31/10/2010 - 11:02

الإدارة الأمريكية ستطلق مبادرة سياسية بعد التوصل إلى حل وسط مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات

المبادة لا تقدم اقتراحات لحل القضايا الخلافية ولا ترسم الخطوط العريضة للحل، وسيتم عرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .

الإدارة الأمريكية ستطلق مبادرة  سياسية بعد التوصل إلى حل وسط مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات
تعكف الإدارة الأمريكية على بلورة خطوات سياسية سيعلن عنها قريبا، تتضمن جدولا زمنيا «ملزما» لإنهاء المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، إلآ أنها لا تقدم اقتراحات لحل القضايا الخلافية ولا ترسم الخطوط العريضة للحل، وسيتم عرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .

وذكرت صحيفة هآرتس نقلا عن ديبلوماسي غربي رفيع، قالت إنه ضالع بشكل سري في المحادثات الجارية بين إسرائيل والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، أن الإدارة الأمريكية ستتوصل قبل الإعلان عن المبادرة إلى تسوية مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات. ويشير إلى أن الولايات المتحدة تراجعت عن مواقفها الصارمة بشأن البناء في المستوطنات وباتت على استعداد للتوصل إلى حل وسط.

ويبدو أن المبادرة الأمريكية ستكون على غرار «مؤتمر أنابوليس» الذي عقد في نهاية عام 2007 وأطلق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحدد نهاية عام 2008 موعدا نهائيا لانتهاء المفاوضات وإقامة الدولة الفلسطينية. ويبدو أنها استجابة للمواقف الإسرائيلية التي ترفض أي حل مفروض وتطالب دوما بحل يعتمد على مفاوضات ثنائية مع الفلسطينيين دون تدخل أطراف أخرى.

ويقلل مراقبون من فرص تحقيق تقدم على المسار الفلسطيني بناء على المواقف الإسرائيلية للحل التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه في جامعة "بار إيلان" الشهر الماضي. ويرون أن دون فرض حل يعتمد على قرارات الأمم المتحدة فإن الحديث عن مبادرات هي عمليات استعراضية لن تفضي إلى شيء وستكون أنابوليس آخر مفرغ من مضمونه.

ويقول الديبلوماسي الغربي أن المبادرة اللأمريكية ستطلق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولن تخوض في التفاصيل ولن تطرح حلولا لقضايا الخلاف الجوهرية، بل ستشكل إطارا للمحادثات، وتحدد طريقة إدارتها وآليات متابعتها، وتحدد جدولا زمنيا لنهايتها. ويضيف الدبلوماسي إن «الرئيس أوباما معني بتحديد موعد زمني لنهاية المحادثات لإلزام الجانبين بتحقيق تقدم».

وحسب الديبلوماسي ستسعى الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول البناء في المستوطنات قبل إطلاق المبادرة. ويؤكد أن الإدارة الأمريكية معنية بالتوصل إلى حل وسط مع إسرائيل، بعد أن لمست أنه لا يمكن أن تحصل على موافقة إسرائيل على تجميد البناء في المستوطنات بشكل تام. مضيفا أن «التجميد التام ليس منطقيا والأمريكيون فهموا ذلك. وهذا ببساطة غير عملي».

وأشار الديبلوماسي الغربي إلى أنه من أجل التوصل إلى حل حول مسألة المستوطنات ترى الإدارة الأمريكية أنه ينبغي بلورة «رزمة كاملة» تقوم إسرائيل بناء عليها بخطوات بناء ثقة مع الفلسطينيين والعرب مما يجعل مسألة تجميد الاستيطان هامشية. ويقول إن خطوات بناء الثقة يجب أن تتعاطى مع قضايا ذات أهمية بالنسبة للفلسطينيين ويوجد الكثير منها. ويضيف: "يجب بناء رزمة تشمل خطوات كافية لبناء الثقة وهذا ما يسعى ميتشيل للقيام به في زيارته القريبة إلى إسرائيل".

ويقول الديبلوماسي إن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم ثقة الفلسطينيين والعرب بنوايا نتنياهو، ويردف: "العرب لا يثقون بنتنياهو ويعتقدون أنه سيخدعهم وخاصة في مجال الاستيطان". ويتابع: "العرب يريدون السلام وهو جادون . ولكنهم ينظرون إلى خطاب نتنياهو بشكل سلبي جدا ولا يثقون به".

ويربط الديبلوماسي بين المسارين الفلسطيني والسوري، ويقول إنه إلى جانب المسألة الفلسطينية هناك إمكانية لتجديد المفاوضات على المسار السوري. ويضيف أن فريد هوف، نائب ميتشيل، والمسؤول عن الملف السوري استطلع الموضوع في الأيام الأخيرة في لقاءاته في إسرئيل مع وزير الأمن إيهود باراك، ونائب وزير الخارجية داني أيالون، ومستشار الأمن القومي عوزي أراد. وأكد أن أن الولايات المتحدة معنية بتجديد المفاوضات على المسار السوري في مرحلة ما، ولكن ليس على حساب المسار الفلسطيني. ويرى أن "تجديد المفاوضات على المسار السوري يؤثر بطريقة إيجابية على المسار الفلسطيني".

ورغم المواقف الإسرائيلية المتشددة من المفاوضات مع سوريا وترفض الانسحاب من الجولان، قال نائب وزير الحارجية الإسرائيلي داني ايالون يوم أمس إن "إسرائيل مستعدة للشروع في المفاوضات المباشرة مع سوريا دون شروط مسبقة". مع العلم أن المطلب السوري الداعي للانسحاب من الجولان يعتبر إسرائيليا شرطا مسبقا!.

وأضاف أيالون: "سوريا لا يمكنها الحديث عن السلام من ناحية، ومن ناحية أخرى التحريض على الحرب بواسطة حماس حزب الله والعلاقات مع إيران".

التعليقات