الكنيست الغى بنود العقوبات من قانون تعويض المستوطنين بالتزامن مع اعلان نيتهم خرق القانون

افادت الاذاعة الاسرائيلية العامة بان لجنة القانون والدستور في الكنيست الاسرائيلي الغت اليوم، الثلاثاء، بنود العقوبات من قانون تعويض المستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية في اطار خطة فك الارتباط.

والبنود التي الغاؤها هي تلك هي تلك التي تنص على فرض عقوبة السجن على كل من يقاوم عملية الاخلاء ولا ينصاع لاوامر الشرطة والجيش الاسرائيليين.

واشارت الاذاعة الى ان احد البنود الملغية ينص على كل ثلاثة مستوطنين مرشحين للاخلاء يقومون بالتجمع ولا ينصاعون للاوامر، سوف يتعرضون للسجن لمدة اقصاها خمس سنين.

واضافت الاذاعة ان اعضاء كنيست من كتل اليمين واليسار اعربوا عن تحفظهم من القانون وطالبوا باجراء تعديل عليه في ناحية العقوبات.

رغم ذلك، فان الملفت في توقيت الغاء بنود العقوبات يأتي في اعقاب اعلان قيادة المستوطنين عن نيتها خرق القانون في محاولة لمنع تنفيذ خطة فك الارتباط.

واثيرت في اسرائيل ضجة كبيرة، في الايام الاخيرة، اثر تعميم عضو مجلس المستوطنات في الضفة والقطاع، بنحاس فالرشتاين، بيانا دعا من خلاله المستوطنين الى "خرق القانون حتى لو كلف ذلك الذهاب الى السجن".

الى ذلك اعرب عدد من اعضاء لجنة القانون والدستور في الكنيست الاسرائيلي، اليوم الثلاثاء، عن تأييدهم لدعوة احد قادة المستوطنين لخرق القانون الاسرائيلي بهدف منع تنفيذ خطة فك الارتباط.

والملفت للنظر ان بعض هؤلاء النواب ينتمون لحزب الليكود الذي يرأسه رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون.

ونقل موقع يديعوت احرونوت الالكتروني عن عضو الكنيست يولي ادلشتاين، من الليكود، قوله ان "تصريحات بنحاس فالرشتاين تبدو لي شرعية".

وادعى عضو الكنيست ايوب قرا، من الليكود، ان "هناك اشخاص في هذا البيت (اي الكنيست) وخارجه يؤيدون الارهاب، ويؤيدون عمليات حزب الله ولا احد يحاسبهم، وفقط عندما قال فالرشتاين شيئا اخذ الجميع يهاجمه".

وقال عضو الكنيست اوري اريئيل، من حزب الوحدة القومية، انه اذا استمرت عملية سن قانون تعويض المستوطنين "فانه ستحدث امورا اخطر بكثير".

واعترض عضو الكنيست نيسيم زئيف، من شاس، على اعتبار فالرشتاين محرضا، وقال ان ذلك يعني "كم افواه" وان "فالرشتاين لا يعتبر عدوانيا ولا محرضا".

من جهة اخرى، افادت الاذاعة الاسرائيلية العامة بان رئيس مجلس حاخامي المستوطنين، دوف ليئور، اعرب اليوم عن تأييده لاقوال فالرشتاين حول دعوته لخرق القانون وحتى لو كان الثمن دخول السجن.

ونقل موقع هآرتس الالكتروني عن ليئور قوله ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة، التي تضم العمل هي "تآمر الاشرار، وبفضل نهوض البطولة سنحظى بقيادة تعمل وفق التوراة وسيستمع الجمهور الى اقوال كبار حاخامي العصر، الذين اصدروا الفتاوى للجيش وللحاخامين كيف عليهم ان يتصرفوا".

ويذكر ان الحاخام ليئور وحاخامين اخرين اصدروا في الماضي فتوى تطالب الجنود الاسرائيليين برفض تنفيذ اوامر عسكرية باخلاء مستوطنات.

واضافت هآرتس ان رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بنتسي ليبرمان، شبه فالرشتاين بالمهاتما غاندي وبمارتن لوثر كينغ.

وكان صحيفة يديعوت احرونوت قد افادت اليوم بان عددا من المستوطنين اليمينيين المتطرفين وضعوا شارة نجمة داوود برتقالية اللون على صدورهم، تعبيرا عن معارضتهم لاخلائهم من المستوطنات في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.

ويذكر ان النظام النازي ارغم اليهود في اوروبا على وضع هذه الشارة في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي، واعتبر الشارة رمزا للمحرقة التي عانى منها اليهود ابان الحكم النازي في المانيا.

واعرب سياسيون اسرائيليون عن معارضتهم الشديدة لاستخدام هذه الشارة في "النضال ضد فك الارتباط".

وقال عضو الكنيست ران كوهين، من حزب ياحد اليساري، ان تأييد مجلس المستوطنات لاقوال فالرشتاين "يمهد الطريق لعملية قتل سياسي جديدة".

الجدير بالذكر ان تصريحات نواب من الليكود واليمين تأتي غداة اعلان المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، مناحيم مزوز، انه اوكل الى النيابة العامة فحص تصريحات فالرشتاين وما اذا كانت تتضمن "تحريضا".

وكانت الاذاعة الاسرائيلية افادت امس بان مزوز أمر بفتح ملف تحقيق في اقوال فالرشتاين.

كما اعتبر شارون اقوال فالرشتاين "خطيرة"، لكنه اردف ان "يتفهم الالم الذي يواجهه المستوطنون".