06/05/2005 - 08:12

شريط فيديو ينهي الجدل في اسرائيل حول هوية "عميلها" صهر جمال عبد الناصر

-

شريط فيديو ينهي الجدل في اسرائيل حول هوية
اعتبرت اوساط اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية ان شريط فيديو يحتوي على صور للرئيس المصري حسني مبارك وهو يصافح اشرف مروان من شأنه وضع حد للنقاش داخل هذه الاجهزة حول شخص مروان.

فمنذ حرب تشرين الاول من العام 1973 يدور نقاش بين اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فيما اذا كان اشرف مروان، وهو صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر واحد اقرب مستشاري الرئيس انور السادات، عميلا لاسرائيل ام انه كان عميلا مزدوجا لمصر واسرائيل.

وتجمع اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية على ان مروان زوّد اسرائيل بمعلومات عشية حرب العام 1973.

وفيما يعتبر قسم من قادة هذه الاجهزة خصوصا في شعبة الاستخبارات العسكرية ان مروان كان أهم عميل لاسرائيل اعتبر القسم الاخر وخصوصا في جهازي الموساد والشاباك الاسرائيليين ان مروان كان عميلا مزدوجا.

وتنشر صحيفة يديعوت احرونوت اليوم الجمعة تقريرا اعتبر معده الصحفي رونين برغمان وهو مراسل الصحيفة لشؤون اجهزة الاستخبارات والقضايا الاستراتيجية انه سينهى الجدل الدائر منذ 32 عاما في اسرائيل حول مروان بانه "بطل قومي مصري".

وكانت يديعوت احرونوت قد نشرت في الماضي حول الموضوع فصلا من كتاب من تأليف برغمان حول تجنيد مروان نفسه في خدمة الموساد الاسرائيلي قبل اربع سنوات من حرب عام 1973.

وكتب برغمان بالاستناد الى مصادر في الموساد الاسرائيلي انه "قبل اربع سنوات من بدء الحرب دخل رجل انيق الى السفارة الاسرائيلية في لندن وطلب التحدث الى مندوب الموساد فيها.

"وعندما حضر مندوب الموساد لم يتعرف على الاسم (اشرف مروان) لكن مروان قال له: اريد ان اعمل لصالحكم.

"اريد ان ازودكم بمعلومات لم تحلموا من قبل بالحصول عليها.

"اريد مالا مقابل المعلومات، الكثير من المال وصدقني انه سيسركم دفع المال لي".

لكن رجل الموساد الذي لم يتعرف على اشرف مروان حاول صرفه فرد مروان "عليك فقط ان تبلغ اسرائيل باسمي وسأعود الاسبوع القادم".

ويتابع برغمان ان المسؤولين في الموساد لم يصدقوا ما حصل "فقد كانت القصة افضل من ان تكون حقيقية".

رغم ذلك سافر مسؤول في الموساد الى اوروبا وجند مروان الذي اصبح منذ ذلك الوقت يعرف بكنية "بابل" الذي تلقى خلال الاعوام التي تلت هذا اللقاء مبالغ طائلة وصلت الى ثلاثة ملايين دولار مقابل معلومات حول مصر زود بها الموساد.

ووفقا للرواية الاسرائيلية فان مروان زوّد المخابرات الاسرائيلية بمعلومات ووثائق من غرفة القيادة المصرية منذ شهر شباط/فبراير 1970 بينها محادثات بين السادات والرئيس السوفييتي ليئونيد بريجينيف طالب السادات خلالها الاتحاد السوفييتي بتزويد مصر باسلحة متطورة.

وبحسب برغمان فان "المعلومات التي زودها بابل اصبحت اكثر اهمية ومع مرور السنين اصبحت اسرائيل اكثر تعلقا بهذه المعلومات" الى درجة انه "طالما لم يقل بابل ان حربا ستنشب فان شعبة الاستخبارات العسكرية لم تفكر بان الحرب على الابواب حتى وإن كانت كافة الدلائل تشير الى اقتراب نشوب الحرب".

واضاف برغمان ان "بابل" لم يبلغ بان الحرب على وشك ان تنشب سوى في ليلة 4-5 تشرين اول 1973 اي قبل اقل من يومين من نشوب الحرب وانه لم يقل ذلك بوضوح.

وقبل بدء نشوب الحرب باربعين ساعة التقى "بابل" مع رئيس الموساد تسفي زامير الذي سافر خصيصا الى لندن وابلغه "بابل" بان "الحرب ستبدأ يوم السبت قبل حلول المساء".

وبحسب التقرير الذي ستنشره يديعوت احرونوت غدا فان احد العاملين في جهاز مخابرات اسرائيلي على مراقبة شبكات التلفزيون العربية شاهد في بث لاحدى القنوات المصرية الرئيس مبارك يصافح اشرف مروان في احتفالات ذكرى حرب اكتوبر في العام 2004 الماضي.

وقام رجل المخابرات الاسرائيلي بتسجيل مقطع المصافحة والذي تخلله ايضا عناقا على شريط فيديو وبعد ان تأكد من الشخص المقصود هو فعلا اشرف مروان ابلغ المسؤولين عنه بالامر.

وكتب برغمان "بعد الان لا يتبقى اي مكان للشك، فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع اكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومي".



التعليقات