31/10/2010 - 11:02

أولمرت أبلغ الإدارة الأمريكية وعباس أنه سيتمكن من الاحتفاظ بمنصبه؛ مسؤول أمريكي: حكومة أولمرت تعيش آخر أيامها

أولمرت الذي أنهى زيارة وصفت بالناجحة للولايات المتحدة سيقف حال عودته أمام عدة خيارات أحلاها مر- أما التمسك بمنصبه- وبذلك يدفع ائتلافه إلى تأييد حل الكنيست، في أسوأ الأحوال

أولمرت أبلغ الإدارة الأمريكية وعباس أنه سيتمكن من الاحتفاظ بمنصبه؛ مسؤول أمريكي: حكومة أولمرت تعيش آخر أيامها
ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت أكد للرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال محادثاته الأخيرة معهم هذا الأسبوع ثقته بأنه سيتمكن من الاحتفاظ بمنصبه وتجاوز الأزمة السياسية التي يمر بها حالياً بسبب الشبهات حول ضلوعه في الفساد. إلا أن التقديرات تشير إلى أن أولمرت لن ينجو هذه المرة كما نجا في مرات سابقة من الإطاحة به بالرغم من زيارته التي وصفت بالناجحة إلى الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مسؤولين أميركيين أعربوا عن قناعتهم بأن حكومة أولمرت «تعيش آخر أيامها». ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله لمسؤول إسرائيلي إن «رئيس الحكومه يقترب من نهاية دربه، ومن شأن هذا الأمر المسّ بالخطوات الجارية في مقابل السلطة الفلسطينية». ونقلت عن محافل إسرائيلية في الولايات المتحدة قولها أن «الأميركيين بدأوا يطرحون أسئلة عن كيفية تأثير قضية الدولارات في المظاريف على العملية السياسية مع الفلسطينيين». وبحسب كلام المسؤول الإسرائيلي الذي قالت الصحيفة بأنه «يحظى على ثقة كبيرة في الإدارة الأميركية»، «ثمة على الأقل مسؤول كبير واحد في الإدارة الأميركية لا يتردد في القول إن هذه الأيام قد تكون آخر أيام حكومة أولمرت».

ويرى محللون أن أولمرت سيقف حال عودته أمام عدة خيارات أحلاها مر- أما التمسك بمنصبه- وبذلك يدفع ائتلافه إلى تأييد حل الكنيست، في أسوأ الأحوال، وفي أفضلها الاتفاق على تقديم موعد الانتخابات العامة- وإما الرضوخ لمطالب الاستقالة. إلا أن أولمرت يدرك أن استقالته تعني نهاية حياته السياسية التي راكمت فشلا على فشل، ونهاية شخصية صنعها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون، حين قدمه من المكان 36 في حزب الليكود إلى المكان الثاني في كاديما وعينه وزيرا ونائبا لرئيس الوزراء. لذلك من المرجح أن يحاول أولمرت تأجيل نهايته قدر استطاعته.

وزراء حزب العمل، وفي خطوة تهدف على زيادة الضغط على أولمرت وحمله على الاستقالة وإتاحة المجال لانتخاب بديل له من داخل حزبه، لوحوا في اجتماع عقدوه يوم أمس بتأييد حل الكنيست. وكما هو معروف، ليس من مصلحة حزب العمل تقديم موعد الانتخابات لأن كافة استطلاعات الرأي تشير إلى أن فرص فوزه ضئيلة. وأن الفوز سيكون من نصيب الليكود الذي من المتوقع أن يحصد اكبر عدد من المقاعد تتيح لرئيسه بنيامين نتنياهو تشكيل الحكومة.. لذلك سيكون تقديم موعد الانتخابات آخر الخيارات بالنسبة لحزب العمل، وسيواصل في غضون ذلك الضغط على كاديما لاستبدال أولمرت، حتى لو سُمعت أصوات تغرد خارج السرب.

وفي كاديما وبالرغم من رفض أولمرت لفكرة الاستقالة، تتواصل الاستعدادات على قدم وساق لإجراء انتخابات داخلية، إلا أن نتائج استطلاعات الرأي تدعو المرشحين إلى التريث قليلا من أجل تحسين فرص فوزهم. فقد أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجري يوم أمس أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تحصل على 39% من أصوات حزب كاديما في النتخابات لرئاسة الحزب، بينما يحصل شاؤول موفاز على 30%، فيما يحصل آفي ديختر على 11% ومئير شطريت على 5.6%، في حين أشار 14% أنهم لم يقرروا بعد. وفي حال لم تحسم الانتخابات في الجولة الأولى ولم يحصل أي من المرشحين على 40% من الأصوات وأجريت جولة ثانية تحصل ليفني على 47.3% من الأصوات بينما يحصل موفاز على 40.5%.

ما زال أولمرت يضغط على حزبه لمنحه فرصة للدفاع عن نفسه في وجه الشبهات، طالبا منهم الانتظار إلى ما بعد جلسة استجواب الشاهد تالانسكي، حيث يعقد الآمال على دحض أقواله أو التشكيك في مصداقيته أو في روايته. وقد أشار أولمرت إلى محاميه بتقديم موعد جلسة الاستجواب من شهر يوليو/ تموز إلى موعد مناسب خلال الشهر الجاري. وقبل سفره إلى الولايات المتحدة طلب من مؤيديه، العمل على منع أي إجراء قد يتخذ في غيابه. وأجرى المقرب منه تساحي هنيغبي سلسلة مشاورات مع المرشحين لرئاسة الحزب خلال غيابه، ولمس من المرشحين أنهم غير متحفزين لخطوات آنية.

وزيرة الخارجية تسيبي ليفني تسعى إلى تحديد موعد قريب لإجراء انتخابات لرئاسة الحزب، واستبدال أولمرت والحفاظ على الائتلاف الحكومي، بينما لا يتحفز المرشحون الثلاثة الآخرون لهذه الخطوة، ويفضلون التريث، خاصة على ضوء استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن ليفني ستتفوق عليهم جميعا، لذلك سيفضلون موعدا بعيدا يتيح لهم تحسين احتمالاتهم في الفوز، وخصوصا صاحب أكبر فرصة لهزيمة ليفني شاؤول موفاز الذي أشارت بعض المصادر أنه سيكون خيار أولمرت إذا ما اضطر للاستقالة.

وتشير مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن أولمرت سيعمل جاهدا كي لا تفوز غريمته ليفني برئاسة الحزب والحكومة لذلك سيراهن على موفاز بالرغم من أن العلاقات بينهما شهدت توترات، خاصة في فترة تشكيل الحكومة عام 2006 وخلال العدوان على لبنان. إلا أن مساعدي موفاز والخبراء الذين يعملون إلى جانبه حذروه من أن إعلان أولمرت عن تأييده له سيضر بفرص فوزه.

نهاية أولمرت، ستكون على ما يبدو عنوان الأيام القادمة، وسيضطر إلى الاختيار ما بين خسارة كاديما للسلطة في حال إجراء انتخابات عامة، وما بين خسارته الشخصية. ولن تتمكن قدراته ومواهبه من إسعافه هذه المرة كما أسعفته من نتائج تقرير لجنة فينوغراد.





التعليقات