، شنّ أكثر من 200 غارة على مواقع إيرانيّة "قوّضت قدرات إيران العسكرية، دون أن تؤدّي إلى تصعيد كبير"، بسبب سياسة الضبابية وعدم تبنّي الهجمات لاحقًا.

ويقول خبراء الشرق الأوسط في المركز إن تبني الولايات المتحدة لسياسة مشابهة سيكون أكثر فعاليّة من الإستراتيجية الحالية في العراق، التي تراوحت بين تجاهل "هجمات عينيّة حركيّة" بعد هجمات إيرانيّة على القوات الأميركية في العراق، وبين إطلاق عملية عسكريّة بدعاية إعلامية عالية أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في الثالث من كانون ثانٍ/ يناير الماضي.

وقال المسؤول العسكري السابق في إدارة باراك أوباما، والذي ساهم في كتابة التقرير، إيلان غولدنبيرغ، إن هذه الإستراتيجيّة بإمكانها أن تدفع إيران للخلف، تحقيق بعض الأهداف الأميركيّة وتقليل احتمال تطور الأحداث إلى حرب شاملة بشكل كبير جدًا".

وتأتي هذه التوصيات في الوقت الذي تستعد فيه وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) إلى شنّ هجمات إضافية ضدّ القوات المدعومة إيرانيًا في العراق.

وتعتبر إدارة دونالد ترامب هي الأكثر عدوانية تجاه إيران من بين الإدارات الأميركية، بحسب "واشنطن بوست"، فمنذ دخوله إلى البيت الأبيض، أطلق ترامب إستراتيجيّة "الحدّ الأقصى"، عبر فرض مزيد من العقوبات ضد طهران، ضربت الاقتصاد الإيراني.

وعندما بدأت إيران، العام الماضي، ما يصفها مسؤولون أميركيّون بـ"سلسة هجمات"، بما في ذلك إسقاط مسيّرة أميركيّة، لم يتّخذ ترامب خطوات عسكرية معروفة عدا عن هجوم سيبرانيّة قيل إنه استهدف القدرات الإيرانيّة على "تخرب" سفن في الخليج.

كما قرّرت الإدارة الأميركيّة عدم الردّ على استهداف منشأتي نفط سعوديّتين ضخمتين في أيلول/سبتمبر الماضي، رغم الاتهامات الأميركية لإيران بالوقت خلف الهجوم.

إلا أن الإدارة الأميركيّة غيّرت موقفها عندما قتل متعاون أميركي في العراق في كانون أول/ديسمبر الماضي، فقامت الإدارة الأميركية بقصف موقع لـ"كتائب حزب الله العراقي"، وأدت لمقتل 25 شخصًا، ردّت عليها الكتائب بمحاولة اقتحام السفارة الأميركيّة في العراق.

وبعد ذلك بسبعة أيّام، قامت طائرة بدون طيار أميركيّة باغتيال سليماني الذي كان برفقة القائد العسكري العراقي أبو مهدي المهندس، ردّت عليها إيران بإطلاق صواريخ باليستيّة على قاعدة عسكرية أميركيّة، في أول هجوم من نوعه منذ عام 1990، ما أدّى إلى إصابة 100 جندي أميركي.

وبحسب "واشنطن بوست" قد يؤدي تغيير الإستراتيجيّة الحالية في العراق إلى تغيير في الانقسام الداخلي في الإدارة الأميركية حول إيران. "فيجادل البنتاغون ضدّ خطوات من الممكن أن تكثّف التنافس العسكري بين البلدين، بينما يدفع مسؤولي إدارة ترامب إلى سياسات أكثر صقوريّة".

والتقرير الأميركي رغم أنه تحدّث عن "نجاح تكتيكي" للإستراتيجيّة الإسرائيليّة في سورية، إلا أنه أقرّ بأنها لم تؤدي إلى التخلّي عن تحالفها مع النظام السوري.

وبحسب التقرير، فشلت السياستان "الترامبيّتان" في وقف الهجمات الإيرانيّة ضد قواته، سواءً سياسة التجاهل الأولى، أو سياسة الهجمات العلنيّة.

ويضيف التقرير أن ما أظهرته العمليات العسكرية الإسرائيلية في سورية هو أن "الأداة العسكرية لا يجب أن تزال بالكامل عن الطاولة... يجب تقييم مخاطر كل عمليّة، ولكن ستكون هنالك مساحة كافية للمناورة بين عدم القيام بأي شيء تقريبًا وبين قتل أحد أهم القادة العسكريين الإيرانيين".

التعليقات