31/10/2010 - 11:02

أولمرت يغالط ويراوغ في سلسلة مقابلات بمناسبة ذكرى استقلال الدولة العبرية..

-

أولمرت يغالط ويراوغ في سلسلة مقابلات بمناسبة ذكرى استقلال الدولة العبرية..
أيام قليلة قبل نشر تقرير لجنة فينوغراد، وثمة من بدأ يرثي حكمه، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت للإذاعات الإسرائيلية بمناسبة يوم استقلال الدولة العبرية التاسع والخمسين. واعتبر أولمرت في اللقاءات أن قراراته في الحرب كانت صائبة، وذكر أن كافة الوزراء بمن فيهم تسيبي ليفني كانوا وراءه في قرار الخروج إلى الحرب. وعاد ليتحدث عن تغيير المعادلة في الجنوب اللبناني، وليعد بإصلاح مواطن الخلل ويطالب بعدم جلد الذات كل يوم حول نتائج عدوان لبنان وعدم الزج بالخلافات الشخصية والسياسية وتسييس الأجهزة الأمنية. وقال عن شهادته في لجنة فينوغراد أنه سيكون سعيدا إذا نشرت.

وقال محللون إٍسرائيليون أن حديث أولمرت هو احتفالي وصور كل شيء على أنه وردي، وهو بارع في ذلك الأمر الذي ينافي حقيقة الأمور.

وقال أولمرت في محاولة لإشراء كافة وزراء الحكومة في تحمل الفشل في العدوان على لبنا مع أنه لايعترف به: " أعتقد أن كل القرارات الهامة التي اتخذتها أثناء القتال في لبنان كانت قرارات صحيحة.. أنا بالتأكيد مصر على الاستمرار في منصبي، وأعتقد أن محاولة مقارنة ظروف الحرب بيوم الغفران غير صحيحة". ويضيف " لا شك أنه ظهرت إخفاقات وقصورات وهي بحاجة إلى إصلاح". معتبرا أن الحكمة هي في استخلاص العبر ودراستها. ويجب عدم الانشغال في جلد الذات وتوجيه الاتهامات المتبادلة والانشغال في خلافات شخصية وتسييس الأجهزة الأمنية. وقال أولمرت أن الحكومة تحدثت بصوت واحد أثناء الحرب وصادقت بالإجماع على قرار الخروج إلى الحرب.
وقال أولمرت عن وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، التي تشهد علاقاته معها تجاذب وخلافات، وتعتبر منافسته لتولي رئاسة الحزب، في محاولة للإنقاص من شعبيتها أنها كانت شريكة في كل القرارات وأنها أيدتها ولم تبد أي تحفظ عليها. وأن موقفها كان مشابها لموقف الأغلبية.

ويعتبر أولمرت، وهو ما لم يستطع أن يقنع به أحدا، أن الأهداف من الحرب تحققت، وهي تغيير المعادلة. وقال "صحيح أن ذلك تم بثمن باهظ وفي ظروف غير سهلة، ولكن المعادلة تغيرت".

ورغم أنه أعلن عن تحرير الأسرى كهدف رئيسي للعدوان، الشيء الذي لم يتحقق قال: كان واضحا بالنسبة لنا منذ اللحظة الأولى أن قدرتنا على إعادتهما ستكون معقدة ومركبة جدا. وكان واضحا أيضا منذ البداية أن ذلك يجب أن يكون أحد أهدافنا، ولكن حين قلنا ذلك كان جليا أن ذلك لا يعني أن لدينا فرصة مؤكدة بأنه يمكننا تحقيق ذلك في عملية عسكرية".

ورغم محاولات أولمرت المستميتة لعدم نشر بروتوكول شهادته بزعم أنه تمس بالعلاقات الخارجية لإسرائيل، قال " كان قرار منع النشر نابع من اللجنة نفسها. يمكن التخمين أنني بالتأكيد سأكون سعيدا لو أن أقوالي نشرت. وقد عرضت وجهة نظري، وقدمت الصورة الواسعة والمركبة والمعقدة. لهذا على المستوى الشخصي، لم أكن معترضا طبعا على النشر." واعتبر أولمرت أن عدم النشر كان مبررا لاعتبارات هامة، وأن المبادرة لذلك والإجراءات فيما بعد كانت من اللجنة ذاتها.

واعتبر أولمرت الملف النووي الإيراني، خطرا حقيقيا، وقال " أعتقد أنه هناك إمكانية لجعل إيران غير نووية دون عملية عسكرية. "استمع إلى تصريحات الإيرانيين وأقول لكم أن إيران لم تتوصل بعد إلى تجاوز «المعيار التكنولوجي». للأسف هي غير بعيدة كما كنت أريد أن تكون ولكنها غير قريبة كما تدعي. أعتقد أن مواصلة الجهود الدولية، التي تعتبر إسرائيل شريكة فيها، ستحقق الأهداف، ولا يجب الانجرار خلف تنبؤات غير مبنية على أساس".

ورغم الرفض الإسرائيلي القاطع للتفاوض مع سوريا حول الانسحاب من هضبة الجولان السوري المحتل، والمدعوم أو المسير أمريكيا إلا أن أولمرت يراوغ. ويقول: إن ثلاث جولات مفاوضات مع سوريا فشلت، قسم منها جرى باتصالات مباشرة، ونتيجة لذلك لم يحدث أي تقدم. لهذا "لا يكفي القول بشكل علني أنا أريد السلام بل يجب العمل بحكمة وبحذر وبطريق صحيحة، كما نفعل نحن. إذا نضجت الظروف للتوصل إلى مفاوضات مع سوريا لن نضيع أي فرصة حقيقية". وأضاف: " لا يرى أي قائد في أوروبا أو في الولايات المتحدة أن سوريا دولة تطمح للسلام. ولا تعني عدة كلمات غامضة يقولها بشار الأسد أن سوريا تطمح للتوصل إلى تسوية سلام معنا". وألمح إلى أنه يتم فحص إشارات السلام التي تأتي من سوريا بطرق سرية وبصورة غير مباشرة.

ورفض أولمرت اقتراح الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن يكون وسيطا للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعن صفقة تبادل الأسرى عاد وقال أن قائمة الأسرى التي تطالب حماس بالإفراج عنهم "تشمل أسماء لا يمكننا إطلاق سراحهم".

التعليقات