31/10/2010 - 11:02

أولمرت: في مرحلة ما سيتطلب من سوريا الاختيار بين السلام وعلاقاتها مع إيران

أولمرت: الأمر متعلق باختيار القادة السوريين. في مرحلة ما لن تكفي الإشارات، مهما كانت إيجابية. وفي تلك المرحلة ستحتاج سوريا لحسم الخيار ما بين علاقاتها مع إيران، وبين السلام

 أولمرت: في مرحلة ما سيتطلب من سوريا الاختيار بين السلام وعلاقاتها مع إيران
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إنه سيتعين على سوريا في مرحلة ما الاختيار ما بين السلام وبين علاقاتها مع إيران. وتأتي تصريحات أولمرت بعد يوم واحد من بدء جولة رابعة من المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، التي يقلل مراقبون إسرائيليون من فرص نجاحها بسبب المعارضة الداخلية وبسبب وضع رئيس الوزراء الداخلي على خلفية قضايا الفساد التي تلاحقه. واتهم عدد من السياسيين أولمرت بأنه فتح المسار السوري لصرف النظر عن قضايا الفساد.

وقال أولمرت في حفل تخريج في الكلية العسكرية في الجامعة العبرية في القدس، مساء أمس، حول فرص نجاح المفاوضات: "الأمر متعلق، قبل كل شيء، باختيار القادة السوريين. في مرحلة ما لن تكفي الإشارات، مهما كانت إيجابية. وفي تلك المرحلة ستحتاج سوريا لحسم الخيار ما بين علاقاتها مع إيران، الشراكة في محور الشر والعزلة الدولية، وبين السلام والازدهار الاقتصادي والانضمام إلى المجتمع الدولي. وهذا الحسم هو قاطع وقيمي. إسرائيل من جانبها تواصل إجراء المفاوضات بنية حسنة وبهدف عرض خيار بديل حقيقي أمام سوريا، تشجعها على اتخاذ القرارات الصائبة".

ووجه أولمرت حديثه لمنتقديه وخصومه وخاصة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، التي وجهت انتقادات مؤخرا لأولمرت على خلفية المفاوضات مع سوريا، قائلا إنه «سيستمر في مفاوضات السلام مع سوريا والفلسطينيين- طالما أنه ما زال يمسك بزمام الأمور». وتابع: "المفاوضات الجارية اليوم بوساطة تركية هي جدية وموضوعية. ومن شأنها أن تفضي في نهاية المطاف إلى السلام بين الدول والرفاهية للشعبين". وتابع: " منذ يومي الأول في منصب رئاسة الحكومة رأيت أن دفع المفاوضات مع كل جيراننا هدف أعلى. وذلك لن يتغير طالما أتولى المسؤولية العليا عن أمن وازدهار إسرائيل". وأردف: " بعد سنوات طويلة من الجمود السياسي بدأنا مفاوضات مع جيراننا الفلسطينيين، ومفاوضات غير مباشرة مع جيراننا السوريين. هناك من اعتقد في الماضي إنها مهمة مستحيلة، ولكن برأيي ليس فقط أن الهدف ممكن التحقيق بل ضروري أيضا".

وقال أولمرت إن أجهزة الأمن «اضطلعت بدور هام جدا وربما غير مسبوق في إدارة المفاوضات». وأضاف قائلا: "أجهزة الأمن أثبتت نضجا وأن لديها رؤية استراتيجية واسعة حينما أيدت منذ البداية الحوار مع سوريا".

وقد استؤنفت يوم أمس الأول، الاثنين، الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية والتي من المتوقع أن تستمر لعدة أيام في مدينة اسطنبول. وعلى إثر ذلك نفى سفير سوريا في الولايات المتحدة عماد مصطفى أمس أن تكون لدى سوريا أي نية لتقديم تنازلات إلى إسرائيل ، مشدداً أنّ عليها الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة إذا رغبت في السلام. و كان السفير عماد مصطفى أعلن في حوار مع منظمة "من أجل السلام الآن" الأميركية أن سوريا تشترط إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي العربية إذا رغبت في السلام. فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصطفى قوله إن سوريا تتطلع للاعتراف المتبادل مع إسرائيل وانتهاء حالة الحرب بين البلدين.

و حول زيارة الوفد السوري غيرالرسمية لواشنطن قال مصطفى :" إن تخبط وتناقض الإدارة الأمريكية تجاه الوفد الذي زار واشنطن مؤخراً هو مؤشر على الانقسام السياسي الداخلي والعميق لهذه الإدارة تجاه السياسات بشكل عام ، وسورية بشكل خاص".

وأضاف أن وزارة الخارجية الأمريكية هي التي اتصلت بمنظمة البحث عن أرضية مشتركة ورحبت بترتيب لقائها مع الوفد ثم تراجعت عن ذلك لاحقاً، موضحاً أن المؤشرالوحيد الذي يمكن استخلاصه من ذلك هو أن وزارة الخارجية الأمريكية تعرضت لضغوط من مكتب نائب الرئيس ديك تشيني أو اليوت أبرمز للعدول عن ذلك.

يشار إلى أن ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال في وقت سابق إن دبلوماسيا أمريكياً سيلتقي بوفد سوري من ثلاثة أعضاء في زيارة خاصة لواشنطن. يتألف الوفد من رئيس مركز دراسات الشرق سمير التقي والباحث الاقتصادي سمير سعيفان والمفكر الأكاديمي والكاتب سامي مبيض.



التعليقات