04/01/2005 - 21:17

وزير الخارجية التركي: يجب ان تشارك سورية في العملية السلمية

غول يطالب اسرائيل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لايران، ويؤكد ان بلاده "تسعى الى الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين، من جهة، وبين اسرائيل وسوريا، من جهة اخرى"

وزير الخارجية التركي: يجب ان تشارك سورية في العملية السلمية
قال وزير الخارجية التركي، عبدالله غول، في تصريحات أدلى بها لدى وصوله الى اسرائيل، مساء امس، في زيارة رسمية، أن "التلميحات السورية الاخيرة بشأن استعداد دمشق لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، صحيحة".

وقال غول للصحفيين: " لن أكشف ما جرى في المحادثات المغلقة، لكنه يمكنني القول إنني أقدر بأن التلميحات السورية جدية ونواياها جيدة. إنهم (في سوريا) يريدون الانضمام الى العملية السلمية، لقد أعربوا عن استعدادهم لاستئناف المفاوضات بدون أي شروط مسبقة، ويتوقعون ردا اسرائيليا ايجابيا وبناء".

وحسب ما رشح عن المقربين من برنامج زيارة غول في اسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن الوزير التركي سيناقش "التلميحات السورية"، اليوم، خلال اجتماعه برئيس الوزراء الاسرائيلي ، اريئيل شارون، وبالرئيس الاسرائيلي، موشيه كتساب.

وهذه هي اول زيارة يقوم بها غول الى اسرائيل والسلطة الفلسطينية منذ تسلمه لمنصبه. وقال في رده على اسئلة الصحفيين في فندق الملك داوود في القدس إن بلاده "تسعى الى الوساطة بين اسرائيل والفلسطينيين، من جهة، وبين اسرائيل وسوريا، من جهة أخرى"، مضيفا "إن الفلسطينيين والسوريين يثقون بتركيا، التي تربطها علاقات جيدة باسرائيل، ولدينا فرصة للمساهمة وسنفعل ذلك بالقدر الممكن، وليس بحثا عن مكانة أو مجد".

وفي رده على سؤال حول ما اذا كان يتوقع ردا ايجابيا من شارون، الذي سبق له رفض المبادرات السورية لاستئناف المفاوضات، قال غول: "انا متفائل، لا اعرف ما الذي دفع اسرائيل الى الرد هكذا في الماضي، لكننا سنرى ما ستسفر عنه اللقاءات اليوم. يجب ان نتذكر بأن الاجواء في المنطقة تغيرت وعلينا استغلال ذلك. هذا هو وقت العمل".

لكن غول اعتبر ان "هناك تلميحات ايجابية من قبل اسرائيل، فهي تقف على عتبة تشكيل حكومة جديدة، وتطرح خطة للانسحاب من غزة، وغير ذلك من امور ايجابية".

وقالت مصادر سياسية اسرائيلية، امس، ان غول سيمهد بزيارته هذه لزيارة رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان المرتقبة الى اسرائيل، علما ان توترا كبيرا يسود العلاقات بين البلدين على خلفية تصريحات سابقة لاردوغان وصف فيها اسرائيل بالارهاب، بسبب ما ترتكبه من جرائم في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وكان اردوغان قد قال عقب جرائم الاحتلال في رفح واغتيال قادة الفصائل الفلسطينية ان اسرئايل تمارس ارهاب الدولة.

وقال غول امس ان الاجواء الجديدة تحتم على تركيا واسرائيل وضع هذه التصريحات جانبا والنظر الى المسائل الايجابية. وأوضح انه يمهد لزيارة اردوغان الى إسرائيل، لكنه لم يتم تحديد موعد لها.

واعتبر غول ان الاجواء في السلطة الفلسطينية ملائمة ايضا لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل، قائلا ان بلاده ستشجع ذلك.

وكان غول قد صرح لصحيفة تركية، قبل مغادرته الى اسرائيل، امس، ان اسرائيل والسلطة الفلسطينية طلبتا من تركيا التوسط بينهما.

وفي رده على سؤال وجهته اليه صحيفة "هآرتس" حول ما اذا لم تكن تركيا تشعر بالتهديد من الخطة النووية الايرانية، قال غول: "موقفنا يقول ان الشرق الاوسط يجب ان يكون خاليا من الاسلحة النووية، وبالنسبة لايران، موقفنا واضح، وهو انها يجب عليها التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، ونحن ندعم الموقف الاوروبي بهذا الصدد. مع ذلك هل تعرفون كم هو عدد سنوات الهدوء الذي يعم حدودنا المشتركة مع ايران؟ 550 سنة".

وطالب غول اسرائيل عدم التدخل في الشؤون الايرانية، أو الشؤون الداخلية لأي دولة أخرى.

قال وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، اليوم الثلاثاء، انه طلب "العمل لدى سورية لتقوم بدورها ببادرة انسانية واحضار رفات ايلي كوهين الى اسرائيل في الذكرى السنوية الاربعين لموته".

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن شالوم قوله "طلبت ايضا فحص موضوع الجندي (الاسرائيلي المفقود) غاي حيفر".

وجاءت اقوال شالوم في اثناء التقائه مع وزير الخارجية التركي، عبدالله غُل، الذي بدأ امس زيارة رسمية لاسرائيل.

ولم يأت وزير الخارجية الاسرائيلي باي جديد فيما يتعلق بالدعوات السورية لتجديد المفاوضات مع اسرائيل.

وقال شالوم ان "توفير (سورية) معلومات حول حيفر ورفات ايلي كوهين سيشكلان خطوة انسانية هامة من جانب السوريين.

وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان شالوم طلب من وزير الخارجية التركي تقديم المساعدة في هاتين القضيتين.

يشار الى ان الجندي الاسرائيلي حيفر كان قد اختفت اثاره قبل نحو سبع سنوات وشوهد آخر مرة في هضبة الجولان.

ولم يوضح شالوم ما هي علاقة سورية بالجندي المفقود.

واعتبر شالوم انه اذا ما نفذت سورية هذين الطلبين فانه "ستكون لهما انعكاسات ايجابية على الرأي العام الاسرائيلي والعالمي حيال موقف دمشق".

يشار الى ان وزير الخارجية التركي صرح لدى قدومه الى اسرائيل انه يحمل "تلميحات" من سورية بخصوص مواصلة المفاوضات مع اسرائيل.

ووصف الوزير التركي التلميحات السورية "بالجدية" و"الحقيقية".

وكرر شالوم مطالبته من سورية "باغلاق مقرات حركتي حماس والجهاد الاسلامي في دمشق ومنع نقل الصواريخ من ايران لايدي حزب الله".

من جهة ثانية نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن وزير الخارجية التركي تعبيره عن تفاؤله حيال تجديد المفاوضات بين سورية واسرائيل.

وقال غُل "لدينا علاقات جيدة مع سورية واعتقد انه يتوجب السعي نحو سلام في المنطقة، على سوريا ان تشارك في عملية السلام".

واضاف الوزير التركي ان "على جميعنا استخدام علاقاتنا ولان علاقاتنا جيدة مع سورية فاننا نحاول بذل اقصى ما نستطيع من جهد".

واستنكر شالوم تصريحات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس (ابو مازن)، اليوم والتي وصف خلالها اسرائيل بـ"العدو الصهيوني" منددا بمقل ثمانية فتية فلسطينيين في بلدة بيت لاهية بقطاع غزة بنيران دبابة اسرائيلية.

واضاف شالوم ان الوصف الذي استخدمه ابو مازن "لم نسمعه منذ وقت طويل".

وتابع قائلا انه بامكان انقرة ان "تمارس تأثيرها لاجراء اصلاحات مدنية وامنية في السلطة الفلسطينية".

وامتدح شالوم تركيا لارسالها مراقبين على انتخابات الرئاسة الفلسطينية.

من جانبه قال غُل ان بلاده على استعداد لمساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة بعد انسحاب اسرائيل من هناك.
وتابع غُل ان الوزيران لم يتطرقا الى التفاصيل مشيرا الى ان "جهات اخرى مختصة في الامر سيتابعون الموضوع".

التعليقات