31/10/2010 - 11:02

الإحتلال يقرر قصف المناطق المأهولة في قطاع غزة

ضوء أخضر لجيش الإحتلال للبدء بعملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية واغتيال واعتقال ناشطي الجهاد الإسلامي ومنع دخول العمال الفلسطينين وإلغاء جميع تصاريح (VIP)

الإحتلال يقرر قصف المناطق المأهولة في قطاع غزة
افادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الاوامر التي تلقاها جيش الاحتلال الاسرائيلي من القيادتين السياسية والعسكرية، مساء امس، تشمل قصف حتى المناطق الفلسطينية المأهولة بالسكان، في قطاع غزة، انتقاما لعمليات اطلاق الصواريخ وعمليات نتانيا التي وقعت امس واسفرت عن مقتل خمسة اسرائيليين واصابة ما لا يقل عن 95 آخرين.

كما تلقى الجيش اوامر باستئناف عمليات الاغتيال وفرض الاغلاق الكامل على الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع افراد الشرطة الفلسطينية من حمل الاسلحة في منطقة طولكرم، التي تتبع لها بلدة علار التي خرج منها منفذ عملية نتانيا.

وقالت مصادر فلسطينية ان جيش الاحتلال بدأ، الليلة الماضية بتنفيذ عمليات اعتقال واسعة في الضفة الغربية، بدأها في بلدة علار حيث اعتقل والد واشقاء الفدائي لطفي سالم ابو سعدي (21 عاما) .

كما تقضي القرارات التي صادق عليها رئيس الوزلااء الاسرائيلي، اريئيل شارون، مساء امس، بمنع دخول الفلسطينيين الى الاراضي الاسرائيلية وإلغاء جميع التصاريح من نوع (VIP) التي كانت تتيح لمسؤولين في السلطة الفلسطينية الدخول بشكل حر إلى إسرائيل، ومنع دخول العمال الفلسطينيين بدون تحديد المدة الزمنية، وعدم إتاحة المجال لمرور القوافل الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ونقلت المصادر أن شارون أعطى جنود الإحتلال الضوء الأخضر للبدء بعملية عسكرية واسعة ضد خلايا الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.

وكان وزير الأمن الاسرائيلي شاؤل موفاز قد اعلن، امس، ان الجيش يستعد للقيام بحملات عسكرية في شمال الضفة الغربية وقطاع غزة تشمل فرض إغلاق شامل وعمليات اغتيال ناشطين فلسطينيين من الجهاد الاسلامي وتوسيع عمليات الإعتقال.

وعقد موفاز بعد ظهر امس الإثنين اجتماعا للقيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في أعقاب العملية التي نفذها على مدخل مجمع تجاري في مدينة نتانيا وسط اسرائيل.

وقال موفاز في ختام الإجتماع الأمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش يستعد لتنفيذ حملة عسكرية في الساعات القريبة المقبلة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة قولها إن الحملة العسكرية قد تستمر "لأسابيع او أشهر"!

من جهة اخرى توجه موفاز مساء امس إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية مناحيم مزوز طالبا السماح بتجديد انتهاج الجيش لسياسة هدم بيوت عائلات منفذي العمليات.

ويذكر أن موفاز كان قد قرر وقف سياسة هدم البيوت على أثر تقرير أعدته لجنة عسكرية إسرائيلية أظهر أن هدم البيوت ليس رادعا بل إن أضراره بالنسبة لإسرائيل أكبر من نجاعة هذه السياسة!

وكان جيش الإحتلال الإسرائيلي قد هدم منذ اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية في تشرين الأول / اكتوبر 2000 آلاف البيوت في الأراضي الفلسطينية.

وزعمت مصادر في جهاز الأمن الإسرائيلي اليوم أن نتائج التقرير بخصوص نجاعة هدم بيوت الفلسطينيين كان صحيحا في شهر شباط / فبراير الماضي لكنها ليست صحيحة اليوم، وادعوا أن العودة إلى هدم البيوت الآن يمكن أن يكون رادعا لنوايا ناشطين آخرين من الجهاد الإسلامي لتنفيذ عمليات أخرى.

يشار إلى أن مزوز كان قد رفض في الأشهر السابقة الإستجابة لعدد من طلبات جهاز الأمن بخصوص العودة إلى سياسة هدم البيوت في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل انسحاب جيش الإحتلال.

ويذكر أن موفاز كان قد أصدر أوامر لجيش الإحتلال بتنفيذ عمليات اغتيال بحق ناشطين فلسطينيين في قطاع غزة بادعاء إطلاق صواريخ قسام باتجاه إسرائيل.

لكن موفاز وسّع نطاق اوامر الإغتيالات، امس، لتشمل ناشطين في الضفة الغربية أيضا، إضافة إلى توسيع عمليات الإعتقال التي شملت حتى اليوم نشطاء حركة حماس بشكل أساسي لمنعهم من خوض الإنتخابات التشريعية الفلسطينية ليصبح التركيز الآن على نشطاء الجهاد الإسلامي أيضا.

من جهة ثانية فرض جيش الإحتلال منع التجول على كافة القرى الفلسطينية في الضفة الغربية كما تم إغلاق المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة أمام حركة الأفراد.

الجدير بالذكر أن جيش الإحتلال لم يوقف في الفترة الماضية بتاتا عملياته العسكرية في شمال الضفة الغربية وخصوصا في نابلس وطولكرم وجنين لكن الجهاز الأمني الإسرائيلي اتخذ قرارا امس بتوسيع عملياته لتشمل القرى الفلسطينية في شمال الضفة.

كذلك سيزيد الإحتلال من الحواجز العسكرية في شمال الضفة وخصوصا على طول الخط الأخضر بين إسرائيل والضفة بهدف ممارسة "ضغط متواصل في جميع الأماكن التي ينشط فيها الجهاد الإسلامي" وتقييد حركة الفلسطينيين في شمال الضفة.

من جهة أخرى لفت مراقبون سياسيون إسرائيليون إلى أن ردود الفعل على العملية الإستشهادية في نتانيا لن تخلو من اعتبارات سياسية في إطار المعركة الإنتخابية الجارية في إسرائيل وخصوصا بين موفاز ورئيس الوزراء أرييل شارون.

فقد كتب المعلق السياسي في صحيفة هآرتس عكيفا إلدار أن فرض إغلاق على قطاع غزة من خلال المعابر يتعارض مع اتفاق المعابر الموقع أخيرا بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية وتعهدات إسرائيل للإدارة الأمريكية بالإمتناع عن إغلاق المعابر ردا على عمليات.

وتابع إلدار "من الناحية الأخرى فإنه إذا رفض شارون الإستجابة لاقتراح موفاز فانه سيقع في فخ نصبه موفاز له بعد أن تحول من حليف إلى خصم سياسي لشارون".

إلا أن معضلة شارون المركزية في هذا السياق أنه في حال استجاب لاقتراحات موفاز فإن توترا سيسود العلاقات بين شارون وحليفه الأكبر الرئيس الأمريكي جورج بوش "وهذا أمر لن يقلق بتاتا موفاز الذي يتنافس على خلافة شارون على رأس الليكود".

إضافة إلى ذلك فان العملية التي تم تنفيذها في نتانيا امس تنضم إلى قضايا أمنية أخرى تمت إثارتها مؤخرا في إسرائيل لصرف الأنظار عن القضية المركزية التي أثارها عضو الكنيست عمير بيرتس منذ انتخابه رئيسا لحزب العمل وهي القضية الإجتماعية الإقتصادية في إسرائيل.

وأضاف إلدار أن "العملية التي وقعت اليوم سوية مع إطلاق صواريخ القسام على البلدات في شمال النقب والإنشغال المبالغ فيه في الخطر الإيراني والتوتر في الشمال (على الحدود الإسرائيلية اللبنانية) من شأنها أن تركز الأنظار (مجددا في إسرائيل) على القضايا الأمنية".

ولفت الكاتب أيضا إلى أنه منذ مطلع سنوات الثمانينيات من القرن الماضي وحتى اليوم كانت المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية "العامل الأساسي في حسم نتائج الإنتخابات في إسرائيل فيما دفع القضايا الأخرى وخصوصا العملية السلمية إلى الزاوية"!

ومضى إن المرشح لرئاسة الليكود بنيامين نتنياهو "سيستغل عملية نتانيا في صراعه على رئاسة الليكود مقابل منافسيه الرئيسيين موفاز ووزير الخارجية سيلفان شالوم".

إضافة إلى ذلك بحسب إلدار فإن "الضغط من جانب اليمين سيضطر بيرتس إلى الإنحراف نحو اليمين من الناحية السياسية".

التعليقات