31/10/2010 - 11:02

العليا الإسرائيلية ترفض إيصال الكهرباء إلى بيت طفلة مريضة بالسرطان تعيش في قرية غير معترف بها!!

قضاة العليا تجاهلوا أن حق الطفلة في الحياة يفوق أي اعتبار آخر بما في ذلك الإعتبارات التخطيطية والإعتبارات البيروقراطية واكتفوا بتمني الصحة لإيناس وبالصلاة من أجلها!

العليا الإسرائيلية ترفض إيصال الكهرباء إلى بيت طفلة مريضة بالسرطان تعيش في قرية غير معترف بها!!
ردّت المحكمة العليا في قرار نهائي الإلتماس الذي قدّمته "جمعيّة حقوق المواطن" وجمعيّة "أطباء لحقوق الإنسان" في شهر آب المنصرم لإجبار وزير الصحّة ووزير البنى التحتيّة ووزير الداخليّة على إيصال بيت طفلة (3 سنوات) تعاني من مرض السرطان لشبكة الكهرباء وتزويد بيتها بالكهرباء بشكل منتظم. واكتفت المحكمة بقبول اقتراح الدولة بمساعدة الطفلة بمبلغ 16،000 شيكل لغرض شراء السولار للولد الكهربائي التابع لجيران عائلة الطفلة. وقدمّت الإلتماس المحاميّة سونيا بولس من جمعيّة حقوق المواطن.

وتبلغ الطفلة إيناس الأطرش الثالثة من عمرها وهي تسكن مع أهلها في قرية عربيّة بدويّة غير معترف بها في النقب. وتمّ تشخيص مرض السرطان لديها في القفص الصدري في كانون الثاني 2005. ويدور الحديث عن نوع خطير من الأورام السرطانيّة، علمًا أن الأطباء قاموا بتشخيص المرض في مرحلة متقدمّة بعد أن انتقل للرئة اليمينيّة وأضلاع الصدر والإبط.

ولم يمكّن التشخيص المتأخر للمرض الأطباء من إجراء عمليّة جراحيّة لاستئصال الورم وعليه اضطرت الطفلة للخضوع لسلسلة من العلاجات الكيماويّة المكثفة.

وقد نجح العلاج في تصغير حجم الورم السرطاني وفي شهر اَذار الفائت خضعت الطفلة لعمليّة جراحيّة من أجل استئصال الورم والأضلاع الأماميّة المصابة. وبعد العمليّة تلقّت الطفلة علاجًا كيماويًا في مستشفى "سوروكا" كان له عوارض جانبيّة صعبة للغاية.

وتتلقى الطفلة يوميًا مضادات حيويّة وتحتاج لعلاج بواسطة حقن ألـ GCSF من أجل تقوية جهاز المناعة. ومن أجل ضمان نجاعة هذه الحقن يجب حفظها بالثلاجّة في درجة حرارة 0-4. وقد يعرض أي تلوّث بسيط حياة الطفلة للخطر. ويذكر أن التكييف خلال أشهر الصيف الحارّة هو أحد الشروط التي تساعد على الحفاظ على النظافة اللازمة في البيت وقد يؤدي تعرض إيناس للحر الشديد إلى إصابتها بأمراض في الأمعاء مما يشكل خطرًا على حياتها.

خلال الجلسات في المحكمة لم تعترف الدولة بحق الطفلة في إيصال بيتها للكهرباء واكتفت باقتراح "حلول إنسانيّة" كالتوجه إلى صناديق مختلفة لتقوم هذه بالتبرع لها بالمال والسولار!!

واقترحت الدولة أيضاً على العائلة أن تنتقل من مكان سكناها الحالي إلى مكان آخر بعيد عن العائلة، التي تساعد والدي الطفلة حين يضطرا إلى نقل الطفلة إلى المستشفى.

وكما ذُكر سابقًا فقد قبل قضاة المحكمة العليا اقتراح الدولة بمساعدة الطفلة بمبلغ 16،000 شيكل لغرض شراء السولار للمولد الكهربائي التابع لجيران عائلة الطفلة وردوا الإلتماس.

وجاء في القرار أنّ هذا الحل غير كاف ولكن القضاة امتنعوا عن إجبار الدولة بإيصال بيت الطفلة بالكهرباء، وكتبوا في القرار أنّ أهل الطفلة "اختاروا أن يسكنوا في قرية غير معترف بها، وهم على دراية بأن القرية تفتقر للكهرباء بسبب ذلك"!

واختار قضاة العليا تجاهل ادعاء جمعية حقوق المواطن وأطباء لحقوق الإنسان القائل بأن حق الطفلة في الحياة يفوق أي اعتبار آخر بما في ذلك الإعتبارات التخطيطية والإعتبارات البيروقراطية واكتفوا بتمني الصحة لإيناس وبالصلاة من أجلها!

في أعقاب هذا القرار ستضطر الطفلة إيناس إلى مصارعة المرض لوحدها من دون جهاز تكييف ومن دون ثلاجة لحفظ الدواء التي تتناوله يوميًا. وبهذا تكون الدولة وسلطاتها المختلفة فد تجاهلت التزامها بحماية الأطفال وواجبها بتفضيل مبدأ مصلحة الطفل وحق الأطفال في الحياه على الإعتبارات البيرقراطية والايديولوجية.

التعليقات