31/10/2010 - 11:02

الحكومة الإسرائيلية: إخلاء البؤر الاستيطانية بالاتفاق مع المستوطنين، ورفض وقف البناء الاستيطاني

يعلون: لن نقبل الإملاءات الأمريكية ولن نوقف البناء في المستوطنات؛ نتنياهو: إخلاء البؤر الاستيطانية بالحوار

الحكومة الإسرائيلية: إخلاء البؤر الاستيطانية بالاتفاق مع المستوطنين، ورفض وقف البناء الاستيطاني
ناقشت الحكومة الإسرائيلية اليوم، في جلستها الأسبوعية، إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية. ورغم أن الوزراء أبدوا معارضة لهذه الخطوة باستثناء وزراء حزب العمل تقرر إجراء مفاوضات مع قادة المستوطنين والتوصل إلى اتفاق إخلاء بالتراضي، ويعني ذلك إما الاتفاق على نقلهم إلى مستوطنة قائمة، أو بناء حي استيطاني جديد. وأيد الوزراء بمن فيهم وزير الأمن إيهود باراك على استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وقبل انتهاء جلسة الحكومة أعلن قادة المستوطنون أنهم سيبنون بؤرة جديدة مقابل كل بؤرة يتم إخلاؤها.

وقال نتنياهو إنه «لا يعتزم بناء مستوطنات جديدة، ولكن لا يوجد منطق في عدم تلبية حاجة التكاثر الطبيعة، أو إصدار منع شامل للبناء في الضفة الغربية".
ودعا نتنياهو الحكومة المنقسمة في الراي حول موضوع إخلاء المستوطنات بين مؤيد ومعارض، إلى التوحد لمواجهة التهديدات كإيران. وأضاف: "نحن ملتزمون بالحفاظ على القوانين مع انتهاج أسلوب الحوار".

وفي تسويغ رفضه للتسوية مع الفلسطينيين، قال: "لا نريد الفلسطينينن رعايا ولا مواطنين، ولكن لا يمن أن نسمح لأنفسنا بقيام حماستان ثانية في قلب الدولة".وتابع: " ماذا حصلنا مقابل اقتلاع عشرة آلاف شخص في قطاع غزة؟ لا نريد السيطرة عليهم ولا نريدهم أن يشكلوا خطرا علينا، لن نتمكن من الهرب من بحث ذلك".

وأيد وزير الأمن إيهود، إيهود باراك، موقف نتنياهو وقال: من غير المعقول أن يكون الرد على شخص ينوي أن يشتري منزلا أو توسيع منزله بالقول أنه يوجدتعليمات من الولايات المتحدة تمنعه من ذلك. هذا غير منطقي.

وابدى وزراء الحكومة الحكومة الإسرائيلية معارضة شديدة لإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية، وقال وزير العلوم، دنئيل هرشكوفيتش("البيت اليهودي")، ثمة مغالطة في الادعاء بعدم قانونية البؤر الاستيطانية. يجب أن نذكر أن "طاليا ساسون"(معدة تقرير البؤر الاستيطانية عام 2005) هي ليست جهة موضوعية. أنا مع التوصل إلى تفاهمات مع مجلس المستوطنات، ولكن مسألة الإخلاء بالقوة غير واردة".


وألقى تقرير المجلة الألمانية "در شبيغل" الذي أشار إلى تورط حزب الله في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، بظله على جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية، وسط أجواء من الغبطة. بل طالب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان بإصدار مذكرة اعتقال دولية ضد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. يذكر أن لجنة التحقيق الخاصة بلبنان نفت صحة اتلك الأنباء.

الجلسة التي خصصت لبحث إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية وسط معارضة شديدة من الوزراء، كرست قسما منها لتداعيات ما نشرته الصحيفة الألمانية، وقال وزير الخارجيةأفيغدور ليبرمان: "يجب أن يثير الأمر قلق المجتمع الدولي. وهذا يثبت لنا مع اي جهة نتعامل. وإذا كان هذا هو استنتاج المحققين يجب إصدار أمر اعتقال فوري ضده(الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله)، وإذا تعذر ذلك، اعتقاله بالقوة وتقديمه للمحكمة الدولية في لاهاي".

ليبرمان: الانسحاب إلى حدود 67 لا يحل الصراع

وعن موضوع الجلسة، البؤر الاستيطانية، قال ليبرمان: إذا كان لا بد من إخلاء بؤر استيطانية ف يجب أن يكون ذلك في إطار خطة شاملة. وكان قبل الجلسة قد صرح بأن "العودة الى حدود 1967 لن تنهي النزاع (مع الفلسطينيين) ولن تضمن السلام ولا الأمن، بل ستنقل الصراع إلى داخل حدود 1967". وقال ليبرمان إنه لا جدوى من طرح خطة سياسية أخرى، فالمسار الصحيح هو خارطة الطريق بمرحليتها.

يشاي يعترض

من جانبه اعترض وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة، إيلي يشاي(شاس)، بشدة على إخلاء البؤر الاستيطانية وقال "ينبغي عدم تفكيك المستوطنات العشوائية (...) اريد تطبيق القانون، فذلك يعني ايضا العرب الذين يبنون بطريقة غير شرعية".

وأضاف يشاي: لا يجب أن نقبل اي إملاء ولا أعتقد أنه من الصحيح تفكيك البؤر الاستيطانية. في الجانب الفلسطيني يوجد بناء غير قانوني بشكل واسع، وللأسف أيضا لدى عرب إسرائيل. إذا قررنا فرض القانون في هذا الشأن يجب أن يكون على الجميع بشكل متساو.

لا يجب تجفيف المستوطنات


وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، شدد في الجلسة على ضرورة عدم «تجفيف المستوطنات»، وقال: لا يجب أن يبدو جدول أعمال الحكومة وكأنه حملة ملاحقة ضد المستوطنين في الضفة الغربية. ثمة أمور لا يمكن أن نوافق عليها كتجفيف المستوطنات. وتابع: "ران كوهين ويوسي سريد لم يجففا المستوطنات في فترة ولايتيهما كوزراء. حينما نبحث شؤون البؤر الاستيطانية يجب أخذ ثلاثة نقاط يعين الاعتبار: القانون، التعهدات الدولية وخاصة تلك التي منحت للولايات المتحدة، والحاجة للحفاظ على المشروع الاستيطاني.

المستوطنون عازمون على تصعيد المشروع الاستيطاني

واعلن المستوطنون اليوم أنهم سيجددون التوسع الاستيطاني وسيجندون وزراء الليكود لحملتهم من أجل منع تفكيك البؤر الاستيطانية. وقد أقام المستوطنون الأسبوع الماضي بؤرة استيطانية بدل تلك التي تم إخلاءها وصعدوا عمليات البناء في المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

ووجه أحد قادة الحركة الاستيطانية، إيتمار بن غفير، إصبع الاتهام لنتنياهو، وقال إنه «لا يملك الحق باقتلاع يهود من منزلهم. ليس من أجل ذلك انتخب. نحن سنشمر عن سواعدنا. وقالت الناشطة الاستيطانية المتطرفة البارزة دانئيلا فايس: نحن نتحدث عن إقامة نقاط استيطانية جديدة في الضفة الغربية، ونتجه نحو تجديد الاستيطان في غزة".

وزارة الأمن: مفاوضات مع المستوطنين

وقالت وزارة الأمن إنها تعتزم إخلاء 26 نقطة استيطانية أقيمت بعد عام 2001، وجاءت في تقرير طاليا ساسون حول البؤر لااستيطانية، وتعهدت حكومة شارون حينها للإدارة الأمريكية بإخلائها.

وقال وزير الأمن، إيهود باراك في الجلسة إن «الأمر ليس بيننا وبين الأمريكيين، وليس بيينا وبين الفلسطينيين، بل قبل ذلك بيننا وبين أنفسنا، الأمر متعلق بسلطة القانون، وفرض القوانين على السكان". وأضاف: قمنا بإخلاء ثلاث بؤر استيطانية، وتوصلنا إلى اتفاق حول بؤرة استيطانية "ميغرون"(بناء حي استيطاني جديد لمن يتم إخلاءهم منها) ولا نسمح بإقامة نقط استيطانية جديدة. في الـبؤر استيطانية الـ 22 الأخرى يجب علاجها الآن بشكل مسؤول، قبل كل شيء استنفاذ فرص الحوار، وإذا لم بتأتى ذلك، سنقوم بذلك من جانب واحد، حتى ياستخدام القوة".

وقال نائب وزير الأمن متان فلنائي إن البؤر الاستيطانية تسبب لإسرائيل أضرار فادحة من كافة النواحي، لهذا ينبغي أن لا تبقى. إلا أن وزارة الأمن تفضل الحوار مع المستوطنين والتوصل معهم إلى إخلاء بالاتفاق.

يعلون: لن نقبل الإملاءات الأمريكية ولن نوقف البناء في المستوطنات

وعبر وزير «الشؤون الاستراتيجية» الإسرائيلي، ورئيس أركان الجيش السابق، موشي يعلون، عن موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لوقف البناء والتوسع الاستيطاني، وقال: " لن نتلقى إملاءات من الولايات المتحدة". وعلى صعيد البؤر الاستيطانية العشوائية، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من وزير الأمن، إيهود باراك، انتهاج سياسة الحوار مع المستوطنين لإخلائها.

وقال يعلون مساء أمس: "لن نقبل إملاءات من الولايات المتحدة. لن نوقف البناء في المستوطنات". وتأتي تصريحاته بعد أيام زيارة نتنياهو للولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس الأمريكي الذي حثه على وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية.

وأضاف يعلون في حديث تلفزيوني إن "المسوطنات ليست السبب لفشل العملية السياسية. المستوطنات لم تكن عقبة أمام السلام في أي مرحلة. حتى حينما أخلت إسرائيل مناطق الإرهاب تواصل. حتى حينما اقتلعنا مستوطنات حصلنا على حماستان، لهذا أدعو إلى التفكير بذلك ليس بشعاراتية وليس بإملاءات".

وأكد: "الحكومة لن تسمح بإقامة مستوطنات غير قانونية . ولكننا لن نوقف البناء في المستوطنات في إطار التكاثر الطبيعي. إن بناء المياكن لا يمنع السلام".

يذكر أن معطيات دائرة الإحصاء المركزية التي نشرت قبل أيام المزاعم الإسرائيلية بأن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية يأتي لتغطية احتياجات التكاثر الطبيعي، وتفند مزاعم المستوطنين بأن المستوطنات تشهد هجرة عكسية بسبب النقص في المساكن.

وأظهرت أن الزيادة في عدد المستوطنين نابعة من استيعاب مهاجرين جدد وانتقال إسرائيليين من داخل الخط الأخضر للسكن في المستوطنات إلى جانب التكاثر الطبيعي.
وحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية فإن أكثر من ثلث الزيادة السكانية في المستوطنات عام 2007 نابعة من الهجرة من داخل الخط الأخضر واستيعاب مهاجرين جدد، وبلغت نسبة الهجرة من الارتفاع الإجمالي لعدد السكان 36.7% والباقي زيادة طبيعية.


نتنياهو إخلاء البؤر الاستيطانية بالحوار

وعلى صعيد إخلاء البؤر الاستيطانية الذي أعلنت إسرائيل عنه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيدعم قرارات وزير الأمن إيهود باراك بإخلاء البؤر الاستيطانية إلا أنه دعاه لانتهاج الحوار. وقال مصدر مقرب من نتنياهو أنه بحث يوم أمس مسألة إخلاء البؤر الاستطانية وقررا العمل على إخلائها، وتوصلا إلى اتفاق أن سياسة الحكومة هي «تطبيق القوانين والتوصل إلى حل متفق عليه».

ويعني إخلاء البؤر الاستيطانية باتفاق أو بدونه نقل سكانها إلى مستوطنات قائمة أو بناء مستوطنات جديدة لهم كما هو الحال في يؤرة "ميغرون" . وكان وزير الأمن إيهود باراك قد توصل، خلال إشغاله لمنصبه في حكومة أولمرت، إلى اتفاق مع قادة المستوطنين على إخلاء البؤرة الاستيطانية "ميغرون" على أن يتم بناء مستوطنة جديدة في مكان قريب لاستيعابهم.

وقال نائب وزير الخارجية، داني أيالون("يسرائيل بيتينو")، إن حزبه سيدعم هذه الخطوة شريطة أن يقوم الفلسطينيون بالمقابل بخطوات مشابهة، وأن يكون الإخلاء بالاتفاق مع قادة المستوطنين".

ويعتزم نشطاء اليمين الاستيطاني إقامة بؤر استيطانية جديدة في أنحاء الضفة الغربية وسيبدأون في ذلك خلال الأيام القريبة، وطالبوا وزراء حزب الليكود بإلغاء خطة وزارة الأمن لإخلاء نقاط استيطانية قائمة. وقد تجددت نشاطات المستوطنين بعد إخلاء البؤرة الاستيطانية "معوز إستر" قبل أسبوع، وهي عبارة عن خيام قام جيش الاحتلال بتفكيكها بشكل استعراضي. وأعلنوا انهم سيقيمون بؤرة استيطانية جديدة مقابل كل بؤرة يتم إخلاؤها.

وقالت مصادر إسرائيلية أن باراك يعتزم إخلاء سبع بؤر استيطانية عشوائية ( تلك التي لم تحظى على مصادقة الإدارة المدنية للاحتلال، ولكنها تحظى على حماية الجيش وتمويل حكومي)، أقيمت على أراض فلسطينية بملكية خاصة. وقال باراك إنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الإخلاء ستقوم قوات الأمن بإخلائها.

التعليقات