31/10/2010 - 11:02

محاضر في جامعة النقب يصف إسرائيل بأنها «دولة أبرتهايد» ويدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية وثقافية عليها

وصف المحاضر الإسرائيلي د. نيف غوردون، من جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، إسرائيل بأنها دولة «أبرتهايد» ودعا في مقال نشره نهاية الأسبوع الماضي في صحيفة " لوس أنجلوس تايمز" إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا.

 محاضر في جامعة النقب يصف إسرائيل بأنها «دولة أبرتهايد» ويدعو إلى فرض عقوبات اقتصادية وثقافية عليها
وصف المحاضر الإسرائيلي د. نيف غوردون، من جامعة "بن غوريون" في بئر السبع، إسرائيل بأنها دولة «أبرتهايد» ودعا في مقال نشره نهاية الأسبوع الماضي في صحيفة " لوس أنجلوس تايمز" إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا. وفي أعقاب نشر المقالة شن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة هجوما عنيفا على غوردون وهدد عدد من زعماء الجماعات اليهودية في لوس أنجلوس بوقف الدعم المالي للجامعة احتجاجا على مقالة غوردون.

وتشير تجارب الماضي إلى أن إسرائيل لا تتورع عن محاربة منتقديها بكل قسوة حتى لو كانوا يهودا، وتفرض عليهم مقاطعة وملاحقة وضغوطا شديدة. وكان منع المحاضر الأمريكي اليهودي نورمان فنكلشتاين قبل شهور من دخول البلاد جزءا من الحرب التي تشنها ضده، وجاءت في سياق حملة تشويه قادها اللوبي الصهيوني والدبلوماسية الإسرائيلية. كما أن قضية الصحفي السويدي رونالد بوستروم ما هي إلا مثال حي على تعامل إسرائيل مع منتقديها بغض النظر عن جنسيتهم. والقائمة طويلة.

غوردون هو ناشط يساري ومحاضر في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة بئر السبع، وكان زار المقاطعة في رام الله خلال العدوان الإسرائيلي عام 2002 (حمل اسم السور الواقي وقاده وزير الأمن حينذاك شاؤول موفاز في حكومة شارون) والتقى مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

ويقول غوردون في مقالته إن التعريف الدقيق لإسرائيل اليوم هو أنها «دولة أبرتهايد»، ويرى أن «فرض مقاطعة دولية على إسرائيل هي الطريق الوحيدة لإنقاذها».

ويضيف غوردون: " في حين يسكن الشعبان في نفس البقعة من الأرض بين نهر الأردن والبحر المتوسط، إلا أنهما يخضعان لمنظومة قوانين مختلفة تماما. للفلسطينيين لا يوجد دولة ويفتقرون إلى الكثير من حقوقهم الإنسانية الأساسية. وفي تناقض شديد، كل اليهود سواء سكنوا في المناطق المحتلة أو في إسرائيل، هم مواطنو إسرائيل".

ويرى غوردون أن «الضغط الدولي هو السبيل الوحيد لوقف نهج الأبرتهايد في إسرائيل». ويضيف قائلا: " كلمات التنديد الصادرة عن إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي لم تأت بنتائج، ولم تؤدي حتى إلى تجميد الاستيطان، فكم بالحري إلى قرار بالانسحاب من المناطق المحتلة".
ويتابع: " لم ينجح أي شيء آخر. ضغط دولي مكثف على إسرائيل هو السبيل الوحيد لكي نضمن أن الجيل القادم من الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن بينهم ابني "شيني"، لن يترعرعوا في دولة أبرتهايد".

يشار في هذا السياق أن المحاضر في نفس الجامعة أمنون راز، وهو ناشط في صفوف التجمع الوطني الديمقراطي، أكثر حدة في النقد من زميله غوردون، وقال راز في محاضرات عديدة أن حق عودة الفلسطينيين، وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، ويرى أنه يتعين على اليهود أن يطلبوا من الفلسطينيين بعد ذلك بأن يقبلوهم في بلادهم.

وأثارت مقالة غوردون ردود فعل غاضبة في أوساط اللوبي الصهيوني في لوس أنجلوس، والتي تضم الكثيرن من المتبرعين لجامعة "بن غوريون". وقام القنصل الإسرائيلي العام في لوس أنجلوس، ياكي ديان، بتوجيه رسالة خطية إلى رئيسة الجامعة البروفيسور ريفكا كارمي وحذرها من أن دعوات كتلك لمقاطعة إسرائيل قد تمس بالجامعة. ويضيف ديان: منذ نشر المقالة تلقيت مكالمات هاتفية كثيرة ممن يعتبرون إسرائيل غالية عليهم، وقسم منهم متبرعون للجامعة. وجميعهم قالوا أنهم لن يقدموا التبرعات للجامعة. ولم تساعدني ادعاءاتي بأنه لا ينبغي أن يؤثر شخص يعتبر من سقط المتاع على مئات الباحثين الجيدين الذين يعملون في الجامعة. هم لا يفرقون".

وينهي ديان رسالته بالقول: أنا أؤمن أن الرد المضمون على المحاضرين المناهضين للصهيونية كغوردون هو إقامة معهد لتعليم الصهيونية، ومعهاد من هذا النوع غير قائمة للأسف في أي من جامعات إسرائيل. هذا المعهد يساهم في دحض الأكاذيب التي يحاول أن ينشرها نيف غوردون، باسم الجامعة التي تقودينها".


التعليقات