31/10/2010 - 11:02

"إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة"..

منذ وقف إطلاق النار تم إطلاق أكثر من 60 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة، بالإضافة إلى "حوادث" شبه يومية على طول السياج الحدودي، واستمرار تهريب السلاح..

أشار فحص أجرته صحيفة "هآرتس" إلى أنه منذ وقف إطلاق النار، قبل 40 يوما، فقد تم إطلاق أكثر من 60 صاروخا وقذيفة هاون من قطاع غزة، بالإضافة إلى "حوادث" شبه يومية على طول السياج الحدودي، يضاف إلى ذلك التقارير الاستخبارية التي تشير إلى تجدد "تهريب السلاح"، كل ذلك يشير إلى أنه لم يتم تحقيق أهداف الحرب على القطاع.

وفي هذا السياق كتب عاموس هرئيل وآفي يسسخاروف في صحيفة "هآرتس"، الجمعة، أن الصواريخ الثلاثة التي سقطت يوم أمس في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة تذكر إسرائيل بأنها لا تزال بعيدة عن تحقيق الأهداف المعلنة للحرب على قطاع غزة، والتي حملت اسم "الرصاص المصبوب"، قبل شهرين بالضبط. وحتى اليوم، أي بعد 40 يوما من وقف القتال، لا يزال "الواقع الأمني الجديد" غير مستقر على حدود قطاع غزة.

ويتمحور النقاش حول نتائج "الرصاص المصبوب"، في نهاية المطاف، حول المصطلح الفضفاض والذي يصعب تعريفه، وهو الردع. وإذا كانت إسرائيل ستنجح في أن تتضمن التسوية وقف إطلاق الصواريخ باتجاه النقب لفترة طويلة فسوف ينظر الجمهور إلى الإسرائيلي إلى الحرب على أنها نجاح. أما إذا "ذابت" النجاحات العسكرية وتجدد القتال في قطاع غزة فسوف ينظر إليها الجمهور كجولة غير ناجحة في حرب طويلة ومستمرة.

ويضيف الكاتبان أنه بالنسبة للجيش، فإن الواقع محبط جدا، لأنه قبل 40 يوما كانت التوقعات متفائلة، وأن الجيش قام بالمهمات المطلوبة واحتل المناطق التي خطط لاحتلالها مع أقل ما يمكن من الخسائر، الأمر الذي أتاح الحديث عن انتصار. بيد أن الكاتبان يشيران إلى أن هذه الجملة الأخيرة المتعلقة بالانتصار سوف تظل في حالة انتظار، فحتى في حرب لبنان مرت شهور كثيرة قبل أن يتضح أنه عندما أخفق الجيش أيضا، فإن حزب الله يمتنع عن تجديد القتال، بحسبمهما.

ويتابع الكاتبان أنه من الممكن اتهام السياسيين بكون الحكومة أخفقت في ترجمة ما حصل إلى تسوية سياسية ملزمة. ومما لا شك فيه أن التزامن بين العمل العسكري والسياسي في قطاع غزة كان منقوصا. وحتى إيهود باراك الذي يسرف في تحليل ما حصل في الحرب الأخيرة على لبنان قد انجر في هذه النقطة إلى إيهود أولمرت وتسيبي ليفني. وفي النهاية تراجعت إسرائيل بدون أي تسوية حقيقية.

وبحسبهما أيضا، فقد يكون هناك تفسير آخر، بموجبه فإن ما حصل في غزة هو مثلما حصل في لبنان، حيث كان أمام إسرائيل في قطاع غزة إمكانيتان للعمل؛ الاكتفاء بالعملية الجوية الكبيرة التي نفذت السبت 27/12/2008، والإعلان عن وقف القتال وحركة حماس في حالة صدمة، أو تفعيل قوة أكبر وأسرع من أجل تحقيق إنجازات برية على الأرض. بيد أنه مثلما حصل في لبنان، فقد اختارت إسرائيل الطريق الوسط، فهي تتقدم ببطء باتجاه احتلال جزئي تكون نتيجته محدودة، وعندها تنسحب مع نفاد صبر المجتمع الدولي.

وفيما يتعلق بالقتال في قطاع غزة، فإن ما بدا في البداية على أنه انتصار للجيش، فقد تبين لاحقا أن النتائج كانت محدودة جدا. ويتأكد هذا الانطباع مع استمرار إطلاق الصواريخ، في الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى "الحوادث" التي تقع بشكل شبه يومي على طول السياج الحدودي، علاوة على التقارير الاستخبارية التي تشير إلى تجدد تهريب السلاح إلى قطاع غزة.

وفي المقابل، فقد كتبت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح الجمعة، أن التحقيقات التي يجريها الجيش في الحرب على قطاع غزة قد بينت أن قوات الاحتلال وجدت صعوبة في القتال في ظل وجود الأنفاق التي كانت تربط بين البيوت والشوارع، وساعدت عناصر المقاومة الفلسطينية في الاختفاء.

ونقلت عن ضابط كبير في قوات المظليين قوله إنه حصلت عمليات أطلقت فيها خلايا المقاومة الصواريخ باتجاه قوات الاحتلال، وثم اختفت عن وجه الأرض، لتظهر في شارع آخر.

وأشار إلى أن الحديث عن طريقة عمل تختلف عن "المحميات الطبيعية – الخاصة بحزب الله" في جنوب لبنان. وبحسبه فإنه يجب الاستعداد لذلك جيدا من خلال التدريبات. وأضاف أنه لا شك أن حزب الله يدرس ذلك ويستخلص النتائج من القتال الذي دار بين الجيش والمقاومة الفلسطينية.

وبحسب الصحيفة فإن الجيش الإسرائيلي يقوم بحفر أنفاق متشعبة في هضبة الجولان ليتم استخدامها في التدريبات العسكرية، بالإضافة إلى "المحميات الطبيعية" التي يتدرب عليها الجيش.

كما أشارت الصحيفة إلى صعوبات أخرى واجهت الجيش، تتمثل في عشرات الأطنان من المواد المتفجرة، التي تم تهريبها من سيناء إلى قطاع غزة، وجرى تفخيخ المنازل والمباني والشوارع بواسطتها.

كما نقلت عن ضابط كبير قوله إن هناك نقصا في القوى البشرية العاملة على تفكيك الألغام. وأضاف أن الجيش وجد صعوبة بالغة في التقدم نظرا لأن بيتا من بين كل ثلاثة بيوت قد جرى تفخيخه بالمتفجرات.

وتبين من التحقيق أن مستوى جاهزية قوات الهندسة التابعة للقوات البرية قد تآكلت مع السنين، ولذلك لم يستطع جنود هذه الوحدات تفجير المباني وتعطيل العبوات الناسفة قبل وصول الوحدات المختصة بتفكيك الألغام إلى المكان.

التعليقات