الابتزاز الاسرائيلي لا يعرف الشبع: مطالبة واشنطن بتقديم اربعة اضعاف الميزانية المتفق عليها لدعم الانفصال

يستدل من المعطيات التي نشرتها الاذاعة الاسرائيلية، صباح اليوم (الاثنين) أن حجم المساعدة المالية التي تطلبها اسرائيل من واشنطن لتغطية تكاليف الانفصال عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، قد تضاعف اربعة أضعاف ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ووصل الى ملياري دولار.

وقال مراسل الاذاعة في واشنطن ان المدير العام لديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايلان كوهين، ونظيره في وزارة المالية، د. يوسي بيخار، والمدير العام لمكتب الوزير شمعون بيرس، افرات دوبدوباني والمستشار المالي للجهاز الامني، سيعرضون الطلب الاسرائيلي، مساء اليوم (الاثنين) على نائبي مستشار الامن القومي اليوت ابرامز وفريار شيرزاد .

وكان كوهين وبيخار قد توجها الى واشنطن، مساء الخميس الماضي، لاجمال التفاصيل النهائية للاتفاق الاقتصادي الخاص الذي تم الاتفاق عليه خلال القمة الاخيرة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، والرئيس الأميركي، جورج بوش. وحسب معطيات سابقة اتفق بوش وشارون على مبلغ نصف مليار دولار، الا ان اسرائيل تدعي ان التكليف تتراوح بين 1.75 و2 مليار دولار. وسيكرس جل هذه الهبات المالية لمساعدة اسرائيل على تهويد النقب والجليل تحت ستار الاعداد لاستيعاب المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية في اطار خطة الانفصال فيما سيكرس قسم ضئيل من الميزانية لنقل المعسكرات الاسرائيلية من المناطق التي سيتم اخلاؤها، وتحسين الاوضاع الأمنية على الحدود الاسرائيلية - المصرية..

وأضاف المصدر نقلا عن الوفد الاسرائيلي انه تلقى تلميحا من واشنطن يؤكد استعداد الادارة الاميركية لزيادة الهبة المالية المتفق عليها، ولذلك سيتم تقديم طلب مساعدة جديد لتغطية ما يسمى "الاضرار الاقتصادية" التي ستصيب اسرائيل جراء الانفصال، على حد تعبير المصدر.

وقال المصدر ان اسرائيل وافقت على تقسيم المبلغ المطلوب الى هبات وضمانات مالية لقروض، كما تم في السابق، وكذلك على تلقي هذه المساعدة على مدار عدة سنوات.

يشار الى ان الحصول على هذه المساعدة الخاصة يحتم الحصول على مصادقة الكونغرس الاميركي. ولهذا الغرض اجتمع الوفد الاسرائيلي، امس، مع اللوبي الصهيوني "ايباك" لتنسيق المواقف.

الى ذلك يصل الى واشنطن، اليوم الاثنين، اللواء احتياط هرتسل بولينغر، موفد وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز لاجراء الجولة الاخيرة من المداولات المتعلقة بالأزمة الأمنية التي نشأت بين إسرائيل والولايات المتحدة اثر صفقة الاسلحة الاسرائيلية - الصينية.

وسيسعى بولينغر الى استكمال التفاهمات بين الجانبين بهذا الشأن، تمهيدا لوصول موفاز الى واشنطن يوم الاثنين المقبل لتوقيع اتفاقية تتعهد اسرائيل بموجبها بالتعامل بشفافية اكبر مع الاميركيين.