31/10/2010 - 11:02

"السلطات الاسرائيلية تتعامل مع اليمين المتطرف بقفازات من حرير"

السلطات الاسرائيلية تقرر اطلاق سراح اغلبية عناصر اليمين الذي قاموا باعمال شغب واغلاق مفارق الطرق امس* هذه السلطات ذاتها زعمت في اكتوبر انها قتلت 13 شابا عربيا لانهم اغلقوا شوارع..

افرجت الشرطة الاسرائيلية بعد ظهر اليوم الثلاثاء عن قرابة 130 من نشطاء اليمين المتطرف في اسرائيل اعتقلوا امس على اثر مظاهرات اغلقوا خلالها مفارق طرق رئيسية في انحاء اسرائيل ما اثار انتقادات بان السلطات الاسرائيلية تتعامل مع عناصر اليمين المتطرف بـ"قفازات من حرير".

ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن قاضي محكمة الصلح الاسرائيلية في القدس قوله انه "لا يوجد مبرر لمواصلة اعتقال اثنين من قادة منظمة البيت القومي" يشتبه في انهما نظما مظاهرات اليمين المتطرف امس والتي تم خلالها اغلاق طرق رئيسية والتسبب بازدحامات مرورية.

واصدرت المحكمة قرارا بالافراج عن الناشطين اليمينيين المتطرفين ارييل فانغوفر وشاي مالكا لكنها ابقتهما رهن الاعتقال حتى يوم غد ليتسنى للنيابة العامة الاسرائيلية تقديم استئناف على القرار بالافراج عنهما.

وقال موقع يديعوت احرونوت الالكتروني ان نشطاء اليمين المتطرف اغلقوا امس 40 مفرقا احتجاجا على نية الحكومة الاسرائيلية تنفيذ خطة فك الارتباط.

ونقل موقع هآرتس الالكتروني عن نائب المدعي العام الاسرائيلي شاي نيتسان قوله اليوم في اجتماع للجنة الدستور والقانون التابعة للكنيست ان "اغلاق الطرق شكل خطرا على حياة مواطنين في عشرات الحالات".

وقال ممثل الشرطة في اجتماع اللجنة البرلمانية انه "لم يتم اصدار تعليمات واضحة لافراد الشرطة بخصوص كيفية مواجهة اعمال الشغب واغلاق الشوارع".

وافادت هآرتس بان "مجهولين" سكبوا الزيت ونثروا المسامير عند مدخل سجن أعد لاستيعاب متظاهري اليمين المتطرف ما ادى الى انزلاق سيارتين احداها تابعة لمصلحة السجون واحداث ثقوب في اطاراتهما.

كذلك تشتبه الشرطة بان عناصر في اليمين المتطرف تقف وراء قطع خطوط الهواتف خلال الليل الفائت في محكمة الصلح في مدينة بيتح تيكفا في وسط اسرائيل.

وعثر سجانون على جدران غرف اعتقل فيها ناشطات من اليمين المتطرف الاسرائيلي شاركن امس في المظاهرات على كتابات جاء فيها "شارون، قتلنا رابين وسنقتلك ايضا" في اشارة الى اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق يتسحاق رابين في نهاية العام 1995.

كذلك جاء في هذه الشعارات "شارون، هتلر فخور بك".

ونظرت هذه المحكمة اليوم في تمديد اعتقال عدد من المتظاهرين الذين اغلقوا الشوارع امس.

يشار الى ان الشرطة الاسرائيلية اعتقلت امس 292 متظاهرا غالبيتهم قاصرين وتم توقيف 56 اخرين لغرض التحقيق معهم.

ورغم الاخلال بالنظام العام فقد اعلنت الشرطة الاسرائيلية انها ستطالب بتمديد اعتقال قسم من المعتقلين والافراج عن القسم الاكبر منهم.

ويبدو من تصريحات مسؤولين في الشرطة والنيابة ان اجهزة الامن الاسرائيلية تنوي التساهل مع متظاهري اليمين المتطرف.

ونقلت يديعوت احرونوت عن المفتش العام للشرطة الاسرائيلية موشيه كارادي قوله ان "المتظاهرين لم ينجحوا في تشويش سير الحياة في الدولة بشكل جوهري".

واضاف كارادي ان "افراد الشرطة تعاملوا بحكمة وبحزم وبمهنية وبحساسية مع المتظاهرين".

وتتناقض اقوال المفتش العام للشرطة الاسرائيلية مع التقديرات التي نشرت امس في اعقاب المظاهرات والتي افادت بان الشرطة فشلت في لجم متظاهري اليمين المتطرف.

واجمعت وسائل الاعلام الاسرائيلية امس على ان الشرطة فشلت في منع المتظاهرين من اغلاق شوارع خصوصا عندما مشارف القدس الغربية.

وقال كارادي اليوم ان "الشرطة لم تستخدم امس جميع الوسائل التي بحوزتها".

من جانبه ربط النائب جمال زحالقة بين تعامل الشرطة الاسرائيلية مع عناصر اليمين المتطرف الاسرائيلي في هذه لاثناء وتعاملها مع مظاهرات جرت في البلدات العربية في تشرين الاول/اكتوبر من العام 2000 واسفرت عن استشهاد 13 مواطنا وجرح العشرات واعتقال المئات.

وادعت السلطات الاسرائيلية بشكل دائم ان مواجهات اكتوبر 2000 مع المواطنين العرب سببها اغلاقهم للشوارع.

وقد استخدمت قوات الامن الاسرائيلية في مواجهات اكتوبر الاعيرة الحية .

وقال النائب زحالقة ان تعامل الشرطة الاسرائيلية بقفازات من حرير مع نشطاء اليمين يسقط كل الحجج التي لجأت اليها السلطات الاسرائيلية لتبرير قتل 13 مواطنا عربيا.

"هذا يدل ايضا على ان الشرطة الاسرائيلية قتلتهم لانهم عرب وليس لانهم اغلقوا شوارع".

واضاف زحالقة ان "عدد مفارق الطرق التي اغلقتها مجموعات اليمين (امس) اكبر بكثير من تلك التي اغلقت في اكتوبر 2000".

واتهم زحالقة الشرطة الاسرائيلية بان "تعاملها مع اليمين المتطرف بهذه النعومة يدل على تعاطفها معهم".


التعليقات