26/02/2005 - 23:48

موفاز يحمل سوريا والجهاد الاسلامي مسؤولية عملية تل ابيب

يطالب السلطة الفلسطينية بمحاربة الجهاد الاسلامي ويعلن رفض اسرائيل السماح لممثل الجهاد بمغادرة القطاع للمشاركة في حوار القاهرة ويعلق تسليم المدن للفلسطينيين

موفاز يحمل سوريا والجهاد الاسلامي مسؤولية عملية تل ابيب

في ختام جلسة المشاورات التي عقدها وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، مع قادة الاجهزة الامنية لتقييم ابعاد العملية الانتحارية في تل ابيب والرد عليها، حمل موفاز المسؤولية عن العملية لسوريا ولحركة الجهاد الاسلامي، زاعما ان سوريا تواصل تشجيع التنظيمات التي اسماها "ارهابية"، على تنفيذ عمليات، الامر الذي اعتبره موفاز يشكل خطراً على المحادثات مع الفلسطينيين.

واعلن موفاز قراره التركيز على الجهاد الاسلامي، وطالب السلطة الفلسطينية بمحاربة الجهاد، معلنا ان اسرائيل لن تسمح لممثل الجهاد بمغادرة قطاع غزة للمشاركة في حوار القاهرة المرتقب.

وشارك في جلسة المشاورات، رئيس هيئة الاركان العامة للجيش، موشيه يعلون، ونائبة اللواء دان حالوتس (رئيس هيئة الاركان المقبل)، ورئيس الشاباك، آفي ديختر، والمفتش العام للشرطة، الميجر موشيه كرادي، ومدير القسم السياسي الامني في وزارة الأمن، اللواء احتياط عاموس جلعاد، ومدير عام وزارة الأمن، اللواء احتياط عاموس يارون.

واكد موفاز في ختام الاجتماع، ما كان اعلنه وزير الامن الداخلي، في وقت سابق، من ان اسرائيل ستعلق تسليم المسؤوليات الامنية في المدن الفلسطينية لقوات الامن الفلسطينية.

وحسب اذاعة الجيش الاسرائيلي لن يتم الانسحاب من طولكرم التي كان مقررا ان يبدأ الانسحاب بها، وذلك لان منفذ العملية جاء من محافظتها. وقالت الاذاعة ان القرارات التي صدرت عن الاجتماع لا تشمل تعليق المحادثات الامنية بين الجانبين.

وكان وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، غدعون عزرا، قد اعلن مساء اليوم السبت، ان تسليم المسؤوليات الامنية عن المدن الفلسطينية للسلطة الفلسطينية، سيؤجل على خلفية العملية الانتحارية .

وطالب عزرا الفلسطينيين ببذل جهد اكبر لمنع العمليات.

وقالت مصادر اسرائيلية مساء اليوم، ان موفاز لا يميل الى تنفيذ عملية عسكرية واسعة في الاراضي الفسلطينية لكنه هدد بالرد بكل السبل، مضيفا ان اسرائيل لن تتردد في استخدام القوة للوصول الى المسؤولين عن العملية".

يأتي ذلك في وقت اتهمت فيه اسرائيل، على لسان مصدر في الجيش الجهاد الاسلامي في سوريا بتنفيذ العملية. وقد استبعد هذا المصدر وقوف حزب الله وراء العملية، بعد ان كانت اسرائيل قد وجهت اصابع الاتهام الى التنظيم اللبناني صباح اليوم، السبت.

واجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، اليوم، اتصالا ثانيا مع رئيس الشاباك الاسرائيلي لمناقشة العملية وسبل الرد.

تحويل اصابع الاتهام من حزب الله الى سوريا


وكانت اسرائيل قد وجهت اصابع الاتهام، طوال ساعات النهار، يوم السبت، الى حزب الله، زاعمة ان الفلسطيني قيس عبيد، ابن مدينة الطيبة، الذي يشتبه بوجوده في لبنان ونشاطه في صفوف حزب الله، هو الذي مول العملية، لكن الجيش الاسرائيلي اعلن بعد الظهر، وفي ضوء نفي حزب الله القاطع لأي دور له في العملية، انه يستبعد قيام التنظيم اللبناني بالعملية، ووجه اصابع الاتهام الى سوريا والجهاد الاسلامي، خاصة بعد اعلان مصدر في الجهاد في بيروت، مسؤولية تنظيمه عن العملية، هذا في وقت   نفى فيه الجهاد الاسلامي في اراضي  السلطة الفلسطينية ان يكون له علاقة بالعملية. وقال انه يواصل الالتزام بتعهداته لابو مازن باحترام الهدنة.


فور ذلك بدأت موجة جديدة من التحريض في اسرائيل ضد سوريا. واعتبرالوزير بنيامين بن اليعزر، من حزب العمل، سوريا والقاعدة مصدر "الارهاب" في المنطقة، وقال بلهجة تحريضية تحث على توجيه ضربة الى سوريا، ان العالم يمكنه العيش بهدوء بدون سوريا والقاعدة"!


اما الوزير داني نفيه (ليكود) فاعتبر ان  العملية وقعت بسبب ما اسماه "قيام اسرائيل بتخفيف الضغط على دواسة مكافحة الارهاب". واصر على تحميل ابو مازن المسؤولية رغم ان منفذ العملية خرج من بلدة مازالت تخضع للاحتلال. وانذر نفيه السلطة الفلسطينية بالعودة الى العمليات العسكرية ضد من اسماهم "الارهابيين" اذا لم يتحرك ابو مازن، على حد تعبيره.


وكان نفيه وبن اليعزر يتحدثان الى الاذاعة الاسرائيلية، مساء اليوم. 


وفي نفيه لاي دور له في العملية، قال حزب الله اللبناني: "ينفي حزب الله بشكل قاطع ما ورد من اتهامات لمحت الى دور مفترض له في عملية تل ابيب ويعتبرها عارية عن الصحة تماما."

وأشار بيان الحزب الى ان هذه الاتهامات "تصب في خانة التحريض التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد حزب الله."


وقال نزيهه منصور عضو كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله في البرلمان اللبناني ان الزج باسم حزب الله في العملية "محاولة لايجاد ملف لملاحقة المقاومة الاسلامية امام الرأي العام الدولي."

واضاف لقناة الجزيرة الفضائية "في تاريخ المقاومة الاسلامية لم يحصل اي عملية (لحزب الله) داخل الكيان الصهيوني."

ومضى قائلا ان هذه الاتهامات تأتي في اطار "المناخ الدولي والاقليمي والهجمة على المقاومة وعلى سوريا."

ووجه اصابع الاتهام الى المتطرفين اليهود قائلا "لماذا لا توجه اصابع الاتهام الى القيادة الصهيونية الى هؤلاء الذين يعملون على افشال اي حالة سلام في هذه المنطقة؟"


يشار الى ان قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية نقلت عن من وصفته بأنه "مصدر أمني فلسطيني" قوله ان "تحقيقات أولية اوضحت أن جماعة حزب الله وراء الهجوم الانتحاري"" .

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس  قد اتهم جهة ثالثة، خارجية، بالوقوف وراء العملية، واصفا منفذيها  بأنهم "ارهابيون". ولم يشر عباس الى جهة بعينها، لكنه قال عباس للصحفيين انه سيقدم المسؤولين عن الهجوم للعدالة ولن يسمح لاحد بتخريب طموحات الشعب الفلسطيني.

زعموا ان عبيد مول العملية



وكان  موقع صحيفة  "يديعوت احرونوت" الالكتروني قد زعم نقلا عن مصادر امنية اسرائيلية  ان المخطط للعملية هو قيس عبيد الذي وصفته المصادر بـ"رجل المهمات الاسرائيلي" لحزب الله
ويذكر ان عبيد هو من مدينة الطيبة في منطقة المثلث الجنوبي في وسط اسرائيل واشتهر بحسب المصادر الاسرائيلية على انه مدبر عملية اختطاف الضابط الاسرائيلي الحنان تننبويم في العام 2000 وتسليمه لايدي حزب الله.

وتنسب المصادر الامنية الاسرائيلية الى عبيد تمويل تنظيمات فلسطينية محلية باموال حزب الله وتزويدها باسلحة لتنفيذ عمليات داخل اسرائيل بينها العملية الإستشهادية التي وقعت ليلة امس.

وقالت "يديعوت احرونوت" نقلا عن المصادر الامنية ذاتها ان هدف "الحملة الارهابية" هو "تحطيم وقف اطلاق النار" بين اسرائيل والفلسطينيين.

وزعمت  الجهات الامنية الاسرائيلية ان عبيد دفع اموالا لتنظيم فلسطيني محلي الذي ارسل بدوره عبد الله بدران (21 عاما) من قرية دير الغصون القريبة من مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

وتحقق اجهزة الامن الاسرائيلية في كيفية وصول بدران الى من قريته الى تل ابيب رغم الحصار الاسرائيلي المفروض على الضفة الغربية ووجود جدار الفصل العنصري.

من جهته اعتبر موقع صحيفة هآرتس الالكتروني اليوم السبت ان عملية تل ابيب وضعت وقف اطلاق النار بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية امام "اختبار صعب بعد 16 يوما فقط من اعلانه في قمة شرم الشيخ".

واضاف المراسل السياسي لهآرتس الوف بن في مقال تحليلي ان العملية "ذكرت الاسرائيليين بان العناوين التي تحدثت عن نهاية الانتفاضة جاءت سابقة لاوانها".

واضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون"الذي احتفل بعيد ميلاده ال77 قبل ساعات من وقوع العملية لم يسارع الى اتخاذ قرارات".

وقال ان "المعضلة التي يواجهها شارون الان هي كيفية محاربة الارهاب من دون التسبب بانهيار العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية" وان "اسرائيل معنية في نجاح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)".

وحذر الكاتب من انه "في حال عادت اسرائيل الى استخدام رد فعل قوي فانها ستضعف بذلك ابو مازن وسيكون بامكانه التهرب من مسؤوليته عن محاربة الارهاب".


وتابع انه "من جهة اخرى، اذا غضت اسرائيل الطرف فانها تكون بذلك قد منحت جائزة لمنفذي العملية.
"كذلك فان شارون يعي التوقعات الامريكية بان تترفع اسرائيل عن الرد وتمنح فرصة للتغيرات في الجانب الفلسطيني".

ومضى الوف بن انه "يمكن التوقع ان يمتنع شارون عن تنفيذ عملية عسكرية مكثفة في الاراضي الفلسطينية ويفضل استغلال الظروف لصالح ممارسة الضغط على ابو مازن ليعمل بدوره بشكل جدي ضد الارهاب".

ولفت بن الى "امتداح المسؤولين في الجيش الاسرائيلي اجهزة الامن الفلسطينية في محاربة الانفاق في رفح".

واضاف ان التقديرات لدى اجهزة الامن الاسرائيلية هي انه "ستكون هناك عمليات انتحارية حتى بعد التوصل الى وقف اطلاق النار".

رغم ذلك فان "اسرائيل ستكون صارمة في مواقفها امام الفلسطينيين اثناء المداولات حول نقل المسؤولية الامنية على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية الى ايدي السلطة الفلسطينية".

واعتبر الكاتب ان موقف اسرائيل "تعزز في اعقاب العملية لمطالبة ابو مازن بتصعيد الحرب ضد الارهاب".

وكان شارون وموفاز ورئيس جهاز الشاباك افي ديختر قد بحثوا امس في "انعكاسات العملية الانتحارية"، ونقلت هآرتس عن مصادر اسرائيلية في مكتب شارون قولها في ختام هذه المداولات ان "السلطة الفلسطينية ملزمة بمحاربة الفصائل الفلسطينية المسلحة بشكل ملموس على ضوء فشل المحاولات لوقف الارهاب بواسطة الحوار".

واضاف المصادر ذاتها ان "اسرائيل لن تتردد في الحفاظ على امن مواطنيها في أي وقت".

وقال موفاز ان "اسرائيل لن تتردد في استخدام القوة من اجل الوصول الى المسؤولين عن تنفيذ العملية".

من جانبه قال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي غدعون عيزرا ان على الفلسطينيين "بذل جهود اكبر بكثير من اجل منع هجمات مثل عملية تل ابيب بالامس".

وقال عيزرا ان نقل المسؤولية الامنية عن المدن الفلسطينية سيتأخر على اثر عملية تل ابيب.

التعليقات