31/10/2010 - 11:02

لقاء بين عباس وأولمرت اليوم وسط هوة عميقة في المواقف..

تعثرت جولة ثانية من المفاوضات الفلسطينية يوم الاثنين وتمحور النزاع في «مظاهر» السياسة الإسرائيلية وليس في «فحواها»، كبناء المستوطنات في القدس الشرقية.

  لقاء بين عباس وأولمرت اليوم وسط هوة عميقة في المواقف..
سيعقد اليوم لقاء بين رئيس الوزراء الإسرئيلي إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس،؛ ويدرك طاقم المفاوضات الفلسطيني أن المفاهيم الإسرائيلية والرؤية لشكل الدولة الفلسطينية باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى ولا تشير إلى التفاؤل. ويبدو أنه في ظل موازين القوى الحالي من الصعب إحراز أي تقدم.
وسيكون لقاء أولمرت عباس هو الأول بعد «استعراض» أنابوليس، وسيشارك فيه أعضاء طاقم المفاوضات من الجانبين، برئاسة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ، ورئيس وفد المفاوضات الفلسطيني أحمد قريع.

ولا زالت المفاوضات بين الوفدين الإسرائيلي، والفلسطيني تراوح مكانها، وتعثرت الجلسة الثانية من المفاوضات التي أعلن عن انطلاقها في لقاء أنابوليس الاحتفالي الذي عقد نهاية الشهر الماضي. ويتذرع الإسرائيليون في ظل المخططات الاستيطانية التي أعلن عنها مؤخرا بأن الفلسطينيين لم يكبحوا جماح العنف في الضفة الغربية وقطاع غزة(التي تقع خارج سيطرة حكومة عباس) كما تتطلب المرحلة الأولى من خريطة الطريق.

ويقول مراقبون فلسطينيون أن «مطب» خارطة الطريق الذي خبروه في الماضي أيام الراحل عرفات سيقود إلى نتائج كارثية في الساحة الفلسطينية في الوقت الذي تعلن إسرائيل رفضها للانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها القدس الشرقية وتعلن تنكرها الصريح لحق العودة، وتمارس سياسة على الأرض تتماشى مع تلك المواقف وأهمها عزل القدس عن الضفة الغربية من خلال الكتل الاستيطانية والطرق الالتفافية وجدران الفصل العنصري.

وقد تعثرت جولة ثانية من المفاوضات الفلسطينية يوم الاثنين وتمحور النزاع في «مظاهر» السياسة الإسرائيلية وليس في «فحواها»، كبناء المستوطنات في القدس الشرقية.

وكان رئيس السلطة محمود عباس قد أقر بصعوبة المفاوضات والهوة الواسعة بين المواقف. كما وصف المفاوض الفلسطيني صائب عريقات المفاوضات بأنها "صعبة للغاية" بسبب رفض إسرائيل الالتزام بوقف كل الأنشطة الاستيطانية كما هو مطلوب وفقا لخطة "خارطة الطريق" التي تعثرت طويلا. وقال عريقات انه قال للاسرائيليين ان بناء المستوطنات غير قانوني. ورد فريق التفاوض الاسرائيلي بان خارطة الطريق تدعو الفلسطينيين الى كبح جماح النشطاء في الضغة الفربية المحتلة وغزة التي تسيطر عليها حركة حماس كشرط لاقامة دولة فلسطينية.

وفي الجانب الإسرائيلي هناك من لا يخفون تشاؤمهم ويسمون الأشياء بمسمياتها الحقيقية، وكل متابع للصحافة الإسرائيلية يدرك دون عناء أن المفاوضات هي استمرار لاستعراض أنابوليس وابتزاز للمواقف الفلسطينية. وذكرت صحيفة هآرتس أن مسؤولا سياسيا إسرائيليا ضالعا في المفاوضات مع الفلسطينيين حذر مما اعتبره «أزمة توقعات» وقال: "إسرائيل طرحت توقعات بعيدة المنال في الحلبة الدولية وهي تطبيق المرحلة الأولى من خارطة الطريق، إلا أن ذلك لن يتحقق، إذ لا يوجد لدى الحكومة قوة سياسية- لا لإخلاء البؤر الاستيطانية ولا لتجميد البناء في المستوطنات". وأضاف المسؤول: "في اليوم الذي ستبدأ فيه المفاوضات حول القضايا الجوهرية ستكون المشكلة أكبر بكثير، فثمة ملفات مفصلة تتضمن الموقف الإسرائيلية في مفاوضات عام 2001". ويتساءل المسؤول: "ما الذي سيحصل حينما يفتح ملف القدس مثلا؟ - سيكتشفون أن المواقف الإسرائيلية في طابا بعيدة سنوات ضوئية عن المواقف الإسرائيلية اليوم".

ومن جانبه أشار عريقات إلى إنه قال لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان الاسرائيليين عليهم ان يختاروا مسار السلام والمفاوضات او مسار المستوطنات لانهم لا يمكن ان يسيروا في الاثنين. وبالمقابل اري ميكل المتحدث باسم ليفني ان اسرائيل ابلغت الفلسطينيين "انهم يجب عليهم تنفيذ التزامتهم العلنية بشأن الامن."

التعليقات