31/10/2010 - 11:02

إسرائيل تعيد النظر في صفقة طائرات F-35

تواجه صفقة طائرات الـ "إف35" التي بذلت إسرائيل الكثير من الجهود لإبرامها مع الولايات المتحدة بعض العراقيل مما دعاها إلى إعادة النظر فيها

إسرائيل تعيد النظر في صفقة طائرات F-35
تواجه صفقة طائرات الـ "إف35" التي بذلت إسرائيل الكثير من الجهود لإبرامها مع الولايات المتحدة بعض العراقيل مما دعاها إلى إعادة النظر فيها. وثمة جدل في المنظومة الأمنية حول تلك الصفقة، إلا أن قيادة سلاح الجو ما زالت تدفع بكل قوتها للحصول على أكثر المقاتلات تطورا في العالم والتي تضمن لعقود تفوق إسرائيل الجوي على جيرانها، بل وأصبحت تلك الطائرة في صميم الخطط المستقبلية لسلاح الجو. وتشمل المرحلة الأولى من الصفقة 25 طائرة والثانية 50 طائرة أخرى.

ولخصت صحيفة هآرتس العراقيل التي دعت الإسرائيليين للتردد وإعادة النظر في الصفقة بالتكلفة الباهظة لها، فضلا عن أن مبنى الطائرة لا يتيح إضافة التكنولوجيا التي ترغب إسرائيل بإضافتها. وإدخال تعديلات عليها منوط بارتفاع التكاليف بنسبة 25%.

وبذلت إسرائيل جهودا كبيرة للحصول على موافقة الإدارة الأمريكية السابقة للتزود بهذا النوع من الطائرات الحربية، ودأب أصدقاؤها على ضمان موافقة الكونغرس. إلا أن المفاوضات مع الشركة المصنعة للطائرات ("لوكهيد مارتين") تلقى بعض الصعوبات.

نقطة الخلاف الرئيسية بين الشركة المنتجة ووزارة الأمن الإسرائيلية، هي في مبنى نظام المراقبة والتحكم داخل الطائرة الذي يدمج كافة المركبات في نظام واحد، الأمر الذي يجعل إدخال أنظمة إسرائيلية للاتصال والمراقبة والتوجيه الألكتروني(حسب طلب سلاح الجو الإسرائيلي) أمرا بغاية الصعوبة، كما أن الطائرة بحاجة إلى تغييرات لتتناسب مع حمل قذائف وصواريخ تنتج في إسرائيل. فضلا عن أن القذائف والمركبات الألكترونية تحمل داخل جسم الطائرة. ويتطلب إجراء تغييرات في مبنى الطائرة لتتلاءم مع المطالب الإسرائيلية زيادة كبيرة في تكلفة الطائرة. فالسعر الرسمي لطائرة اليوم هو 80 مليون دولار، ومع إدخال التغييرات التي تطلبها إسرائيل سيصل سعرها إلى أكثر من 100 مليون دولار.

العائق الثاني أمام الصفقة هو التكلفة الباهظة، فحسب إحدى التقديرات التي وضعها البنتاغون لإسرائيل، تبلغ تكلفة شراء 75 طائرة إف35، وقطع غيار ومحركات، وأنظمة صيانة ودعم، 15 مليار دولار. ويؤكد مسؤولون في المنظومة الأمنية أن هذه الأسعار إلى جانب عدم مشاركة التصنيع الأمني الإسرائيلي في المشروع، سيكون خطا أحمر لا يتيح توقيع الصفقة.

وأفاد تقرير للمنظومة الأمنية أعد مؤخرا أن سلاح الجو الإسرائيلي بوسعه الحفاظ على تفوقه التكنولوجي والعملاني حتى لو لم يتزود بالطائرات الحربية المستقبلية إف35. وحسب التوصيات التي قدمها مختصون، يمكن الاكتفاء بتطوير طائرات "إف15" و"إف16" الموجودة لدى سلاح الجو، وشراء الطراز المتطور للطائرتين. ولكن في سلاح الجو يصرون على أنه من الضروري التزود بالطائرات المتطورة لمواجهة تهديدات ظروف الحرب المستقبلية.

وإذا ما قررت إسرائيل إبرام الصفقة التي تعتبر الأكبر في تاريخها ستوقع حتى نهاية العام على عقد أولي بحيث تبدأ بتسلم الطائرات عام 2014. وتعتزم تمويلها من المساعدات الأمريكية. وتخشى المنظومة الأمنية من تخصيص معظم المساعدات الأمريكية لشراء الطائرات، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والتوقعات بتقليص ميزانية الأمن. ففي حالة تقليص ميزانية وزارة الأمن ستضطر إلى استخدام أموال المساعدات لشراء الذخيرة والقذائف.
وقال مسؤول أمني: "لا شك بأنها الطائرة الحربية المثالية وكنا نرغب كثيرا التزود بها، ولكن ليس بأي ثمن".

طائرات إف35 أو الشبح هي قاذفات تستخدم تقنية التخفي من الجيل الخامس والتي يمكن أن تتفادى أنظمة الرادارات الصواريخ المضادة للطائرات. وطائرات التخفي الأخرى التي ما زالت أيضا قيد التطوير هي طائرات إف22، والذي يوجد قرار بعدم بيعها لأي جهة أجنبية.

ويقول مسؤول في سلاح الجو: لا يشكك أحد في قيمة طائرة الـ "إف35". قادة سلاح الجو لا يتعاملون فقط مع القدرات العملانية للطائرة بل أيضا بمفعول الردع الذي تمثله. تماما مثل القفزة النوعية التي قام بها سلاح الجو عام 1976 حينما تسلم طائرات الـ"إف15".

وأشار إلى «حقيقة أن طائرة الإف35 وحدها يمكنها مواجهة منظومة الصواريخ إس-300 التي قد تزودها روسيا لإيران. وأنه في كل حالة سيتطلب في العقد القريب تغيير بعض الطائرات القديمة من طراز إف15 وإف16 التي وصلت إسرائيل في السبعينات.



التعليقات