مصادر اسرائيلية: لم نقدم اية تعهدات للسلطة...

استبقت اسرائيل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بحملة تسريبات اعلامية متضاربة، وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لموقع صحيفة "يديعوت احرونوت" إن اسرائيل لم تقدم اية تعهدات لاستئناف المفاوضات ولم تُطالب القيام بخطوات خاصة. وأوضحت: "لا نعرف حالياً ما هي الضمانات التي تم تقديمها، وننتظر لنسمع ما سيقوله الأميركان. على اية حال اسرائيل لم تقدم تعهدات من أي نوع ويجري الحديث عن حوار مباشر بين الأميركان والفلسطينيين".

بموازاة ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" صباح اليوم عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوى قوله إن مسؤولين في الإدارة الأميركية أبلغوا السلطة الفلسطينية أن الولايات المتحدة ترى بوبجوب الإنتقال في اسرع وقت ممكن للمفاوضات المباشرة مع اسرائيل. وأضاف أن الرسالة التي سلمتها الإدارة الأميركية لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تنص بأن لا تقوم واشنطن بطرح مقترحات تجسير للمواقف أو خطة سلام قبل الإنتقال للمفاوضات المباشرة وقبل مناقشة الطرفين بشكل جدي للقضايا الجوهرية أو قضايا الوضع النهائي.

ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الإسرائيلي، ايهود براك، قوله أمس في مؤتمر في معهد فايتسمان إن الإدارة الأميركية تنتظر من اسرائيل ان توفي بدورها لإنجاح الجهود الأميركية في الشرق الأوسط، وأضاف: "شرط ضروري لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة هو القيام بخطوات تثبت التزام اسرائيل الجدي بإتخاذ قرارات في الموضوع الفلسطيني عندما توضع على طاولة النقاش. سيتم الحكم على الأمر من خلال الأفعال وليس بعدد ابتسامتنا في البيت الأبيض. يجب طرح خطة سياسية بعيدة المدى تقف اسرائيل من خلفها. لست متأكداً من أن الأمر ممكناً في الحكومة الحالية".

وحذر براك من إنه في ظل انعدام اتفاق مع الفلسطينيين فإن اسرائيل ستواجه عزلة دولية وينتظرها مستقبل مثل مستقبل بلفست أو البوسنة أو الإنتقال تدريجياً من نموذج الدولتين الى دولة واحدة للشعبين وتشبيهها بجنوب افريقيا.

وقالت الصحيفة إن المبعوث الأميركي، جورج ميتشل، طالب الحكومة الإسرائيلية خلال اللقاءات التي اجراها الأسبوع الماضي مع اركانها بأن تقوم خلال الأسابيع القريبة بخطوات "لبناء الثقة" تجاه السلطة الفلسطينية بهدف مساعدة السلطة بناء المؤسسات وتشجيع الفلسطينيين الإنتقال للمفاوضات المباشرة.

وتوقع مصدر اسرائيل في حديث للصحيفة أن تقوم اسرائيل بهذه الخطوات خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لتشمل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينية وإزالة حواجز في الضفة الغربية ونقل السيطرة الأمنية للسلطة في عدة مناطق في الضفة الغربية.