21/12/2008 - 11:30

أولمرت: سنتخذ الخطوات المطلوبة دون رفع مستوى التصعيد

مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قال في حديث لإذاعة الجيش أن «العملية العسكرية في قطاع غزة هي مسألة وقت ويتوقع أن تكون قبل الانتخابات». وأضاف أن «حماس تستغل فترة الانتخابات وتحدد قواعد اللعبة».

 أولمرت: سنتخذ الخطوات المطلوبة دون رفع مستوى التصعيد
لم يفصح رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، في جلسة الحكومة الأسبوعية، التي تركزت في بحث تداعيات انتهاء مفعول اتفاقية التهدئة والتصعيد في قطاع غزة، عن الخطوات العدوانية التي ستتخذها حكومته ضد قطاع غزة. واكتفى بالقول أنه أجرى مشاورات مع وزير الأمن ووزيرة الخارجية وأن حكومته ستتخذ الخطوات الصحيحة في التوقيت المناسب. في حين قال مراقبون إسرائيليون أن أولمرت انضم عمليا لوزير الأمن إيهود باراك في معارضته لشن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

ويرجح مسؤولون عسكرون أن تكثف قوات الاحتلال من عملياتها المحدودة في قطاع غزة، إلى جانب تكثيف عمليات الاغتيال.

وقال أولمرت: "كل حكومة مسؤولة لا تتحمس للحرب، ولكن لا تتهرب منها، لذلك سنتخذ الخطوات المطلوبة دون رفع مستوى التصعيد". وأشار إلى أن «هناك أناس يعتقدون أنهم يحلون المشاكل بواسطة التصريحات البطولية». وتابع قائلا "ليس سرا أننا في بداية شهر يونيو/ حزيران قبلنا بتردد التهدئة، وبالطبع أردنا أن تتوقف كافة العمليات الإرهابية وتهريب السلاح بشكل تام، وعلى هذا الأساس ومن خلال إدراكنا أننا بذلك نتصرف بمسؤولية، قررنا قبول التهدئة".

وتطرق أولمرت إلى التصريحات الداعية إلى تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة، واعتبرها أنها تأتي في إطار المزايدات الانتخابية. وقال: " إنني يقظ إلى أننا نحيا في فترة حساسة، ليس لدي نية بالتنافس مع أحد من المنفعلين والمتحمسين. أجريت سلسلة مداولات مع وزير الأمن ووزيرة الخارجية. السيناريوهات واضحة والأعمال واضحة. ستعرف الحكومة اتخاذ الخطوات الصحيحة في الشكل الصحيح والتوقيت الصحيح".

ومن جانب أعرب وزير الأمن إيهود باراك عن استنكاره التصريحات التي صدرت عن وزراء والتي انتقدته واتهمته بالفشل في غزة، ودعا رئيس الحكومة إلى كبح جماح «الثرثارين السياسيين وحَملهم على التصرف بشكل مسؤول».

وأضاف باراك قبل دخوله لجلسة الحكومة: لا يمكن قبول الوضع الذي نتج في غزة. لقد قمت بإصدار تعليمات للجيش والجهات الأمنية إعداد خطة تشمل ما يمكن وما يفضل القيام به. والمهم أن أن تنجح أي عملية ننفذها. نحن نستمع ونتألم لوجع سكان المنطقة الذين يقفون كل يوم في امتحان قاس، ولكن الأصوات الانفعالية تضر ولا حاجة لها، وتمس في القدرة على الصمود".

على ضوء انتهاء مفعول اتفاقية التهدئة ووسط تهديدات بالتصعيد اجتمعت الحكومة الإسرائيلية اليوم لبحث الأوضاع في قطاع غزة، ويبرز في دائرة صنع القرار موقفان: موقف تصعيدي ومنتقد لسياسة وزير الأمن إيهود باراك في غزة يقوده حاييم رامون، وموقف يفضل في هذه المرحلة تمديد التهدئة ويقوده باراك وقادة الجيش. وسيعقد المجلس الأمني السياسي المصغر جلسة خلال الأسبوع ويتخذ قرارات بشأن سياسة الاحتلال في قطاع غزة.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع في حديث لإذاعة الجيش أن «العملية العسكرية في قطاع غزة هي مسألة وقت ويتوقع أن تكون قبل الانتخابات». وأضاف أن «حماس تستغل فترة الانتخابات وتحدد قواعد اللعبة».

وذكرت صحيفة "معريف" أن باراك وليفني ورامون يقودون موقفا صارما ضد ما أسمته «سياسة ضبط النفس» حيال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتوقعت أن تشهد جلسة الحكومة نقاشا صاخبا وان توجه انتقادات حادة لباراك، في حين أشار مراقبون إسرائيليون إلى أن أجواء الانتخابات تلعب دورا ولها مفعول على تصريحات السياسيين، واستبعدوا أن تقدم حكومة انتقالية على مغامرة غير محسوبة في قطاع غزة، كعملية اجتياح واسعة، وتوقعوا أن تكثف إسرائيل سياسات الاغتيال والقصف الجوي والمدفعي إلى أن يتم التوصل إلى تمديد لاتفاق تهدئة.

وقد وجه نائب رئيس الحكومة حاييم رامون انتقادات حادة لباراك واتهمه بأن سياسته تتسبب بأضرار لإسرائيل. وقال رامون إن «سياسة وزير الأمن إيهود باراك بكل ما يتعلق بغزة فشلت فشلا ذريعا، وهي تمس بشكل صارخ بسكان جنوب البلاد وبالأمن القومي لإسرائيل. وتسببت بأضرار سياسية لا يمكن تقديرها». وطالب رامون، ووزير الصناعة والتجارة، إيلي يشاي، بعقد المجلس السياسي الأمني المصغر لبحث التطورات في الجنوب.

وميدانيا تواصل فصائل المقاومة قصف النقب الجنوبي بوتيرة خفيفة، ردا على القصف الإسرائيلي في قطاع غزة، وعلى استمرار الحصار وإغلاق المعابر. وكان آخر الاعتداءات الإسرائيلية قصفا مدفعيا أدى يوم أمس إلى استشهاد فلسطيني وإصابة اثنين آخرين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وحسب شهود عيان فان المدفعية الاسرائيلية المتمركزة شمال قطاع غزة اطلقت صاروخ ارض- ارض تجاه مجموعة من المسلحين كانت تهم باطلاق قذائف صاروخية تجاه اهداف اسرائيلية ما ادى الى استشهاد فلسطيني واصابة اخرين بجراح مختلفة. وقالت مصادر فى كتائب شهداء الاقصى التى تتبع حركة فتح ان الشهيد عليان حجازى 25 عاما هو احد عناصرها وقد استهدف من قبل المدفعية الاسرائيلية شمال قطاع غزة.

من جهة اخرى اعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد محمد عقيل أبو شمالة من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة متاثر بجراحه التى اصيب بها قبل خمسة اعوام فى غارة استهدفت شارع الجلاء وسط قطاع غزة تسببت له بشلل رباعي ما ادى الى وفاته اليوم. كما اعلنت مجموعات الشهيد ياسر عرفات التابعة لكتائب شهداء الاقصى، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي اطلقت باتجاه احدى مجموعاتها صاروخ أرض أرض قرابة الساعة العاشرة من صباح اليوم اثناء تنفيذها لمهمة "جهادية" مؤكدة نجاة جميع افراد المجموعة.

التعليقات