31/10/2010 - 11:02

قلق إسرائيلي من قمة الأسد نجاد ودعوات لتشكيل حكومة طوارئ؛ إيران تنفي وجود أي صفقة مع سوريا..

معارضو المفاوضات يجدون في الزيارة فرصة للتحريض على دمشق * إيران تنفي الأنباء حول صفقة سورية إيرانية بتزويدها بالسلاح مقابل عدم الدخول في مفاوضات مع سوريا * الحكومة الإسرائيلية قلقة من اللقاء

 قلق إسرائيلي من قمة الأسد نجاد ودعوات لتشكيل حكومة طوارئ؛ إيران تنفي وجود أي صفقة مع سوريا..
تنظر الحكومة الإسرائيلية بكثير من القلق إلى زيارة الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، إلى سوريا وما تمخض عنها. ودفعت تلك الزيارة ببعض السياسيين الإسرائيليين إلى المطالبة بتشكيل حكومة طوارئ. كما ووجد السياسيون الذين يعترضون على المفاوضات مع سوريا حول استعادة هضبة الجولان في تلك الزيارة أرضا خصبة للتحريض على سوريا. ورغم أن العلاقات السورية الإيرانية متينة منذ وقت طويل إلا أن الإسرائيليين يرون أن لهذه الزيارة أهمية كبيرة. وزاد من هذا القلق ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط حول صفقة إيرانية سورية مزعومة، تزود وفقها إيران سوريا بالسلاح مقابل عدم الدخول في مفاوضات مع إسرائيل. ونفت إيران هذه الأنباء واعتبرتها تهدف إلى المس بالعلاقات السورية الإيرانية.

وشككت مصادر سياسية إسرائيلية بما نشرته صحيفة الشرق الأوسط والتي تحدثت عن اتفاق بين الرئيس السوري، بشار الأسد والرئيس الإيراني يقضي بأن تزود إيران سوريا بأسلحة بقيمة مليار دولار، مقابل عدم الدخول في مفاوضات مع إسرائيل". ويرى محللون أن اتفاقا من هذا النوع هو غير واقعي لأن الهدف السوري هو استعادة الجولان المحتل، وتفضل سوريا كما جاء في تصريحات قادتها الطرق السلمية عن أي خيار آخر". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "مهر" نفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، نبأ تلك الصفقة، وقال في المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي يعقده في طهران إن "نشر تلك المعلومات يهدف إلى المس بالعلاقات الوثيقة بين إيران وسوريا".

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "لا نعرف مدى صحة ما نشر، ولكن إسرائيل مستعدة لأي سيناريو. كانت مستعدة قبل لقاء رئيسي إيران وسوريا وستكون مستعدة بعده، دون أي علاقة للقاء". وأضاف: " تقوم إسرائيل بكل ما ينبغي من أجل التوصل إلى سلام مع سوريا".

وقال مسؤولون إسرائيليون إن مجرد عقد القمة في دمشق ومشاركة الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يدل «كم الرئيس السوري منغرس عميقا في محور الشر». ويضيف المسؤول: ربما بسبب ذلك لا يرُدُّ الرئيس السوري على «إشارات السلام التي بثها له رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت». وتابع: "نحن ما زلنا مع المفاوضات المباشرة مع سوريا، دون وسطاء ودون شروط مسبقة".

ويجد معارضو المفاوضات مع سوريا في زيارة الرئيس الإيراني فرصة لتدعيم مواقفهم والتأليب ضد فكرة التفاوض مع سوريا. وقال نائب رئيس الوزراء، إيلي يشاي(شاس) المعروف بمعارضته للمفاوضات مع سوريا وبتصريحاته الانفعالية: " قلنا أن سوريا ليس لديها نية للسلام. لو كان لديها نية من هذا النوع لكنا قد شرعنا في التفاوض. هي مرتبطة بمحور الشر، وعلى إسرائيل أن تتعامل معها حسب أعمالها. والحقيقة الماثلة أمامنا أن محور الشر يتعزز. لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بأن تكوم نعامة. يجب أن نكون مستعدين وأن نرقب إلى أين تتجه الرياح، وماذا يفكرون عنا".

ويتفق الوزير يتسحاك هرتسوغ(العمل) مع ما جاء في أقوال يشاي، ويقول: ثمة محور شر.. وثمة تعاون سري ووثيق بين أعضاء هذا المحور، ولدينا مرة أخرى إثبات؛ مع من نتعامل. يجب أن نتذكر أيضا أن ثمة ائتلاف معتدل مكون من دول عربية – بدءا من المغرب مرورا بدول الخليج وانتهاء بمصر والأردن. يمثل أمامنا ائتلاف الشر وهو التحدي الذي يقف أمامنا في هذه الفترة".

وقال مكتب أولمرت الليلة الماضية أن إسرائيل لديها قنوات لفحص صحة ما نشر في صحيفة الشرق الأوسط. وقالوا أن الحديث يدور عن صحيفة لديها نزاعات مع إيران، ومن هنا من غير الواضح ما هو مصدر الأنباء التي أدت إلى عاصفة في المحافل السياسية الإسرائيلية.

يذكر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، طالب في كلمة ألقاها أمام مجلس الشعب السوري لدى أدائه القسم لولاية رئاسية ثانية، قبل عدة أيام، بتعهد إسرائيلي بالانسحاب من هضبة الجولان المحتلة قبل الشروع في مفاوضات مع إسرائيل.

وطالب نائب رئيس الوزراء ووزير «التهديدات الاستراتيجية» اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان بتشكيل حكومة طوارئ وطنية مع الليكود. ودعا ليبرمان إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها حزب الليكود المعارض. ووجه دعوة لزعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، ولرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، إلى وضع الخلافات جانبا لمواجهة ما أسماه «التقارب الخطير» الحاصل بين الرئيس السوري ونظيره الإيراني. معتبرا أن «حكومة وحدة وطنية هي مطلب الساعة في هذه الأوقات العصيبة».

وادعى عضو الكنيست رئيس لجنة الخارجية والأمن، تساحي هنغبي، من حزب "كاديما" أن إيران تشكل خطرا يتفاقم من يوم إلى آخر، "ليس فقط على إسرائيل وإنما على الإستقرار في المنطقة". وزعم هنغبي أن ما وصفه "الإرتماء السوري في أحضان إيران" إنما يعكس الطبيعة "المغامرة" للرئيس بشار الأسد "بخلاف والده المرحوم حافظ الأسد" الأمر الذي يضع مجرّد وجود نظامه في خطر حقيقي".

ودعا عضو الكنيست من حزب ليكود، يسرائيل كاتس، إلى الاحتفاظ بالجولان، وكاتس هو رئيس "الحركة من أجل الجولان". وقال المتطرف: " إن كل ما قاله رئيس الحكومة أولمرت عن أجراس السلام التي تقرع في دمشق، وعن استعداد دمشق للتنازل عن الجولان هي أوهام وأضغاث أحلام". وزاد عضو الكنيست المتطرف، "إن الأسد يتكلم كما الحمامة ولكنه يستعد للدغته الثعبانية. حيث أن صفقة الأسلحة والإتفاقية السورية الإيرانية تؤكّدان أن الضمانة الوحيدة لسلامة إسرائيل هي البقاء في الجولان".



التعليقات