06/06/2007 - 07:53

المجلس الوزاري الأمني سيبحث الأوضاع على الحدود الشمالية؛ يدلين: سوريا لديها ما تخسره في حالة نشوب حرب..

رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، "أمان"، عاموس يدلين، يعتبر أن سوريا لديهت ما تخسره، كالمنشآت والبنى التحتية المدنية ومؤسسات الحكم السورية، في حالة نشوب حرب بين البلدين.

المجلس الوزاري الأمني سيبحث الأوضاع  على الحدود الشمالية؛ يدلين: سوريا لديها ما تخسره في حالة نشوب حرب..
سيبحث المجلس الوزاري الأمني، اليوم، الأوضاع الأمنية على الحدود مع سوريا ولبنان، وحول خطر نشوب حرب على الحدود الشمالية. رئيس الأركان غابي أشكنازي قال في ختام مناورات عسكرية واسعة يوم أمس أن الجيش يستعد لحرب على جبهتين، بينما اعتبر رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في جلسة لجنة الخارجية والأمن يوم أمس أن سوريا لديها ما تخسره في حالة نشوب حرب بين البلدين.

سيستمع المجلس الوزاري الأمني إلى تقديرات الأجهزة الاستخبارية التي تركز حديثها مؤخرا حول تعاظم قوة الجيش السوري واستعداد سوريا لحرب دفاعية. يوم أمس أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية واسعة شاركت فيها عدة قطاعات من الجيش بالإضافة إلى سلاح الجو شملت السيطرة واحتلال قرية سورية وهمية في أحد مراكز التدريب في الجنوب، وحضر التدريبات وزير الأمن عمير بيرتس ورئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من أن تنفذ سوريا هجمات مفاجئة محدودة ومحاولة السيطرة على مناطق في الجولان لتعزيز موقفها التفاوضي حول استعادة هضبة الجولان. وترى مصادر أمنية أن انتشار الجيش السوري يسمح له بتنفيذ هجمة مفاجئة مصحوبة بقصف مكثف يشارك فيه حزب الله.

وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، "أمان"، عاموس يدلين، يوم أمس، إن سوريا لديها ما تخسره، كالمنشآت والبنى التحتية المدنية ومؤسسات الحكم السورية، في حالة نشوب حرب بين البلدين. جاءت أقوال يدلين خلال كلمة أدلى بها، الثلاثاء، في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست استعرض فيها تقديرات "أمان" الأمنية حول الأوضاع على الساحة الفلسطينية والسورية وبرنامج إيران النووي.

وقال يدلين في الجلسة إن السوريين يجرون «استعدادات محددة من أجل توسيع دائرة أنظمة الإطلاق التي بحوزتهم» وإن الجيش السوري يجرى تدريبات عسكرية. وبرأيه، تبدو سوريا مستعدة للحرب أكثر من الماضي.

بعد العدوان على لبنان انتهجت الحكومة الإسرائيلية خطابا يسعى إلى طمأنة سوريا بأن ليس لديها نوايا عدوانية اتجاهها، إلا أن يدلين صعد اليوم من لهجة الخطاب ولم يخل من التهديد. وقال: "إذا نشبت حرب؛ لدى السوريين الكثير ما يخسرونه، فالأسد لديه نظام(الحكم)، وسلاح جو، وأنظمة مدنية، وشبكات كهرباء ووبنى تحتية مدنية. كل ذلك سيتضرر".

وأضاف: السوريون يملكون نظاما كبيرا من الصواريخ ذات المسافات المختلفة ومن أجل تفعيلها ليس هناك حاجة لتحريك القوات. وتابع: في أعقاب حرب لبنان الثانية تعزز الردع الإسرائيلي حينما رأى السوريون أن إسرائيل دمرت خلال وقت قصير أنظمة صواريخ الزلزال وصواريخ حزب الله بعيدة المدى، شمال نهر الليطاني.

وتطرق يدلين إلى الأوضاع في قطاع غزة، وقال أنه يجب الاستعداد لإمكانية أن يتم تهريب صواريخ كاتيوشا بقطر 122 م.م، ذات مدى 40 كم. وبرأيه هذه الصواريخ لم تدخل بعد إلى قطاع غزة، ولكن على إسرائيل أن تأخذ بالحسبان إمكانية كتلك.

وقال إن حركة حماس استخدمت خلال المواجهات الأخيرة قذائف صاروخية ذات مدى من 9-13 كم. وقال يدلين أن حماس تملك صواريخ غراد ذات مدى 20 كم، ولكن حتى الآن أطلقوا على إسرائيل صاروخ واحد فقط، وحسب تقديره، لدى حماس عدد محدود من تلك الصواريخ.

وقال يدلين أن حماس تنظم قواتها في خمسة ألوية وتتدرب استعدادا لاجتياح إسرائيلي بري في قطاع غزة.

وحسب المعطيات التي بحوزة أمان، عدد حاملي السلاح التابعين للحركة في قاع غزة يصل إلى 6000 مقاتل، وتسعى حماس إلى مضاعفة العدد. ويرى رئيس أمان أن حماس معنية في الوقت الراهن بالعودة إلى التهدئة، لأن باعتقاده هي تخسر في المواجهات مع إسرائيل. وقال " كثيرون من رجالها أصيبوا، بما فيهم نصف القوة التنفيذية التابعة لها، وهذه القوة مهمتها، حسب يدلين، «العمل ضد السلطة الفلسطينية وإرساء النظام في قطاع غزة».

وعن إيران قال يدلين إنها تنوي مواصلة العمل في برنامجها النووي والتوصل إلى «استقلالية نووية». وأضاف: من ناحية إيران، الثمن الذي تدفعه جراء فرض العقوبات عليها من قبل الغرب، هو ثمن مقدور عليه. معتبرا أن الإيرانيين يلمحون إلى أنهم لن يقبلوا أبدا أن لا تجرى عملية تخصيب اليورانيوم على أرض إيران"

وخلال الجلسة ألح عضو الكنيست، إيفي إيتام، بالسؤال على رئيس "أمان": هل حسب تقديرك تسعى إيران إلى امتلاك أسلحة نووية من أجل تدمير إسرائيل؟ إلا أنه لم يتلقى إجابة واضحة وتهرب يدلين من الإجابة.

في ختام تدريبات واسعة أجراها الجيش الإسرائيلي في منطقة الشمال شاركت فيها عدة قطاعات بالإضافة إلى سلاح الجو، وشملت احتلال قرية سورية، قال رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي أن الجيش يستعد للحرب على جبهتين، الشمالية والجنوبية. في حين انبرى ووزير الأمن عمير بيرتس لطمأنة سوريا أن هذه التدريبات ليست بهدف شن حرب على سوريا.

ويحظى مستقبل العلاقات مع سوريا في الفترة الأخيرة على اهتمام الصحافة والسياسيين والعسكريين الإسرائيليين، بين محذر من حرب قد تنشب خلال عدة أشهر وبين مهدد بها وبين داع إلى التفاوض. رئيس هيئة أركان الجيش الذي تحدثت المصادر الإٍسرائيلية أنه يدعو إلى تجديد المفاوضات مع سورية بهدف إبعاد الأخيرة عن إيران، «وصياغة نظام إقليمي جديد يتيح اقتراب سورية من الدول العربية المعتدلة»، قال اليوم إن الجيش الإسرائيلي يستعد للحرب آخذا بالحسبان الجبهتين، الجبهة الجنوبية والجبهة الشمالية: "الجيش يستعد لإمكانية تدهور على الجبهة الفلسطينية وعلى الجبهة الشمالية".

جاءت أقوال أشكنازي في في ختام تدريبات عسكرية واسعة شاركت فيها عدة قطاعات من الجيش وشارك فيها سلاح الجو، وأضاف: " هدف الجيش زيادة جاهزية واستعداد كافة القطاعات، إلى جانب محاربة الإرهاب". وتابع: " التدريبات أظهرت قدرات مثيرة للإعجاب، وما ينقص فقط هو العدو". وأضاف: "يجب استغلال كل لحظة من أجل إجراء التدريبات ويجب أن يكون الجيش مستعدا في أي لحظة؛ فالجيش إما أنه يستعد للحرب أو يحارب، لهذا يجب استغلال كل لحظة في الأيام العادية للتدرب على المهمات كي يحقق المهمة حين نرسله إليها".

وقال وزير الأمن عمير بيرتس في كلمة ألقاها في مراسم نهاية التدريبات: "ليس لدينا أي دليل يشير إلى أن سوريا معنية بالدخول في حرب. آمل أن لا يجر التصعيد الكلامي تصعيدا حقيقيا". وقال بيرتس في ما يمكن اعتباره رسالة طمأنة: "الجيش يجري تدريبات فقط؛ وآمل أن لا يفسر السوريون ذلك بشكل خاطئ".

وعن التدريبات التي شملت احتلال قرية سورية، قال بيرتس: "هي كباقي تدريبات الجيش العادية ولا تدخل في إطار الاستعداد لشن الحرب، وهي من أجل التدريب وليس بهدف شن حرب وآمل أن لا يفسر السوريون ذلك بشكل مغاير". إلا أنه أضاف: " نستعد في الشمال وفي الجنوب لأي تدهور قد يحصل ونستعد بأفضل مستوى من ناحية الحجم والتركيز وعلى المستوى العملياني". وأضاف: "نحن نرى أن الاستعدادات السورية ذات طابع دفاعي. ونرقب ما يحصل هناك، ولا نتجاهل الأصوات الأخرى الداعية للمفاوضات للسلام".

وكان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، عاموس يدلين، تطرق جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إلى هذا الموضوع بالقول: "سوريا تقوم باستعدادات تتركز في المبنى الدفاعي وتوسيع دائرة أنظمة النيران، وتقوم بتدريبات واسعة. هم في درجة جاهزية للحرب أكثر مما كانوا عليه في الماضي، ولكن هذا لا يعني أن سوريا أصبحت مستعدة للحرب ابتداء من يوم غد. يملك السوريون أنظمة صواريخ كبيرة ذات مدى مختلف. وليس بحاجة لتحريك قوات من أجل تفعيل هذه الأنظمة.

ومن المقرر أن يناقش المجلس الوزاري السياسي- الأمني، الأربعاء، الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تجاه سورية. ومن المتوقع أن يستمع الوزراء إلى التقديرات الاستخبارية حول قدرات الجيش السوري وتسلحه.

التعليقات