31/10/2010 - 11:02

مؤتمر الخريف تقلص ليصبح مؤتمر المرحلة الأولى من خارطة الطريق..

الإدارة الأمريكية تنازلت عن بحث قضايا الصراع الجوهرية وقضايا الحل الدائم – الحدود القدس اللاجئين والمياه، وسيأتي ذكرها بصيغة ما في الوثيقة التي ستتناول المرحلة الأولى من خارطة الطريق.

 مؤتمر الخريف تقلص ليصبح مؤتمر المرحلة الأولى من خارطة الطريق..
ستجتمع وزيرة الخارجية الأمريكية، الأمريكية كوندوليزا رايس، التي وصلت إلى البلاد للمشاركة في مؤتمر "سيبين" للحوار الاستراتيجي الأمريكي، والذي يحضره أيضا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، اليوم الأحد، وستلتقي يوم الاثنين برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لدفع المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى وثيقة مشتركة يعقد على أساسها اجتماع الخريف، إلا أن هذا الاجتماع كما يستدل من تصريحات إسرائيلية وأمريكية قد انحصر مضمونه إلى «التأكيد على المرحلة الأولى من خارطة الطريق»، وكان الحديث عن «المؤتمر» قد بدأ كبالون منفوخ وبدأ يخرج منه الهواء شيئا فشيئا إلى أن تقلص إلى المرحلة الأولى من خارطة الطريق. إلا أنه وحسب الاتفاق الذي تم في آخر لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس ستكون الولايات المتحدة هي المحكّم في تحديد مدى تطبيق التزامات كل طرف حسب خارطة الطريق، وهي من تحدد شروط الانتقال من مرحلة إلى أخرى.

وقد برز خلاف بين وفد المفاوضات الفلسطيني حول تطبيق كل طرف لالتزاماته في خارطة الطريق، إلى جاتب خلاف جوهري حول طرح قضايا الحل الدائم. ويسعى الإسرائيليون لأن يكون تناول قضايا الحل الدائم ضمن "رزمة واحدة" دون الفصل بين أي قضية وأخرى، في حين يطالب الفلسطينيون ببحث كل قضية على حدة. إلا أنه ورغم الخلافات الشديدة يحاول الطرفان عدم بث أجواء أزمة.

وقد التقت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني يوم أمس مع رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض على هامش مؤتمر "سيبين" للحوار الاستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي، والذي بدأت أعماله مساء أمس وستشارك بع رايس وأولمرت والرئيس شمعون بيريس ووسيط الرباعية طوني بلير إلى جانب سياسيين ومسؤولين أمنيين إسرائيليي وأمريكيين من بينهم مسؤولين سابقين.

وقالت مصادر إسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تنازلت عن بحث قضايا الصراع الجوهرية وقضايا الحل الدائم – الحدود القدس اللاجئين والمياه، وسيأتي ذكرها بصيغة ما في الوثيقة التي ستتناول المرحلة الأولى من خارطة الطريق.

وسبقت زيارة رايس تصريحات لمسؤولين أمريكيين توضح أن وزيرة الخارجية لن تثير مشاكل سياسية داخلية لأي من الجانبين، في إشارة إلى نيتها عدم الضغط على إسرائيل، بسبب معارضة اليمين الإسرائيلي لتقديم تنازلات في قضايا الحل الدائم. وقال مسؤول أمريكي كبير رافق رايس الى تركيا يوم السبت قبل مغادرتها متوجهة الى تل أبيب "انها (الوثيقة) محاولة للتوفيق بين التوصل الى صيغة مناسبة وعدم اثارة مشكلات سياسية داخلية لاي من الجانبين." وتعني بالمشكلات السياسية، مواقف اليمين الإسرائيلي التي اعتبرها محللون طوق نجاة لأولمرت لأنه غير مستعد لتقديم تنازلات، معتبرين أن مواقفه من قضايا الحل الدائم لا تختلف كثيرا عن مواقف يسرائيل بيتينو وشاس إلا أنه أكثر ديبلوماسية.

وقد أشار نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، يوم أمس إلى أن المؤتمر سيعقد في نهاية الشهر الجاري بعد عطلة "عيد الشكر". ولفت تشيني إلى أن عملا كبيرا ينبغي القيام به من أجل الإعداد لمؤتمر أنابوليس.

ويتواجد مساعد وزيرة الخارجية ديفيد وولش في المنطقة للإعداد لزيارة رايس، والتقى مع مسؤولين إسرائيليين، واجتمع مساء اليوم مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس في رام الله، وقالت مصادر إسرائيلية إن وولش أكد للجانبين أن المسار الذي سيعتد بين الجانبين هو مسار خارطة الطريق، في حين أكدت مصادر فلسطينية أن عباس شدد في لقائه مع وولش على أن الفلسطينيين طبقوا الجزء المتعلق بهم من المرحلة الأولى من خارطة الطريق.

وكان مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، ستيف هادلي الذي زار البلاد الأسبوع الماضي قد ألقى مزيدا من الضوء على الموقف الأمريكي من المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، إذ أوضح أن الولايات المتحدة لا تعترض على الموقف الإسرائيلي الرافض لبحث قضايا الحل الدائم مع الفلسطينيين تمهيدا للاجتماع الذي دعت إليه في أنابوليس، إلا أنها تطالب الإسرائيليين بالمقابل باتخاذ خطوات عملية تجاه الفلسطينيين لتخفيف الإجراءات الأمنية وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية.





التعليقات