31/10/2010 - 11:02

أولمرت يتعهد لعباس بإطلاق سراح أسرى ويوجه رسالة للأسد

قاطع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، كلمة وزيرة الخارجية تسيبي، ليفني في الجلسة التمهيدية لمؤتمر الاتحاد المتوسطي الذي يعقد في باريس برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وغادر المعلم قاعة الجلسة قبل بدء كلمة ليفني، في حين بقي نائبه فيصل مقداد واستمع إلى الكلمة.

أولمرت يتعهد لعباس بإطلاق سراح أسرى ويوجه رسالة للأسد
تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين بمعزل عن مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة حماس. جاء ذلك خلال لقائهما في فرنسا قبيل انطلاق فعاليات قمة الاتحاد من أجل المتوسط. ومن المرجح أن الحديث يدور عن الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق السلطات الإسرائيلية سراحهم وفقا لكتاب التعهد للأمين العام للأمم المتحدة في إطار اتفاق تبادل اللأسرى مع حزب الله.
وأعرب أولمرت خلال مؤتمر صحفي مشترك عن سروره من التواجد العربي في المؤتمر. فيما دعت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، الدول المطلة على البحر المتوسط إلى المشاركة في مشاريع إقليمية بمعزل عن الصراع العربي الإسرائيلي. وقبل بداية حديثها في الجلسة التمهيدية لقمة الاتحاد، غادر وزير الخارجية السوري وليد المعلم قاعة الجلسات مقاطعا خطابها.

وقالت ليفني في كلمتها: "الدول المطلة على البحر المتوسط لديها تحديات مشتركة في المنطقة أكثر من الخلافات. يمكن المضي في مشاريع إقليمية بالرغم من كون الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عثرة. إن السبيل لمواجهة التحديات هو التعاون. لا تجعلوا التعاون رهينة لعمليات سياسية".

رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، الذي وصل إلى باريس صباح اليوم، تاركا خلفه أزمة سياسية من المرجح أن تطيح به، شاكر في اجتماع ثلاثي في قصر الإليزيه، مع الرئيس الفرنسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأعرب أولمرت في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الفرنسي، عن أمله في أن تتحول المفاوضات غير المباشرة مع سوريا إلى مفاوضات مباشرة. وقال إن «المسار السوري ليس على حساب الاتفاق بيننا وبين الفلسطينيين».

وأضاف أولمرت: المفاوضات مع الفلسطينيين جدية. يوجد عوائق، بطبيعة الحال، ومشاكل، وعدم توافق، ولكن يبدو لي أننا لم نكن ذات يوم قريبين من إمكانية إبرام اتفاق مثلما هي الأمور عليها اليوم . وأضاف: "نحن نقترب من اللحظة التي سيتعين فيها على إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتخاذ قرارات حاسمة وهامة يمكنها أن تنقلنا إلى محطة جديدة. لا أذكر متى تواجد عدد كبير بهذا الشكل من ممثلي الدول العربية مع ممثلين إسرائيليين، ليس في أجواء صراع بل للبحث عن طرق للتفاهم".

وأضاف: قررنا أن يكون موضوع السلام هو الموضوع المركزي الذي ينبغي أن تتعامل إسرائيل معه. نحن متيقظون للمخاطر التي تهدد الشرق الأوسط، نحن نحاول إبداء رأينا، وسنعمل مع الأوربيين والولايات المتحدة من أجل درء مخاطر كبيرة جدا وخاصة تلك التي تأتي من القيادة الإيرانية. ولكننا نركز الجهود الآن في الجهود لتحقيق السلام.

وقبل خطاب أولمرت، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن السلطة الفلسطينية تجري منذ فترة طويلة مفاوضات معمقة مع إسرائيل وسنواصل إجراء المفاوضات. نحن ملتزمون بخارطة الطريق وقرارات الأمم المتحدة. السلام في الشرق الأوسط هو أساس السلام في العالم.

الرئيس الفرنسي ساركوزي قال: " اليوم سيلتقي قادة من أوروبا والشرق الأوسط على نفس الطاولة. هذا لا يعني أن كافة المشاكل وجدت لها حلا ولكن ذلك يعني أن الدول المطلة على البحر المتوسط هي للجميع وعلينا أن نتعلم أن نحب أحدنا الآخر، بدل محاربة أحدنا الآخر.

وأضاف ساركوزي: "مهمة أوروبا وفرنسا هي تقديم المساعدة في التوصل إلى سلام من ودعم المبادرات السياسية التي تشمل ضمانات أمنية لإسرائيل والفلسطينيين. هناك مشكلة في الثقة وينبغي أن نتعلم كيف نثق. لن نؤول جهدا للتوصل إلى الهدف ونقوم بكل ما يلزم من أجل تطوير العلاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

واعتبر مسؤولون إسرائيليون أن المشاركة في مؤتمر اتحاد المتوسط أمر في غاية الأهمية، لأنه يتيح فتح مجال التعاون مع الدول المحيطة. وقالوا إن رئيس الوزراء دعي للمشاركة في المؤتمر وهذا الأمر يعتبر بغاية الأهمية للعلاقات مع أوروبا ودول الشرق الأوسط. وأضافوا: " سيتناول المؤتمر إضافة إلى القضايا السياسية التعاون الاقتصادي والتعاون في مجال جودة البيئة والعلاقات بين الدول. ومن غير المستبعد أن يتم التعاون وعقد اللقاءات بين الدول بمستويات ربما غير رفيعة(في إشارة إلى دول لا تقيم علاقات مع إسرائيل).

وقد قاطع وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، كلمة وزيرة الخارجية تسيبي، ليفني في الجلسة التمهيدية لمؤتمر الاتحاد المتوسطي الذي يعقد في باريس برعاية الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وغادر المعلم قاعة الجلسة قبل بدء كلمة ليفني، في حين بقي نائبه فيصل مقداد واستمع إلى الكلمة.

هذا وستبدأ أعمال قمة الاتحاد من أجل المتوسط الذي دعت إليه فرنسا الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت فرنسا بمشاركة 43 رئيس دولة وحكومة، إيذانا بانطلاق هذا الكيان الجديد الذي يضم الدول المطلة على البحر المتوسط في ثلاث قارات. ويشارك في القمة الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. كما تشارك كافة الدول العربية المطلة على المتوسط باستثناء ليبيا.
قال مسؤولون إسرائيليون ان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت وجه رسالة الى الرئيس السوري بشار الأسد حملها رئيس الوزراء التركي يوم الأحد مفادها أن إسرائيل معنية بمفاوضات مباشرة مع سوريا.

وأضافوا أن أولمرت طلب من رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان نقل الرسالة للأسد حينما التقى به بعد فترة قصيرة على هامش قمة الاتحاد المتوسطي في باريس. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت "قلنا اننا نعتقد أننا جادون بحق ومن المهم المضي قدما الآن". ولكن مصدرا في الحكومة السورية نفى تسلم الأسد لأي رسالة.

وقال مسؤول تركي أن الزعيمين أعادا التأكيد لأردوغان على رغبتهما في مواصلة المفاوضات ولكنه لم يرد أن يخوض في تفاصيل أي رسالة.

وكان الأسد قد أكد في مؤتمر صحفي يوم السبت ان هناك حاجة لمزيد من العمل من أجل بناء الثقة على يد فريقين فنيين من البلدين قبل أن تدخل سوريا في مفاوضات مباشرة. ولكنه استبعد أن يحدث ذلك قبل مغادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش لمنصبه في الادارة الأمريكية. ويرى الأسد أن ادارة واشنطن غير مهتمة بالسلام في الشرق الاوسط. هذا والتقى أولمرت مع أمير قطر حمد بن جاسم آل-ثاني على هامش القمة.
هذا ويطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاحد في باريس وسط ضجة إعلامية كبيرة الاتحاد من اجل المتوسط بحضور رؤساء دول وحكومات اكثر من اربعين دولة في مشروع يعتمد على شراكات عملية وتوازن بين الشمال والجنوب يبقى مستقبله غامض. ويستغرق الاجتماع الذي سيشهد ولادة الاتحاد ثلاث ساعات والذي يعقد في القصر الكبير (غران باليه) المبنى الاثري على ضفاف نهر السين الذي بني ليستقبل المعرض العالمي في العام 1900. ويترأس هذه القمة التأسيسية الرئيس الفرنسي ونظيره المصري حسني مبارك.

وكان ساركوزي قد أعلن عن اتفاق بين الرئيسين السوري واللبناني ميشال سليمان لاقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. كما اعلن ساركوزي انه سيزور دمشق قفي النصف الاول من ايلول/سبتمبر المقبل مع انتهاء العزلة التي فرضها الغرب على دمشق.

وخلال استقباله اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبل القمة قال ساركوزي ان هذه القمة "حدث تاريخي" مؤكدا ان "الاتحاد من اجل المتوسط هو السلام". وعبر عن امله في ان "يتعلم الجميع ان يحبوا بعضهم بعضا في المتوسط".

ويجمع الاتحاد 43 بلدا يبلغ عدد سكانها حوالى 750 مليون نسمة في القارة الاوروبية والضفة الجنوبية للمتوسط التي تعد واحدة من المناطق التي تشهد اكبر انقسامات في العالم. وفي مؤشر على تعقيد هذه الخطوة لن تلتقط اي صورة جماعية للقادة المشاركين وهي مبادرة تقليدية تجري بعد كل اجتماع من هذا النوع. لكن فرنسا ترى ان مجرد جمع بعض المتحاربين منذ فترة طويلة على طاولة واحدة يشكل بحد ذاته "انتصارا".

ورأى وزير الخارجية السويدي كارل بيلت قبل بداية القمة ان "العالم لن يتغير" في يوم واحد معبرا عن شكوك الجانب الاوروبي في مستقبل هذا المشروع.

ويتغيب عن القمة رئيسا دولتين هما الزعيم الليبي معمر القذافي الذي انتقد المشروع وقاطع اللقاء وعاهل المغرب الملك محمد السادس الذي تغيب بسبب جدول عمله "المثقل". ولن يحضر القمة ايضا رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوترم الذي تمر بلاده بازمة سياسية كبيرة.

وستتبنى القمة اعلانا من عشر صفحات بقيت بعض فقراته وخصوصا تلك المتعلقة بعملية السلام في الشرق الاوسط موضع مشاورات خلال اجتماع وزراء الخارجية الاحد. وكانت الخلافات بشأن هذه المسائل بالتحديد عرقلت استمرار عملية برشلونة بين الاوروبيين وجنوب المتوسط في 1995.

ويأمل مهندسو الاتحاد من اجل المتوسط في ضمان نجاحه عبر التركيز على مشاريع عملية كبيرة مثل مكافحة التلوث في المتوسط والطاقة الشمسية والامن المدني او تنمية "طرق البحار".

وهم يؤكدون ايضا على ارادة في تحقيق مساواة بين الشمال والجنوب تشكل رئاسة الاتحاد الجديد التي يتولاها بلدان على جانبي المتوسط رمزا لها. ويفترض ان يكون مقر الامانة العامة للاتحاد في الجنوب لكن التنافس الحاد بين عدة دول وخصوصا بين المغرب وتونس سيؤدي الى ارجاء هذه المسألة. كما ستؤجل مسألة تمويل المشاريع الى ما بعد الاحتفال الكبير باطلاق الاتحاد.

التعليقات